الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الحوثيون وصالح يصعدون من مطالبهم للمبعوث الأممى لليمن

على عبد الله صالح
على عبد الله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبى العام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يواجه اسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن صعوبات كبيرة في محادثاته مع أطراف الأزمة اليمنية في صنعاء لحثهم على المشاركة في جولة ثالثة من المفاوضات مع الحكومة الشرعية اليمنية لحل الأزمة بعد إصرار هذه الأطراف على ضرورة وقف الحرب الدائرة قبل الذهاب إلى أى مفاوضات وفى ضوء إصرار الحكومة الشرعية على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 بجميع بنوده .
واستبق مسئولو جماعة أنصار الله الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق على عبد الله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبى العام وصول ولد الشيخ الى صنعاء بالهجوم على موقف الأمم المتحدة إزاء الأزمة وأنها لم تفعل شيئا لوقف الحرب وكشفوا عن موقفهم الذى يشترط وقفها قبل أى مفاوضات يحاول المبعوث الأممى تنظيمها ولا يعرف إن كان هذا الموقف مناورة سياسية تهدف للحصول على مكاسب قبل الذهاب الى المفاوضات في ظل الانكسارات والهزائم التى يتعرضون لها في مختلف الجبهات أم أنهم سيصرون على ذلك لتتجمد العملية السياسية ، وينتظر اليمنيون حسم الأزمة من خلال العمليات العسكرية وما ستنتهى إليه.
وكان صالح الصماد رئيس المكتب السياسى لجماعة أنصار الله أول من أعلن موقف جماعته واتهم في خطاب لتجمع نظمته الجماعة في صنعاء يوم الجمعة الماضى الأمم المتحدة بالتواطؤ مع الطرف الثانى وأن المنظمة الدولية لم تبد أى اهتمام لهذه الحرب المستمرة منذ 10 أشهر.
ووصف الصماد مفاوضات الجولة الثانية في مدينة بال بسويسرا منتصف الشهر الماضى بمسرحية هزلية قامت بها الامم المتحدة لمنح الطرف الآخر وقتا يلتقط فيه الأنفاس في محاولة لتغيير الوضع في الميدان وتحقيق مكاسب .. وأكد أن الحديث عن جولة ثالثة من المفاوضات هو مجرد سراب لن نجرى وراءه بعد ما تعلمنا من الجولة الثانية التى لم تستمر فيها الهدنة إلا 3 أيام فقط .
وأكد الصماد أن الخيار الوحيد هو المواجهة داعيا الشعب اليمنى الى الصمود والتمسك بالخيارات الاستراتيجية الى أعلنها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثى باعتبارها الحل الوحيد ولا مجال لرفع الرايات البيضاء .
وجاء خطاب الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح يوم الجمعة الماضى والذى أكد فيه ضرورة وقف الحرب كشرط للمشاركة في أى مفاوضات وأن تكون المفاوضات مع السعودية وليس مع الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى أو الحكومة برئاسة خالد بحاح .. وكان هذا الخطاب قد تجاهلته وسائل الإعلام في صنعاء التى يسيطر عليها الحوثيون ورفضت صحيفة "الثورة" الرسمية نشره مما أدى الى زيادة الحديث عن وجود خلافات بين الحليفين فسارعت وكالة الأنباء اليمنية التى تديرها جماعة الحوثيين الى نشر خبر مقتضب في اليوم التالى .
وبعد وصول المبعوث الأممى التقى مع محمد على الحوثى رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا / وهى اللجنة التى عينتها الجماعة لحكم البلاد ولم يبق لها الآن أى نفوذ إلا على صنعاء / وحسب الوكالة أعرب الحوثى عن تحفظه إزاء دور الأمم المتحدة في اليمن وطالبه بموقف يستحقه الشعب اليمنى الذى يعانى منذ مدة طويلة .
