الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة" تكشف.. خريطة "كهوف الإرهاب" في ليبيا

التفاصيل الكاملة لمناطق الصراع وعمليات تهريب السلاح..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أنصار الشريعة» الموالي لـ«القاعدة» يسيطر على بنغازى ودرنة ويمتلك ترسانة من الأسلحة الأتوماتيكية ومضادات الطائرات
١٠ مناطق خاضعة لسيطرة تنظيمات إسلامية متشددة على رأسها «الإخوان».. وعمليات اتجار بالبشر والأسلحة على الحدود مع مصر وتشاد والنيجر والجزائر وتونس والسودان

ما يحدث فى ليبيا فى الوقت الراهن من انتهاكات وجرائم قتل وتهجير وحرق واغتيالات وتمييز بين أبنائها تقوم بها جماعات جهادية وتكفيرية، منتمية لتنظيم القاعدة وإلى ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابى ضد من يخالفهما من سكان المناطق التى تقع تحت سيطرتهما منذ أن وطأت قدماهما الأراضى الليبية فى أعقاب ثورة 17 فبراير 2011، لا تختلف كثيرًا عما يقوم به «القاعدة» و«داعش» فى سوريا والعراق، بل هو ذات الأسلوب والخطوات والممارسات الإرهابية التى سبق أن قام بها التنظيم إبان سيطرته على الموصل فى العراق والرقة فى سوريا بما يتطابق مع مفهوم جرائم الحرب ضد الإنسانية، فى ظل المؤامرة الكبرى التى استهدفت تقسيم ليبيا إلى ثلاث مناطق «برقة.. وفزان.. والصحراء» كما أن تخاذل المجتمع الدولى والمنظمات الدولية فى التصدى لها علاوة على تقاعس حلف شمال الأطلنطى «الناتو» فى استكمال عملياته ضد مواقع الإرهاب والتطرف.
ومع تراخى الدول العظمى والمجتمع الدولى فى التعامل بجدية مع تلك التنظيمات الإرهابية التى لا تهدد منطقة الشرق الأوسط فحسب بل الأمن والسلم الدوليين تزايدت الاعتداءات الإرهابية المزدوجة من قبل تنظيم داعش على العاصمة باريس، وقبلها فى مصر ولبنان ومالى وتونس، وتهديد التنظيم فى بيان رسمى كل من بريطانيا وأمريكا بعمليات تستهدف أمن واستقرار كل منهما.
وبسبب تصاعد أعمال الجرائم الإرهابية من قبل عصابات داعش من تدمير للبنى التحتية للدول التى ما زالت تسيطر عليها، ارتفعت موجات الهجرة من اللاجئين فى دول الجوار ودول أوروبا وهو ما تكشف جليا فى رحلات الموت انطلاقًا من السواحل الليبية أملا فى الوصول إلى أوروبا، بما يهدد أمن واستقرار أوروبا الآن وليس مستقبلًا.
وتشكل الأوضاع الراهنة فى مختلف المدن والمناطق الليبية أهمية كبيرة باعتبارها تمثل تهديدًا لأمن دول الجوار من تونس إلى الجزائر إلى مصر، وللأمن القومى المصرى بصفة خاصة، بوصفها خاصرة مصر الغربية والتى باستقرارها تستقر الأوضاع فى المنطقة، بما يلقى بمهام جسام على مصر فى تأمين حدودها الغربية البالغ طولها ما يزيد على ألف كيلومتر، وبما يفرض على القيادة السياسية المصرية اتخاذ إجراءات من شأنها التدخل عسكريًا لضرب معاقل داعش فى العديد من المناطق الليبية سواء فى مدينة سرت التى تحولت إلى أحد معاقل تنظيم داعش، الذى أعلن مؤخرا أن سرت عاصمة للخلافة فى شمال إفريقيا، إضافة إلى مناطق أجدابيا وبنغازى وطرابلس.
