الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مخيون وزيدان يزرعان الشك والشوك!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهت الانتخابات بتشكيل البرلمان الذى أعاد إلى مصر مكانتها بعد ما عانته من ابتلاء.. وانتهت خارطة الطريق بانتصار للإرادة والإدارة المصرية بانتخابات نزيهة، فلم تعد الدولة تخشى من صعود المخادعين الذين انفضح أمرهم، فأصبحنا نعتمد على وعى الشعب ووطنيته، وبدلا من أن نوحد كلمتنا خرج علينا البعض بالتشكيك وصناعة قضايا لا تغنى ولا تسمن من جوع مثل «د. يونس مخيون» رئيس حزب النور الذى شكك فى الانتخابات التى شهد الجميع بنزاهتها وأشادوا بالدور الرائع للقوات المسلحة والشرطة.. وادعى أن الأمن وقف ضد حزبه والشباب سيكفرون بالديمقراطية ويتحولون إلى دواعش!! لا نستنكر على السلفيين غضبهم لأن سقوط شعبيتهم يدعو للغضب وللتفكر.. هل هم على حق أم على باطل؟!! ومن الذى يساعدهم على انتهاج طريق الحق؟!! ولكن أن يخرج رئيس الحزب مهددا أنهم سيكفرون بالديمقراطية!! فهل الديمقراطية دين سيكفرون به؟!! فما الديمقراطية إلا اختراع لصراع الإنسان لتحقيق ما هو مستحيل تحقيقه، وكثير من البشر يريدون الدولة القوية التى تحمى وتصون شعوبها ولو بالتضييق على الحرية المفرطة التى يريدونها، أما التهديد بالتحويل إلى دواعش!! فمرحبا بهم «دواعش أو إخوان أو بلطجية أو أى من المفسدين فى الأرض» ولنطبق عليهم قول الله تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض...» فهل يعقل أن نبتز كمجتمع بالتهديد من كل من يريد العبث بمصيرنا!! مرحبا بدواعشك فى الداخل والخارج، فنحن محميون يا مخيون من الله، ويده على الأرض فى جيشنا القوى الأمين.. أما المفاجأة بعدها فكانت بالمثقف الكبير «يوسف زيدان» صاحب الجوائز العالمية والإنتاج الغزير فى برنامج «ممكن» مع «خيرى رمضان» ليفجر فى وجوهنا قنابل التشكيك فى معتقداتنا التى عشنا ومن سبقونا على يقين تام بها، ولا أعلم هل إثارة الجدل والخروج على المألوف والتلاعب بالثوابت تجد الإعلام حاضنا مرحبا بها لهذه الدرجة!! فقد شكك فى الإسراء والمعراج، وقال: «مفيش معراج أساسا».. وشكك فى منطقية نزول سورة «الإسراء» كتوقيت، وقال إن المسجد الأقصى ليس الموجود فى القدس لأن هذا المسجد لم يكن موجودا فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن بناه عبد الملك بن مروان فى العصر الأموى، وأن المسجد الذى أسرى إليه النبى بين مكة والطائف فى قرية الجعرانة، وقد تجاهل أننا جميعا نعلم أن الذى بنى الكعبة المشرفة سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل.. فهل هذا البناء قائم إلى اليوم أم تهدمت الكعبة وبنيت؟!! وكذلك المسجد الأقصى فقد وضع القواعد سيدنا إبراهيم ويعقوب، وكانا يعيشان بفلسطين، وهناك حديث لأبى ذر الغفارى قال: «قلت يا رسول الله أى مسجد وضع فى الأرض أولا؟ قال: المسجد الحرام..قلت: ثم أي؟ قال المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة..»، ومن المعجز أن الاثنين فى اتجاه واحد وزاوية واحدة، كما علمنا من فضيلة «د. على جمعة» الذى رد على هذا الهراء والتشكيك فى الدين، وفى تفسير آيات القرآن.. ورغم إجادة «جمعة» فى الرد إلا أنه لم يكن مشبعا.. وكان لابد للأستاذ «خيرى» والقناة أن يتيحا الوقت لمناقشة الموضوعات التى ضربت فى معتقدات دينية وسياسية، وكأننا نعيش على باطل وجهل.. الدكتور على جمعة مثقف واع ومؤثر، ولكن لابد ألا يتقيد بوقت فالأمر جلل!! ومن العجائب أن الإعلام لم يرتجف وينتفض وتتزلزل الأرض تحت أقدامهم كما يفعلون عندما يصفع ضابط مواطنا خارجا على القانون، أو فتاة تتعرض لسخافات فى مول تجارى، ولم أسمع صوت حامي الإسلام ومحتكرى الإيمان الذين ينهالون علينا بما يكفرنا، رغم أننا موحدون ونحرص على فرائضنا والبعد عن الكبائر، ونكفى خلق الله شرورنا.. أين الدكاترة «برهامى ومخيون» وغيرهما من الأفاضل، فلم نراهم يدافعون عن الإسلام والمسلمين ولا رايحيين على الأقصى بالملايين!! ولكن ثبت أن لعبتهم سياسية ولا يشغلهم إلا مصالحهم، فتلك التصريحات التى أبكت القلوب لم تهزهم، ولا أعلم إلى متى سيظل الإعلام محرضا وهادما للثوابت بدعوى الحرية دون مراعاة لأحوالنا الاقتصادية وللحرب التى نخوضها ونسبة الأمية التى تقترب من النصف.. لماذا هذه القضايا لا تمنع من التداول الذى يزرع الشك ويحرض على التفرقة؟ أليس الأجدى للباحثين أن يتدارسوا داخل الحجرات المغلقة ويخرجوا علينا بالحقائق؟ أليس من المذهل أن الذى يدافع عن الدين ويستنكر تلك المزامع هم أصحاب الفطرة السليمة من البسطاء وليس الذين أنتجوا من الكتب والصفحات عشرات الكيلوجرامات؟!! أليس من المستغرب أن «زيدان» له صالون شهرى «بساقية الصاوي» يمتلئ بالشباب المتعطشين للمعرفة ليسمع ما سمعناه من آراء غير متخصصة؟! وهل نتعجب من تحول بعض أصحاب الديانات إلى ملحدين؟!! فيا أيها المثقفون المشغولون بالدين والتاريخ ساعدونا على فهم الحاضر الذى نعيشه وعلى فك ألغازه.. علمونا كيف ننجوا من الأسر والرق وضياع الوطن، واتركوا الدين لعلمائه، لا نريد أن نتعلمه منكم.. ففى الدين معجزات وروحانيات لا تناسب ثقافتكم العالية.. أما علماء الدين وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر والبابا تواضروس فأناشدهم بحماية الدين بعدم السماح باللغو فيه إلا بموافقة من الأزهر والكنيسة، وليغضب من يغضب.. فهؤلاء لا يسمحون لرجال الدين بالحديث فى السياسة والفن ويستنكرون آراءهم فى الرقص الشرقى وتكريم الراقصات!!