وحرص الحوثى على تقديم صورة قاتمة للوضع في اليمن للمبعوث الاممى والتقى به في اجتماع ثان مع القائمين بأعمال الوزارات في صنعاء المعينين من قبل الجماعة الذين شرحوا الوضع في مختلف المجالات وأكدوا أن الوضع الحالى ينذر بكارثة اذ أن مؤشرات النمو الاقتصادى بلغت في الفترة الماضي سالب 36 % بسبب تكلفة الحرب وغياب المساعدات الدولية وارتفاع معدلات البطالة لارقام قياسية لانقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية وانكماش النشاطات الاقتصادية وتدهور الخدمات وانعكاس ذلك على الاوضاع الاجتماعية والانسانية .
وقد أكد ولد الشيخ للمسئولين اليمنيين فى صنعاء ( التى يسيطر عليها الحوثيون ) حرص الأمم المتحدة على حماية المدنيين وألا يمسهم شىء .. مشددا على ضرورة أن يكون الحل سلميا.
وقد صدق هؤلاء المسئولون فى عرضهم للوضع الصعب فى اليمن ولكن الذى لم يشيروا إليه ولا رئيس اللجنة الثورية للمبعوث الاممى هو أن المشتقات النفطية متوفرة في محطات الوقود الرسمية التى تخضع لاشراف وزارة النفط بوفرة كبيرة وبدون أى ازدحام وشوارع صنعاء التى تحولت الى سوق كبير وعلنى لبيع المشتقات النفطية وتباع بسعر 6500 ريال للصفيحة عشرين لترا وسعرها الرسمى 2800 ريال وسط تجاهل من السلطة الحاكمة في صنعاء لهذه التجاوزات .. كما أن تعبئة اسطوانة الغاز في المحطات الرسمية وصل الى 3500 ريال وسعرها الرسمى 1250 ريال ولا يعرف الى أين تذهب هذه الزيادات في السعر خاصة وأن شركة النفط والغاز اليمنية هى المسئولة عن توزيع المشتقات والغاز على المحطات .
وبعد لقاء المبعوث الاممى ورئيس اللجنة الثورية استضافت قناة المسيرة التابعة للجماعة الليلة الماضية محمد عبد السلام المتحدث باسم الجماعة الذى أكد رفض جماعته المشاركة في أية مفاوضات جديدة برعاية الأمم المتحدة إلا بعد وقف الحرب ورفع الحصار عن اليمن وأن يكون الحوار مع السعودية في إشارة منه إلى قوة التحالف مع صالح الذى اشترط ذلك أيضا وهما قد رفضا أى حوار فى السابق مع السعودية وأن يكون الحوار يمنيا .. وهدد المتحدث ، بأن الجماعة والقوى السياسية في صنعاء ستتجه إلى ملء الفراغ السياسى في السلطة بتشكيل حكومة وطنية أو مجلس وطني أو مجلس دفاع وطنى يدير البلاد بشكل دستوري ، وقال أن هناك مشاورات بين القوى السياسية للجوء إلى هذا الخيار .
وقد أكدت وسائل إعلام تابعة للحوثيين وحزب المؤتمر أن هناك تحركات حثيثة للمضى في هذا الاتجاه ونقلت عن مصادر مسئولة في جماعة الحوثيين أنه سيتم ملء الفراغ قريبا .
وهذا التهديد أو هذه الخطوة تسربها الجماعة بين الحين والآخر منذ الإعلان الدستورى في فبراير العام الماضى ولم يوافق صالح على ذلك ،لكن يبدو أن الحليفين (الحوثيون وصالح ) يريدان الحصول على شرعية دولية .
وفى ضوء هذه التطورات والمواقف من جانب الحوثيين وصالح فان مهمة ولد الشيخ في صنعاء ستكون محفوفة بالصعوبات والمشاكل في اقناع أطراف صنعاء بالمشاركة في الجولة الثالثة من المفاوضات في ظل تمسك الطرفين الرئيسيين ( الحكومة الشرعية والتحالف العربى من جهة ، والحوثيون وصالح من جهة أخرى ) بموقفهما .