الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

صفي الدين خربوش في حواره لـ"البوابة": إنجازات "مبارك" وراء خروج الشباب في "٢٥ يناير".. و استمرار "السيسي" لفترة ثانية "ضروري".. و"حزب الرئيس" ينتج "بيئة سياسية سلبية"

قال إن جهود الرئيس الأسبق أسهمت فى زيادة الوعى لدى المصريين

الدكتور محمد صفى
الدكتور محمد صفى الدين خربوش ومحرر البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذرنا من "إرهاصات الثورة" وزيادة البطالة وارتفاع الأسعار لكنّ أحدًا لم يستمع
أقول لـ"دعم مصر": لو عايزين حزب قولوا وبطلوا لف ودوران
أحمد عز ليس المسئول الوحيد عن سقوط النظام بل معه "الشريف وشهاب وعزمى وجمال وهلال"

يعد الدكتور محمد صفى الدين خربوش، عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى «المنحل»، الأمين العام الحالى لحزب الشعب الجمهورى، شاهدًا على أحداث ثورة 25 يناير بحكم منصبه إبان عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كونه كان رئيس المجلس الأعلى للشباب، وعضو أمانة السياسات.
ويمتلك خربوش رؤية سياسية واضحة وإن اختلفنا معها كونه أستاذًا للعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ثم وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة للعام الدراسى 2003-2004، قبل أن ينشغل بالمناصب العامة فى الدولة، التى بدأها بعضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئيس لجنة الشباب باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعضو هيئة مكتب أمانة التدريب والتثقيف السياسى بالحزب الوطنى الديمقراطى المنحل، ثم عضو المجلس الأعلى للسياسات، وفى حوار شامل كشف خربوش لـ«البوابة»، رؤيته من داخل الحزب الحاكم قبل اندلاع الثورة منذ 5 سنوات، وحقيقة المشهد فى السنوات الأخيرة لعصر مبارك.

■ فى البداية كيف ترى التخوفات من ذكرى ٢٥ يناير؟
- من وجهة نظرى لن تحدث أشياء خطيرة فى ذكرى ٢٥ يناير، وسوف يمر الأمر رغم الدعاية المضادة الذى تروجها معارضة النظام الحالي، والشعب المصرى يدعم استقرار الدولة، وترك الفرصة للرئيس ومجلس النواب والحكومة للعمل من أجل مصلحة الوطن.
ويجب أن نتذكر أن تلك الدعاية دائمًا ما تكون مصاحبة لذكرى الأحداث المهمة، مثل ذكرى ثورة ٣٠ يونيو، أو ذكرى فض رابعة، ولا يعنى هذا أن نطمئن أنه قد لا يحدث شيء، لكنها ستكون أحداثًا متفرقة، لن تتجاوز ما يفعله هؤلاء فى المعتاد، مثل الحوادث الإرهابية فى سيناء، والحذر مطلوب ومشاركة الشعب لدعم الأجهزة الأمنية أيضا مطلوبة.
■ هل ترى أن هناك فجوة بين الدولة والشباب رغم ثورتين؟
- نعم هناك فجوة تسببت فيها عدة عوامل، أولها خاص بطبيعة الشباب، ففى سنهم تزداد حالة التمرد على الأوضاع القائمة، بشكل عام سواء فى الأسرة أو المجتمع، وهو أمر موجود فى كل العالم، فالشباب هو سن تغيير الأوضاع القائمة، أما العامل الثانى فيرجع إلى أننا فى مصر لدينا موروث منذ فترة العهد الناصري، أن الدولة هى التى توفر العمل لأى شاب، ولم يدرك الشباب الفجوة السكانية الحالية، وارتفاع عدد الخريجين سنويًا إلى مليون شاب، وهو الأمر الذى يستحيل معه الاستمرار على النهج السابق.
وأهم عامل ذكرته منذ أن كنت متوليًا رئاسة المجلس الأعلى للشباب فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وهو أن استمرار ارتفاع ظاهرة البطالة إحدى أهم الظواهر السلبية المرتبطة بالشباب، وحل جزء من مشكلة البطالة يحل جزءًا كبيرًا من مشكلات الشباب، ويقلل من تلك الفجوة.

