الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإعلام الهادف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما نشاهد إعلام هذا العصر بتنوعه وتنوع ثقافاته العربى والأجنبى ببرامجه المختلفة الإخبارية والثقافية، بمختلف أعمارنا الأطفال والشباب وكبار السن، تتداخل فى عقولنا كثير من المعتقدات ونصدق كثيرًا من الأمور فى غياب أية رقابة، لأن العالم أصبح قرية صغيرة، والهواء أصبح مجالًا جيدًا لنقل البث من كل مكان.
نجد أن ما يصدقه عقلنا وما لا يصدقه، أصبح مفروضًا علينا، فبمرور الوقت نصبح أسرى لكثير من الأشياء لم نكن نؤمن بها فيما سبق، وهنا نتذكر المثل الشعبى «الزن على الودان أقوى من السحر».
أصبح الإعلام كالسحر وأصبح الإعلامى أقوى منه، فهو يحدثنا بما يريد وما تفرضه عليه وسيلته الإعلامية من سياسة، فهجرت شعوبنا القراءة وأصبح المدخل الوحيد للعقل هو الأذن.
ما يصدقه العقل ويؤمن به يحركه الجسد ويعمل عليه.. قام أحد الدكاترة بتوظيف بعض المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام فى تجاربه وأبحاثه العلمية المثيرة مقابل تعويضات مالية لأهلهم، وأن تُكتَب أسماؤهم فى تاريخ البحث العلمى.
وبالتنسيق مع المحكمة العليا وفى حضور مجموعة من العلماء المهتمين بتجاربه أجلس الدكتور أحد المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام، واتفق معه على أن يتمَّ إعدامه «بتصفية دمه» بحجة دراسة التغيرات التى يمر بها الجسم أثناء تلك الحالة.
عصب الدكتور عينى الرجل، ثم ركّب خرطومين رفيعين فى جسده بدءًا من قلبه وانتهاء عند مرفقيه وضخَّ فيهما ماءً دافئًا بدرجة حرارة الجسم يقطر من عند مرفقيه.
ووضع دلوين أسفل يديه وعلى بُعد مناسب حتى تسقط فيهما قطرات الماء من الخرطومين المثبتين فى مرفقيه، وتصدر صوتًا يشبه الدم المسال وكأنه خرج من قلبه مارًا بشرايينه فى يديه ساقطًا منهما فى الدلوين.
وبدأ تجربته متظاهرًا بقطع شرايين يد المجرم ليصفّى دمه وينفذ حكم الإعدام.
بعد عدة دقائق لاحظ الباحثون شحوبًا واصفرارًا يعترى كل جسم المحكوم بالإعدام، فقاموا ليتفحصوه عن قرب وعندما كشفوا وجهه، فوجئوا جميعًا بأنه قد مات!
مات بسبب خياله المتقن صوتًا وصورة دون أن يفقد قطرة دم واحدة والأدهى أنَّه مات فى الوقت نفسه الذى يستغرقه الدم ليتساقط من الجسم ويسبِّب الموت، مما يعنى أنَّ العقل يعطى أوامر لكل أعضاء الجسم بالتوقف عن العمل استجابةً للخيال المتقن كما يستجيب للحقيقة تمامًا.
انتبهوا جيدًا لخيالكم... فأعضاؤك كلها ستستجيب للصورة التى رسمتها بإتقان، مصداقًا لقوله صلي الله عليه وسلم: «لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا».
الرسائل الدماغية سواء الإيجابية أو السلبية تحدد نهج حياتنا التى نعيشها، ورسائلنا الدماغية تأتي مما نعتقده ونؤمن به، وما نتلقاه من معلومات وأخبار وأحاديث بين أناس يقدمون لنا على صندوق الحياة أثرًا كبيرًا فيما نفكر به من مخاوف أو أحلام إيجابية.
طاقتنا إما إيجابية أو سلبية تأتي من محيط ما نعيشه، والكارثة الأقوى أن من يريدون غزونا لم يكتفوا فقط بصندوق الحياة، بل صغروا من حجمه ليصبح فى أيدينا فى كل مكان وليس فقط على طاولة فى البيت أو العمل، هل إغلاق كل تلك الدوائر على شعوبنا حل؟
أعتقد أنه من الأنسب إعادة تأهيله لفترة طويلة من الزمن، حتى يتسني له معرفه الأنسب فى اختياراته، قبل أن ينفتح على هذا الكم الهائل من السحر ويصبح عقله كالمسخ المشوه الذى لا يعرف كيف يختار ولمن يسمع ويصدق.
وإن كنا لا نستطيع أن نغلق ونمنع، فلا بد من وجود هيئة خاصة كوزارة أو شيء أكبر، كل هدفها إيجاد بدائل إيجابية، لتصبح هناك توعية من الممكن أن تعدل شيئًا فشيئًا من كفة الميزان.. أنقذوا شعوبكم من الاختراق.