شهدت مكتبة الإسكندرية صباح اليوم الثلاثاء، افتتاح المؤتمر الدولي «بيوفيجن الإسكندرية 2016»، الذي يقام في الفترة من 12 إلى 14 إبريل في دورته الثامنة تحت شعار "العلوم الحياتية الجديدة: الطريق إلى الأمام".
يهدف المؤتمر إلى دعم الحوار البنّاء بين الأطراف المعنية بتطوير العلوم الحيوية، ومناقشة القضايا المتعلقة بذلك في مجالات شتى، سواء الأكاديمية أو الصناعية أو البحثية، ما يساعد على تحديد واستكشاف آفاق ومجالات جديدة في علوم الحياة التي من شأنها أن تخدم البشرية.
افتتح المؤتمر كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وجوردون كونواي؛ أستاذ التنمية الدولية بكلية لندن الإمبراطورية ورئيس مؤسسة Agriculture for Impact، وكوجي أومي؛ رئيس منتدى العلوم والتكنولوجيا في المجتمع (STS Forum) باليابان، والدكتور محمد حمدان؛ نائب رئيس أكاديمية العالم للعلوم للدول النامية (TWAS) عن المنطقة العربية، والدكتور يسري الجمل بالنيابة عن الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
كما شاركت الأميرة سمية بنت الحسن؛ رئيس الجمعية العلمية الملكية بالأردن بكلمتها الافتتاحية عن طريق الفيديو.
وأعرب جوردون كونواي عن سعادته لحضور الدورة الثامنة من بيوفيجن الإسكندرية 2016.
وقال إنه يأمل في أن تساهم نقاشات العلماء في فتح آفاق جديدة في مجال العلوم الحياتية لحل المشكلات التي تواجه البشرية من خلال العلوم.
وتحدث كونواي عن أزمة الأمن الغذائي في العالم، التي تؤثر على القارة الأفريقية بشكل أساسي، مؤكدًا أن الأزمة أصبحت أكثر تعقيدًا وتشابكًا، ولا يوجد من يأخذ على عاتقه مسئولية حلها، ومن هنا يحاول العلماء تفكيك عناصر الأزمة حتى يتم دراسة كل عنصر على حدة.
وأضاف أن التغير المناخي هو أكبر مشكلة تهدد الأمن الغذائي في أفريقيا وتساهم في تفاقم الأزمة، فالمناخ يؤثر على أنماط الزراعة ويؤدي إلى تقليل فترات نمو المحاصيل.
وأوضح أن عدد السكان يتزايد في أفريقيا بشكل كبير، كما أن الأطفال يعانون من سوء التغذية ولا يحصلون على العناصر الغذائية المهمة مما يؤثر على نموهم بشكل سلبي.
وشدد على ضرورة تطبيق التقنيات التي استحدثتها العلوم الحياتية الجديدة في مجال الزراعة من أجل منع أزمة الأمن الغذائي في أفريقيا من التفاقم، التي يمكن من خلالها زيادة الإنتاج الزراعي والغذائي وتحقيق التعددية في الإنتاج.
وأوضح أن بعض سبل تحقيق الزراعة المستدامة قد تم تطبيقها بالفعل في بعض المزارع مثل نظام الزراعة الحافظة والزراعة العضوية.
من جانبه، تحدث "كوجي أومي" عن منتدى العلوم والتكنولوجيا في المجتمع باليابان، مبينًا أنه تم تأسيسه للجمع بين العلماء وصانعي القرار ورجال الأعمال والإعلام لبحث كيفية الاستفادة من العلم لتحقيق الرخاء للبشرية.
وأوضح أن المنتدى يضم خبراء في جميع المجالات ويناقش عدد من المحاور؛ منها التنمية المستدامة، الطاقة، الغذاء، والمياه.
وأكد أهمية المؤتمر في بحث إمكانيات العلوم والتكنولوجيا في إفادة المجتمع وتقديم حلول طويلة الأجل للمشكلات التي تواجهها المجتمعات.
وقال الدكتور محمد حمدان: إن المؤتمر يشهد مشاركة فعالة من أكاديمية العالم للعلوم للدول النامية (TWAS)، لافتا إلى اختيار أربعين باحثًا من ثماني عشرة دولة نامية للمشاركة في المؤتمر.
وأكد أن الأكاديمية تقوم بأنشطة وأبحاث في عالم البحث العلمي وتركز على التحديات التي تقابل شباب العلماء في العالم النامي من خلال تشجيع الأجيال القادمة من العلماء الموهوبين وبناء الطاقات ودعم القدرات.
وأضاف أن الأكاديمية تقدم عدد من البرامج المهمة لدعم شباب العلماء، ومنها الزمالات والمنح وجوائز التميز.
وأكد أن هذا المؤتمر يعد حدث ضخم بالنسبة للعلماء والباحثين من الشباب في مجال العلوم للاستماع ومشاركة أفكارهم مع كبار العلماء وصانعي القرار في العالم.
من جانبه، قال الدكتور يسري الجمل: إن بيوفيجن الإسكندرية 2016 يقدم فرصة كبيرة للشباب للتعلم والتعرف على الجديد في مجال العلوم الحياتية الجديدة.
وأكد أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تشارك مكتبة الإسكندرية في مساعيها وأهدافها لدعم شباب العلماء والبحث العلمي ودعم الأبحاث الجديدة في مجال العلوم والهندسة.
وأعربت الأميرة سمية بنت الحسن في كلمتها، عن اهتمامها بجهود مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية 2016 في تسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها العلوم الحياتية الجديدة ومناقشة كيفية الاستفادة منها لخدمة البشرية.
وشددت على أهمية المحاور التي يركز عليها المؤتمر، فالتحديات التي تواجهنا في مجال الصحة والغذاء والزراعة هي التي توحد العلماء حول العالم بهدف إيجاد حلول جذرية من خلال العلوم والتكنولوجيا.
وأضافت أن عدد كبير من مناطق العالم تواجه العديد من التحديات، كالفقر ونقص المياه والتغير المناخي، ومن هنا تأتي أهمية استخدام العلوم الحياتية لتحسين ظروف الحياة وتغيير السياسات وتحقيق السلام، مبينة أن الأردن ستستضيف المنتدى العالمي للعلوم في عام 2017 والذي سيعمل على تأكيد الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه العلوم في خدمة الإنسان.
وفي كلمته، تحدث الدكتور إسماعيل سراج الدين عن العلوم وتحديات اليوم والمستقبل.
وقال إن هناك تطبيقات هائلة للعلوم الحياتية في مجال الصحة والدواء والغذاء والزراعة وغيرها.
ويأتي ضمن فعاليات المؤتمر أيضًا، معرضًا لشباب الباحثين لعرض أبحاثهم ومشروعاتهم من خلال ملصقات علمية.
وسيكون المعرض فرصة لعقد العديد من المناقشات المثمرة وتبادل المقترحات مع عدد من العلماء من مختلف أنحاء العالم.