■ كنت المسئول عن الشباب لمدة ٥ سنوات.. ألم تقع في أخطاء؟
- فى البداية ملف الشباب متشعب ويتقاطع مع الكثير من مؤسسات الدولة، ومسئولية رئيس المجلس الأعلى للشباب فى الماضى والحاضر، هى مسئولية عن المنشآت الشبابية والرياضية، فى حالة دمجها مع الرياضة، ومن الأمور التى تحسب لنظام مبارك أنه إذا كانت مشاركة الشباب بقوة فى ثورة ٢٥ يناير، فإن هذا يعنى أن جميع مؤسسات التنشئة من مؤسسات تعليمية ومؤسسات دينية ومؤسسات مدنية والمجلس القومى للشباب فى مصر كانت تؤدى دورًا لا بأس به، وأنها كانت تدفع الشباب نحو المشاركة الإيجابية فى المجتمع.
■ كم عدد نواب الحزب الوطني فى المجلس الحالي؟
- أعد دراسة الآن حول نتائج انتخابات مجلس النواب فى ٢٠١٥، وحتى الآن رصدت أكثر من ١٠٠ نائب كانوا نوابًا أو أبناء وأقارب نواب للحزب الوطنى فى برلمانات ٢٠٠٠ و٢٠٠٥ و٢٠١٠، وأكثر من ٥٠ منهم كانوا فى برلمان ٢٠١٠، وتلك النتائج أنصفت برلمانات مبارك.

■ القضاء أصدر حكمًا نهائيًا بإدانة مبارك كيف ترى التعامل الأمثل معه الآن؟
- فى البداية لا يمكننى الحديث عن الأحكام التى صدرت، لكن المؤكد لدىَّ أن هذا الحكم وإمكانية إلغاء الأوسمة التى حصل عليها لا يمكن أن تمحو أن هذا الرجل كان قائد القوات الجوية فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، وأنه قاد البلاد على مدار ٣٠ عامًا، أنجز فيها الكثير من الأمور الإيجابية لصالح البلد من بنية تحتية، وإنجازات اقتصادية، بعد حربين خاضتهما مصر قبل وصوله للحكم.
والتاريخ أثبت أن جميع حكام الدولة الحديثة منذ تأسيسها على يد محمد على باشا، دائمًا ما يتعرضون إلى تشويه وتنكيل بإنجازاتهم فور خروجهم من الحكم، ثم يأتى التاريخ لينصفهم، مهما طال الزمن، ومبارك سوف يعرف الجميع قدره فى حينه، ولغة الأرقام التى تحققت لا يمكن إنكارها.
والمحصلة النهائية لنهاية كل حاكم للبلد أثبتت أن كل من تولى المنصب أضاف إلى الدولة، وإن برز بعضهم بإنجازات بعينها، ومن غير الموضوعى أن نقول إنه بلا أخطاء.. أو أنه بلا إنجازات، وشاهدوا سلسلة أفلام السبعينيات التى رغبت فى نسف تاريخ عبد الناصر، وراجعوا كتب التعليم فى الستينيات فلن تجدوا هناك رئيسًا اسمه محمد نجيب، ورغم أنها واقعة تاريخية إلا أن الكتب كانت تقول إن عبد الناصر كان هو أول رئيس.
■ إذا كانت الصورة إيجابية بهذا الشكل.. لِمَ قامت ثورة ٢٥ يناير؟
- يجب أن يدرك الجميع أن جزءًا من إنجازات مبارك هى السبب فى وجود الحالة الثورية لدى الشباب فى ٢٥ يناير، ولا ينكر أحد حجم الحريات فى الصحف والإعلام الذى سمح به مبارك، وكذلك ثورة التكنولوجيا التى قام بها أحمد نظيف منذ بداية عمله بالوزارة فى ١٩٩٩، لكن بالفعل هناك أخطاء تسببت فى حدوث الثورة، وكان هناك بعض التراكمات بالتأكيد، وانتخابات ٢٠١٠ سبب فى هذا الانفجار، وأحدثت حالة الفجوة بين النظام وجميع القوى السياسية والنخبة فى مصر، فالتحول الديمقراطى للانتقال من النظام السلطوى إلى نظام ديمقراطى يقبل الانتقال من مستوى أقل إلى أعلى، لكن لا تنتكس إلى الخلف، وهذا ما حدث فى ٢٠١٠، بالمقارنة ببرلمان ٢٠٠٥ الذى كان مثالًا للممارسة الديمقراطية.
ورغم أن العوامل الداخلية هى الأهم فى تلك الأحداث الكبرى، إلا أن العوامل الخارجية ذات تدخل وتأثير على المشهد، ومخطط التقسيم والفوضى الخلاقة الذى تسعى إليه الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها فى المنطقة، التى رصدها منذ ١٩٨٢ مقال لكاتب إسرائيلي، ثم جاءت رؤية كونداليزا رايس، ونظرية الفوضى «الخلاقة»، وهذا كان مؤثرًا فى دعم هذا التوجه الجديد من ثورة فى مصر.

