الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

عن الصحفيين وانتخاباتهم في زمن الصلف..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تصورت لبعض الوقت أن ما واجهته حرية الصحافة والإعلام من تهديدات وحملات تشويه في زمن الإخوان والصلف الديني سيجعلها ـ أي قضية الحرية ـ العنوان الأبرز في برامج المرشحين لانتخابات نقابة الصحفيين.
أيضًا اعتقدت أن الاعتداءات المتكررة على كل ماهو مؤسسي في هذه الدولة من قبل مرسي وجماعته سيجعل قضية الحرية والحفاظ على كرامة الصحفي متن تلك البرامج.
لكن سرعان ما أدركت أن ما أعتقده درب من دروب الوهم، فلا تزال حملات الدعاية الانتخابية تدار بنفس الطريقة القديمة وكأن تغيرًا لم يطرأ على الواقع المصري.
فعلى الرغم من حاجة الجماعة الصحفية الى نقيب وأعضاء مجلس يهتمون في الأساس بالقضايا النقابية وفي القلب منها حرية الكلمة وهو ما يتطلب بالضرورة معركة تتنزه عن الحسابات الحزبية السياسية منها والقبلية، فإن معظم التحالفات القائمة الآن قد بنيت على شِلل سياسية بعينها، علاوة على ما يعرف بقبيلة الصعايدة داخل نقابة الصحفيين. وللأسف يتخذ قرار التصويت في هذه الشلل على أساس شخصي دون اعتبار للعوامل الموضوعية، وبمعنى آخر تتجمع هذه الشلل ذات العناوين السياسية أو “,”القبيلة“,” على أساس علاقات المصالح الشخصية المتبادلة.
ومن هذه الشلل اليساريون، وبعضهم قد خرج في قرعة التجديد النصفي لأعضاء مجلس النقابة الذين قاموا بالفعل بإعداد قائمة لأسماء لم تقدم للعمل النقابي أكثر من الضجيج والطنطنة بضرورة الدفاع عن حرية الرأي وإعداد قانون جديد يضمن حرية الصحافة وتفعيل “,”دمغة“,” الإعلانات، ومع ذلك دخل أعضاء هذه الشلة مجلس النقابة في الدورة الحالية والسابقة ولم نسمع أقوالهم تلك إلا كشعارات في كل موسم انتخابي وبعدها يصمتون ولا يتذكرون تلك الشعارات إلا عندما يقررون الدخول في معركة جانبية مع النقيب بمزايدة عليه وعلى مواقفه، حدث هذا مع النقيب السابق الأستاذ مكرم محمد أحمد، وحدث أيضًا مع النقيب الحالي ممدوح الولي.
لهذا، فقدت هذه الشلة قدرًا من مصداقيتها فلم نر منها سوى جعجعة حول القضايا المهنية ولكن بلا طحن، فهذه هي عادتها منذ زمن، المزايدة على الآخرين في القضايا الحقيقية دون موقف صادق تجاه قضية واحدة.
وفي مقابلها نجد مرشحي الخدمات، والواقع يقول إن معظم خدمات نقابة الصحفيين هي الأردأ والأسوأ بالمقارنة بباقي النقابات المهنية، ويكفي مشروع إسكان الصحفيين بمدينة 6أكتوبر الذي لم يبرح الأوراق لبدء التنفيذ والذي تغير مكانه أكثر من مرة وليصبح حسب آخر البيانات في قطعة أرض موجودة بآخر طرف بأكتوبر على طريق الواحات.
وللأسف يغفل مرشحو الخدمات ـ إن جازت تسميتهم ـ عن أن الخدمة الصحيحة والجيدة لا يمكن أن تأتي دون عمل نقابي جاد يحترم أولا وأخيرًا كرامة الصحفي ولا يتلاعب بأحلامه واحتياجاته.
ولأن التلاعب بأحلام الصحفيين في المزيد من الحرية والعمل في ظروف تضمن حياة كريمة كان هو السمة الأساسية لمعظم من حالفه الحظ ودخل مجلس نقابة الصحفيين فقدت معظم مجموعات وشلل المصالح ثقة الجماعة الصحفية التي تبحث عن مجلس نقابة قوي متجاوز أمراض المراهقة السياسية والمزايدة حتى يستطيع التصدي لما جرى على الصحافة وسيجري من اعتداءات وانتهاكات من قبل النظام الإسلامي الجديد الذي أطاح بحقوق الجماعة الصحفية في دستوره المزعوم عندما أجاز إغلاق الصحف بحكم قضائي وقيد حرية الرأي والتعبير بما يراه هو مناسبًا للثقافة والعادات والتقاليد طبقًا لمنظومة قيمه المتخلفة أصلا.
فمن اعتادوا المزايدة لا يبتغون إلا مصالحهم الشخصية لذلك هم لا ينجزون شيئًا حقيقيًا.
ورغم مرور عامين على رحيل النظام السابق، إلا أنه ظل حاضرًا في دعايا المرشحين على مقعد النقيب ليتباهوا أنهم كانوا من أعدائه وأشد معارضيه بل ويكيلون له الاتهامات بالتزوير ضد أحدهم في آخر انتخابات تمت على مقعد نقيب الصحفيين قبل رحيل النظام السابق، هذه التهمة التي ألقاها “,”ضياء رشوان“,” أثناء حديثه مع الإعلامية “,”ليليان داوود“,” على قناة “,”أون تي في“,” مساء الأحد الماضي، لم يسبق لي على الأقل أن لاحظت أو قرأت أو سمعت عنها، ولم يشكو الصحفيون من تزوير أصواتهم في انتخاباتهم وكنت أنتظر على الأقل من المرشحين الأبرز “,”ضياء رشوان وعبدالمحسن سلامة“,” حديثًا جادًا بشأن قضية الحرية بدلا من أن يكيلا الاتهامات لبعضهما أثناء حوارهما مع “,”ليليان داوود“,”.
كنت أنتظر من أحدهما ولو مجرد إشارة الى آلية نقابية تواجه جرائم حظر نشر المقالات للزملاء الصحفيين في بعض الصحف القومية والتي باتت ترتكب بشكل شبه يومي لاسيما ضد من لهم موقف مخالف ومعارض لنظام الإخوان وكان على كليهما أن يقدم تصورًا واضحًا ومحددًا للتعامل مع النصوص الخاصة بالصحافة وحرية الرأي في الدستور الذي بات واقعًا مؤلمًا فُرِض بالتزوير والتزييف على الجميع.
كنا نحتاج من كليهما برنامج عمل، عماده حرية الكلمة، وقوامه كرامة الصحفي، ويبقى على الجماعة الصحفية أن تُفاضل بين آليات تنفيذ كل برنامج، والتي تضمن تحقيق الهدف الأسمى على النحو الأفضل.
ولم نكن أبدًا بحاجة لهذا التلاسن بين الجميع، أو تلك التحالفات المبنية على شلل المصالح أو القبلية، لكن وطالما أن هذا ما تم فسوف تأتي الانتخابات وتنتهي الى اختيار ستة أعضاء جدد في مجلس النقابة ونقيب، بيد أن هذه النتيجة لن تترجم الى فعل جوهري يدافع عن بلاط صاحبة الجلالة اللهم حجم الجعجعة قد يقل أو يزيد والنتيجة النهائية “,”عدم“,” فسوف يظل الإناء فارغًا من الطحين.