لقد مارست التنظيمات الإرهابية المسلحة سواء من القاعدة وميليشيات التحالف الإخوانى الليبيى الإرهابى المسلح مع الجهادية السلفية انتهاكات منذ بداية الأزمة الليبية فى 17 فبراير 2011 أبشع أعمال العنف والقتل والتدمير للبنى التحتية فى ليبيا واستمرت فى غيبها حتى عام 2014، أعقاب انتهاء ولاية المؤتمر الوطنى العام السابق فى شهر فبراير من العام الماضى وانتخاب برلمان جديد لفظ فيه الشعب الليبى تواجدهم فى البرلمان وقرر معاقبتهم بالاقتراع على الطريقة الديمقراطية التى لا تؤمن بها تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وما يؤكد مدى دمامة جماعة الإخوان الليبية الإرهابية توعد «صلاح بادى»، القائد الأبرز لميليشيات «فجر ليبيا» والمنتمى لجماعة الإخوان منذ شهر أكتوبر من العام الماضى، فى شريط مصور له، كل من يتحاور مع البرلمان المنتخب فى طبرق بالقتل والاستهداف، «البوابة» تفتح الملف الليبى عبر شرح كامل لحقيقة الأوضاع هناك استنادًا إلى معلومات مستقاة من مصادر معتبرة.
مناطق الصراع
تضم ليبيا العديد من الحركات والتنظيمات الإسلامية لاسيما جماعتى «التوحيد والجهاد» و«أنصار الشريعة» اللتين تعتبران من بين الجماعات الإسلامية الأكثر راديكالية، ولا تخفيان ارتباطهما بتنظيم «القاعدة» وتتبنيان أيديولوجية تكفيرية، حيث انفصل الكثير من عناصرهما بتكوين تشكيلات عسكرية منها «كتيبة ١٧ فبراير» و«كتيبة عبيدة بن الجراح» فى بنغازى و«كتيبة شهداء أبوسليم» فى درنة نتيجة خلافات فكرية بينهما.
ويعتبر تنظيم «أنصار الشريعة» من أقوى التنظيمات المتطرفة المسلحة ولديه ترسانة من الأسلحة الأوتوماتيكية والمضادة للطائرات ويرفض التخلى عن السلاح حتى يتم تطبيق الشريعة على كامل التراب الليبى وتتوزع مناطق نشاطه فى «بنغازى ودرنة» وهو المسئول عن الهجمات الإرهابية على القنصلية الأمريكية فى بنغازى.
الجبل الغربى
يقع فى المنطقة الشمالية الغربية لليبيا، عبارة عن سلسلة جبال صخرية، تبدأ من تونس لتجتاز الحدود حتى نالوت مرورًا بـ«غريان» وانتهاء حتى الخمس، ويبلغ ارتفاع أعلى قمة ٩٦٨ مترًا، ويضم قبائل الأمازيغ التابعة للمؤتمر الإفريقى العالمى، والعرب من قبائل «الزنتان والمشاشية وغريان والاصابعة» فيما تشمل المنطقة الغربية «غرب طرابلس» قبائل «ازوارة» و«أمازيغ» وهى منطقة قبائل لا تخضع لأى تنظيمات تكفيرية أو جماعات جهادية بل خاضعة للصراع ما بين القبائل.
فيما تقع «صبراتة» و«صرمان» تحت سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة من «تنظيم القاعدة» فيما تخضع منطقة «الزاوية» لسيطرة الجماعات المتطرفة المتشددة وجماعات قبلية مسلحة، ومنطقة «ورشفانة» تحت جماعات قبلية مسلحة، أما «طرابلس» فتقع تحت سيطرة جماعات الإخوان الإرهابية، إضافة إلى ميليشيات ليبيا المقاتلة المنتمية لتنظيم القاعدة.
شرق وجنوب طرابلس
تضم العديد من المناطق التى تقع تحت سيطرة جماعات إسلامية فى شكل خلايا عنقودية ومسميات مختلفة، إضافة إلى قبائل مسلحة لا تعلن عن عدائها لتلك الجماعات نظرًا للتفوق التسليحى، ومن أبرز تلك المناطق «تاجوراء» و«الخمس» فيما تخضع منطقة «زليتين» تحت الجماعات المسلحة وجماعات تابعة لمصراتة وهى ما تعرف بـ«إخوان مصراتة»، وجماعات متطرفة أخرى، أما «مدينة سرت» فتحت سيطرة ما يسمى بالدولة الإسلامية «تنظيم داعش».. وفى جنوب طرابلس تقع «ترهونة» و«بنى الوليد» تحت سيطرة جماعات إسلامية وقبلية.
