الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حالة فوضى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا نحتاج مجهودًا كبيرًا لكى ننظر حولنا وندرك حجم الفوضى الذى يحيطنا من كل جانب وفى كل مكان..!! إنها التشويش على كل ما هو له معنى ومغزى لأنه باختصار أصبح داخل الكثيرين حالة من اللغبطة والدربكة الفكرية التى خلقت بصورة لا إرادية من الفوضى المنتشرة حولنا.. حين تنظر حولك وتدرك كم الفوضى والعشوائية المحيطة بنا.. ستدرك على الفور لماذا يترك الإعلام على سبيل المثال وليس الحصر التركيز على الإيجابيات ويهتم بالسلبيات وما يشبه «الهرتلة» إن صح القول، لأنه باختصار يجذب أكبر عدد من المشاهدين وبالتالى يعنى مزيدا من الإعلانات وضمان البقاء أكبر فترة ممكنة.. الإعلام يخدم مشاهدا مشوشا اعتاد العشوائية بحكم كمية الفوضى المحيطة به، فأصبح لا يلتفت للاعتدال ويعتبره فى كثير من الأحيان «خروجا عن المألوف» وربما نوعا من التهليل والتطبيل!!.. وإن كان الخبراء يرون أن الإعلام هو أساس بناء الشخصية المصرية.. فمع كل هذا الكم من الفوضى الإعلامية سيبنى مجتمع تائه غير يقظ وبالبتالى يسهل التأثير عليه وهو الخطر الحقيقى الذى ينتظرنا إذا استمرت حالة الفوضى أكثر من ذلك.. وترتيب الأوراق فيما يخص الإعلام تأخر كثيرا فمازال هناك من يرى أن عودة وزارة الإعلام هى الحل، وهناك من يدعو إلى هيكلة ماسبيرو وخلق كيان جديد أكثر تأثيرا وقوة.. وما بين كل الآراء والأطروحات لا نجد أى شىء يحدث بجدية على أرض الواقع مما فتح المجال للتصارع العشوائى.. وهنا مربط الفرس وهو أن اليقظة وإن جاءت ستكون متأخرة وستحتاج لمجهود عنيف ليتقبلها أحد لأن كل تأخير يسهم فى غياب عقول أكثر وترسيخ مفاهيم مغلوطة وهكذا!!
وإن كان الإعلام هو الأكثر ظهورا على الساحة إلا أن الفوضى تعد مكتسبة من حالات أخرى كثيرة على رأسها المرور.. فلا توجد دولة على مستوى العالم أجمع لا توجد بها محطات للاتوبيس.. هل من المعقول أن يقف الأتوبيس فى أى مكان أسوة بالميكروباصات التى لا يقدر عليها أحد ومرورا بالسيارات المتهالكة التى تملأ الشوارع.. إن تقنين الأوضاع فيما يخص كل وسائل النقل وخلق منظومة منتظمة بعيدة عن العشوائية سيقلل الفوضى ويخلق انسيابية مرورية، ولن نجد اختراقات مرورية فيما بعد بطبيعة الحال.. لأنه من الطبيعى أن الجميع سيشعر بالتغير ويبدأ ينسجم مع القوانين المرورية والإشارات وما إلى ذلك.. فهو سيدرك أن هناك احتراما لحقوقه الإنسانية وبالتالى سيسعى هو نفسه كرد فعل تلقائى إلى احترام الآخرين، وهنا من حق الحكومة تطبيق القانون بكل قوى لأنها هيأت جوا مناسبا ومحترما للجميع وبالتالى سيشعر الكثيرون بأنه لاداعى للمخالفة وتعريض حياة الآخرين للخطر!!
ولأن حالات الفوضى كثيرة ولكن هناك نقاط تعد من الأهمية.. كونها الأكثر تأثيرا علينا والأكثر شيوعا فى حياتنا وربما تكون سببا فى حالة الغليان المجتمعى.. إنها «فوضى التعليم» فقد وصلنا لمرحلة الخطر فيما يخص هذا الملف فنحن ندفع الكثير من الأموال لنحصل على تعليم لا يتلاءم مع حضارتنا.. التعليم منظومة متكاملة لابد أن يتعلم فيها الأطفال معنى النظام والدقة والاحترام، وبالتالى يسعى كل منهم لتطبيق ذلك على أرض الواقع.. ولكن كيف يحدث ذلك وهناك كم هائل من المناهج لا يقوى الطالب نفسه على ترتيبها فى عقله.. إن التعليم المصرى يخلق طالبا مشوشا فوضويا بحكم ما يتلقاه من كم مواد بعيدة عن الكيف.. وهنا نحتاج إلى تنظيم عقل الطالب لكى يستوعب ما هو فى الحياة مفيد ويستطيع تطبيق ما يتحصل عليه على أرض الواقع وبالتالى يستفيد ويفيد..!!
الخلاصة نحن شعب له حضارة كبيرة ولدينا إرادة أن نخلق المستحيل لكى ننهض.. فقط نحتاج إلى بداية صحيحة وننطلق، والبداية تحتاج إلى ثقة فى قائد الطريق وبالتالى اختيار القيادات التى تحظى بسمعة طيبة وكفاءة عالية وقدرة على العطاء وهى التى ستدفع الجميع إلى النهوض للعمل والبناء.. لا ننسى أننا لدينا شخصيات وطنية محبة للعمل ولديها من الكفاءة ما يمكنها من تحريك «المياه الراكدة» إن صح التعبير، فقط نحتاج أن نختار بصورة صحيحة ونبحث عمن يعمل للوطن وليس لضمان البقاء فى المنصب.