■ لماذا لم تحذروا مبارك من هذا الأمر وقتها؟
- كنت عضوًا بالمجلس الأعلى للسياسات، والذى كان ينعقد مرة كل شهر ونصف الشهر بحضور ١٢٠ شخصًا، وكانت المناقشات ثرية جدًا فى تلك الجلسات، وحذرنا مبارك من قضايا كثيرة، وطرحنا رؤية مختلفة، ووجهة نظر عن البطالة والأسعار وغيرهما من الموضوعات التى كانت تعد إرهاصات للثورة، لكن للأسف لم يكن التعاطى مع الأمر بالقدر الذى يستحقه، وذلك من نهاية المسار التدريجى داخل الحزب من متخذ القرار، الذى تعامل مع الأمر بعدم التقدير الذى يستحقه وتسبب فى انفجار الجميع بوجه النظام من إخوان وليبراليين وأحزاب ونخبة، وهذا الجزء الخاص بالانتخابات والترشيح لم أكن جزءًا منه.
■ الجميع حمّل أحمد عز مسئولية هذا الأمر هل هذا حقيقي؟
- الدائرة الضيقة التى كانت تصنع القرار لم تكن تضم عز منفردًا، وتلك الدائرة كانت هيئة مكتب الأمانة العامة المكونة من ٦ أشخاص، يرأسهم الدكتور صفوت الشريف الأمين العام، واثنان من الأمناء المساعدين هما الدكتور مفيد شهاب والدكتور زكريا عزمي، وعضوية ٣ آخرين هم المهندس أحمد عز وجمال مبارك والدكتور على الدين هلال.
هؤلاء الستة يعتبرون الأعلى فى الترتيب الإدارى للحزب، والبعض قال إن ملف الانتخابات كان فى يد أمين التنظيم أحمد عز، كما كان الإرث من عهد كمال الشاذلي، لكن القرار بالتأكيد لم يكن له منفردًا، ويمكن أن يكون وضع التصور، ولكن هناك ٥ آخرين، والأمين العام هو أعلى منه فى المنصب، وفوقهم كان مبارك رئيس الحزب.

■ هل بالفعل ابتعد مبارك عن الحكم فى آخر سنوات حكمه؟
- على حد علمى، وما شاهدته لم ألحظ ذلك من خلال حضوره الاجتماعات، لكن وفاة حفيد مبارك فى هذا التوقيت أفقده رغبته فى متابعة كل الأمور، وبالإضافة لاعتبارات السن، والعمليتان اللتان أجراهما بالخارج، كل هذا قلل من قدرته على المتابعة لكل التفاصيل بنفسه، وبدا فى الاعتماد على الآخرين نتيجة الحالة النفسية والمرضية، وهذا يفسر حالة الارتخاء والتهوين الذى كان ظاهرًا فى التعامل مع ثورة ٢٥ يناير، وبالطبع على رأس تلك الأجهزة الذى أصابتها تلك الحالة الجهاز الأمني.
■ كيف ترى ما تردد مؤخرًا بخوض النظام الحالي فى أخطاء نظام مبارك؟
- هذا الكلام مرتبط بما تم تداوله على قائمة فى حب مصر، ومن تحدث فى هذا الأمر هو أحد المشاركين فى تلك القائمة بل أحد قياداتها، وإذا كان يعلم حينها أنها مدعومة من الدولة فهو شارك فى الأمر، وإذا لم يعلم فهذا يشير إلى عدم صحة الأمر، ومطلوب ممن كان فيها أن يخرج إلينا ويقول لنا ما المعلومات الحقيقية فى الأمر.

■ هل يرشح حزب الشعب الجمهورى منافسًا للرئيس السيسي فى الانتخابات المقبلة؟
- رغم أن الكلام سابق لأوانه، لكن المؤكد وباليقين أننا لن نرشح منافسًا للرئيس عبدالفتاح السيسي، ولنا وجهة نظر أن مدة الـ٤ سنوات غير كافية، رغم صعوبة تغيير تلك المادة من الدستور، ولذلك من الضرورة أن يكمل الـ٨ سنوات لمصلحة الوطن.
■ كيف ترى مستقبل الحزب؟
- نسعى لأن نكون ضمن واحد من أفضل ٣ أحزاب فى الانتخابات المقبلة، وحققنا توقعاتنا فى الانتخابات الحالية، وجئنا فى المركز الخامس من حيث عدد الأحزاب، وبالمناسبة من سبقونا فى الترتيب كانوا مشاركين فى القائمة ولهم نواب بها، أما نحن فجميع نوابنا من الفردي، ونسعى لأن نحافظ على نفس المستوى فى الانتخابات المحلية.