شرق سرت
هى المنطقة الممتدة من مدينة سرت شرقا إلى مدينة بنغازى وتضم مناطق «النوفلية» و«اهراوة» و«بن جواد» وتعد من أهم مواقع معسكرات تدريب تنظيم «داعش».. حيث شارك تنظيم أنصار الشريعة بأنشطة مختلفة من «الحوكمة» و«الحسبة» و«الدعوة» فى المنطقة وامتد نشاطه فى خليج السدرة «خليج سرت» مثل النوفلية وبن جواد.. أما منطقتا «راس لانوف» و«السدرة» فهما ميناءى نفط، وتقعان تحت سيطرة قبيلة تسمى نفسها «حرس المنشآت النفطية» تحت قيادة «إبراهيم جذران» وهو من المؤيدين لقوات اللواء حفتر «إلا أنه أعلن انشقاقة مؤخرا»، فيما تقع منطقة جنوب «أجدابيا» تحت سيطرة تنظيم «داعش» وشمال «أجدابيا» تحت سيطرة قبيلة «إبراهيم جذران» وقبيلة «بوظفيرة».
جنوب وغرب مدينة سرت
بها منطقة «الجفرة» فى الجنوب وتضم «هون» و«ووان» و«زلة»، وهى منطقة نفطية، و«سوكنة» ويقع جز منها تحت سيطرة تنظيم «داعش» وفى الغرب من سرت تضم منطقة «الوشكة» وتابعة لميليشيات فجر ليبيا، «مصراتة» وكذا منطقة «الهيشه»، أما «تاورغا» فهى منطقة مهجرة بالكامل من سكانها بسبب الانتهاكات التى مورست ضد سكانها من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة التابعة لميليشيات فجر ليبيا «مصراتة».
جنوب أجدابيا
تضم مناطق «جالو» وهى منطقة قبلية يقطنها قبائل «المجابرة» التى ينحدر منها وزير الدفاع الأسبق «أبوبكر يونس» الذى قتل نتيجة القصف الجوى لـ«ناتو» و«اوجله» و«امازيغ» و«اشخرة» و«السرير» و«تازريو» وهى منطقة قبيلة، و«ازوية» و«الكفرة» وقبيلة «التبو»، يشار إلى أن هذه المناطق كانت تاريخيًا، قبل الهجرات العربية لمنطقة الجنوب الليبى إلى الحدود الليبية السودانية، يقطنها قبائل «التبو» وتعد من مكونات النسيج الاجتماعى الليبى حيث ظل الصراع بين تلك القبائل.. وهو السائد بامتياز بين قبيلة «التبو» وقبيلة «أزوية» ولا زال مستمرا حتى الوقت الراهن بدعم سودانى وتشادى.
شرق أجدابيا
وتضم «الزويتينية»، ميناء نفطى تحت سيطرة «حرس المنشآت النفطية»، أما «سلوق» و«المقرون» و«قمينس» فتقع تحت سيطرة القبائل الداعمة لقوات «اللواء حفتر» و«البرلمان الليبى الشرعى».
بنغازى
يقع الجزء الأكبر من مدينة بنغازى تحت سيطرة قوات اللواء حفتر.. فيما يقع الجزء الآخر تحت سيطرة ما يسمى بمجلس شورى بنغازى والمدعوم من المؤتمر الوطنى بطرابلس غير الشرعى من قبل التحالف الإخوانى الإرهابى، وقوات «فجر ليبيا» التابعة لمصراتة.. فيما تضم منطقتى «المرج»، و«الأبيار» وهى مقر عمليات قوات الجيش الليبى التابعة للواء حفتر.
مدينة درنة
أما منطقة «درنة» فهى تقع تحت سيطرة عدة تنظيمات إسلامية متطرفة من تنظيم داعش، وتمثل أول «إمارة إسلامية» منذ بداية الصراع فى ليبيا والذى يدور الآن فيها صراعا واقتتالا بين «جميع التنظيمات الإسلامية فيما بينها، أبرزها كتيبة تسمى شهداء «أبوسليم» المتطرفة المنتمية لتنظيم القاعدة وبين تنظيم «داعش» والتى تتبع أبوبكر البغدادى فى العراق.
يذكر أن جماعات مسلحة فى شرقى ليبيا تابعة لتنظيم «داعش» أعلنت فى أكتوبر من العام الماضى عن إنشاء إقليم يتمتع بالحكم الذاتى وينقسم إلى قطاعى بنغازى ودرنة.. وقام مجلس «شورى شباب الإسلام» الذى أعلن انتماءه لداعش بـ«إنشاء محكمة إسلامية.. وشرطة إسلامية» بتنفيذ عمليات إعدام وجلد علنية، كما واصلت ارتكاب جرائم قتل جرى غالبيتها فى بنغازى ودرنة ومع غياب ضبط الحدود والاقتتال الداخلى بين القبائل ساهم فى تدهور وتفاقم الوضع الأمنى وسمح باستمرار الاتجار بالبشر والمُخدرات والأسلحة عبر الحدود الليبية مع تشاد، والسودان، ومصر، والجزائر.