■ فى رأيك هل الرئيس سوف يستمر بدون حزب؟
- بالتأكيد هذا أفضل، والتاريخ والتجارب أثبتا أن وجود حزب للرئيس يولد بيئة سلبية، وتكون بؤرة ترسيخ السلطة فى يد مجموعة ضيقة داخل الحزب، والرئيس قال بنفسه إنه رئيس لكل المصريين، ولذلك من وجهة نظرى أنه لإثراء التجربة الديمقراطية يفضل ألا يكون هناك حزب يرأسه الرئيس.
■ كيف ترى وضع قيادات ائتلاف دعم مصر لائحة وتكوين مقرات له وهناك لائحة ومكتب سياسي للائتلاف؟
- هذا أقرب إلى أن يتحول إلى حزب سياسي، وليس لدى مانع فى أن يكون كذلك، ولكن ليس فى العالم ائتلاف له مكتب سياسى ومقرات فى المحافظات وبنية تنظيمية، وهو كيان تنسيقى فقط لا يلغى الأحزاب، أنا قلت هذا فى ردى على اللائحة الأولى التى تم تعديلها، وإذا أصر القائمون على الاستمرار فى هذا الاتجاه فأنا أقول لهم «خليكوا واضحين لو عاوزين حزب قولوا من الآن بدون لف ودوران».
والصورة القانونية الممكن أن تحدث فى ظل حظر تغيير النائب لصفته، هو أن تندمج مجموعة أحزاب فى حزب واحد، لكن بالتأكيد لن نكون جزءًا من هذا الأمر إذا حدث، وقلنا ذلك من قبل، وقرار المكتب السياسى واضح وحاسم، ولن نشارك فى تكوين مكتب سياسى لائتلاف، ونحن مع التوجه الراغب فى التنسيق البرلمانى لصالح الوطن، لكن لسنا مع قرار إعدام الأحزاب لصالح هذا التحالف، والتنسيق فى انتخابات المحليات سوف يكون إذا استمر دور الائتلاف فى الجانب التنسيقى فقط، لكن ليس مع تنفيذ الوثيقة الأولى التى تعنى إلغاء الأحزاب واندماجها فى الائتلاف.

■ ما مصير قضايا الفساد التى تم رفعها ضدك؟
- أولًا لم ترتق تلك البلاغات إلى قضايا، وجميعها تم حفظها فى ٢٠١٢، ثانيا يجب أن يدرك الجميع أن الحديث عن إنجازات الوزير الحالى خالد عبدالعزيز، وهو صديق بالمناسبة، ليس معناه أنه بدأ من الصفر، ومراكز الشباب فى مصر سوف تحتاج إلى تطوير لمدة ٢٠ سنة قادمة، ونحن قمنا بإنجازات كبيرة وقتها.
وهنا يجب أن يدرك الجميع، أن التطور التكنولوجى يؤثر على تطوير مراكز الشباب، فنحن طورنا الملاعب الخماسية من أرضيات بلاط إلى أرضيات أكلينك، لكن الآن هناك تكنولوجيا النجيل الصناعي، ويتم تحويل كل الأرضيات إلى نجيل صناعي، وكذلك لم يكن هناك حاسب آلى، وعندما جئت كان مخططًا أن ندرك معامل الحاسب الآلى فى تلك المراكز فى أكثر من ٥٠٪ منها.
■ هل أثرت علاقتك بالمستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات السابق على التقارير الصادرة منه بحق منصبك ؟
- بالفعل أنا متزوج نجلة المستشار جودت، والتحقيقات أثبتت أن جميع تعاملنا فى الإنشاءات كانت مع شركات تتبع الدولة أو القطاع العام، وخلال مدة عملى كرئيس للمجلس الأعلى للشباب لمدة ٦ سنوات لم أجر مناقصة واحدة. ونحن دائما كما نعامل مثل أى جهة، وكانت التقارير الخاصة بنا تأتى إلينا بما فيها من ملاحظات، وكنا نرد على تلك الملاحظات، وخضعنا لمناقشة تلك التقارير داخل مجلس النواب، حجم الملاحظات الذى كان أقل من غيرنا يرجع إلى أننا لم نتعامل مع جهات خاصة نهائيًا طوال فترة عملي.