البيضاء.. وطبرق
تمثل مقر الحكومة الشرعية.. حيث أصدر مجلس شورى البيضاء بيانًا خلال الفترة الماضية بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية حيث من المتوقع أن تشهد المنطقة أزمة خلال الفترة المقبلة لتنامى التيار الإسلامى المتطرف فيما تمثل مدينة طبرق مقرًا للبرلمان الليبى الشرعى.
منطقة مساعد
هى منطقة حدودية على الحدود الليبية المصرية.. وتتبع البرلمان والحكومة الشرعية، وتؤكد مصادر ليبية أنها تشهد حاليًا تكاثر الجماعات الإسلامية المتطرفة، خاصة فى طبرق ومساعد نظرًا لقربهما من الحدود المصريةو وتستخدمها الجماعات الإرهابية فى تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى الجانبين الليبى والمصرى.
سبها والجنوب الليبى
تضم مدن «سبها وأوبارى ومرزق والشاطىء» وتقع إلى جنوب منطقة الجفرة.. ويسيطر على مدينة «سبها» الصراعات القبلية ما بين ميليشيات فجر ليبيا «مصراتة» الداعمة لقبيلة «أولاد سليمان» وبعض من قبيلة الفزازنة و«أولاد حضير» و«أولاد بوسيف» ضد قبائل «القذاذفة» و«المقارحة» و«التبو»، فيما تشهد منطقة «مرزق» صراعا قبليا صرفا ما بين قبائل «الطوارق» وقبائل «التبو»، وتعتبر قبائل الطوارق جزءًا من الأمازيغ وهى مدعومة من «قبائل النيجر وتشاد» وليس لهم علاقة بالإسلاميين ويمثلون أقليات تبحث عن دور وسيطرة على الجنوب.. ويمثل «مشروعا فرنسيا».
مناطق السيطرة
الزنتان
«الزنتان» تقع على بعد ١٠٠ كم من طرابلس وتعد من ضمن مناطق الجبل الغربى كما «تضم» تلك المناطق «غريان وككلا وجادو ويفرن والرجبان» وتتبع جميعها لقوات «فجر ليبيا» التابعة للحكومة غير الشرعية باستثناء «الزنتان» التى تقف ضد المؤتمر الوطنى وضد المجموعات التابعة لمصراتة «فجر ليبيا».. وتضم منطقة الزنتان مجموعتين إحداهما تابعة لجماعات الإخوان الليبية الإرهابية بقيادة «أسامة جويلى» وزير الدفاع السابق فى حكومة على زيدان، ومجموعة مسلحة تتبع الحكومة الشرعية الليبية فى «طبرق».
وتمثل الزنتان أهمية كبيرة سواء للمجتمع الدولى أو بالنسبة للحكومة غير الشرعية فى طرابلس نظرًا لأن قبيلة «الزنتان» هى من تسجن «سيف الإسلام القذافى» ولها تحالفات كبيرة فى السابق مع قبيلة «القذاذفة» التى ينتمى لها سيف الإسلام وتمثل إحدى العقبات لرفض الزنتان تسليم سيف لحكومة طرابلس.
غرب طرابلس
فى منطقة غرب طرابلس تضم «جنزور والعزيزية والزاوية وصرمان وصبراتة وازاورة» ويتبع جزء كبير منها لتحالف «فجر ليبيا» بقيادة مصراتة «صلاح بادى» والذى قام بحرق مطار طرابلس عقب استيلائه على المدينة فى أغسطس من العام الماضى.. كما واصلت ميليشياته منعها لقرابة ٤٠ ألفًا من سكان «تاورغاء» من العودة إلى ديارهم، فى عقاب جماعي لسكانها وظلوا هدفًا للاعتداء والاحتجاز التعسفى على يد ميليشيات صلاح بادى.
رشفانة
أما منطقة ورشفانة.. فتتبع «جيش القبائل» المدعوم من قوات اللواء حفتر والزنتان بقيادة عمر منتوش، ضابط سابق بالجيش الليبى وأحد المسجونين بعد ثورة فبراير ومحسوب على النظام السابق.
شرق طرابلس
فى منطقة شرق طرابلس التى تقع تحت سيطرة قوات فجر ليبيا المدعومة من «مصراتة».. ومعظم قياداتها من العائدين من أفغانستان والليبيين من أبرزهم «صلاح بادى وخالد الشريف وعبدالحكيم بلحاج وأغنيوه الككلى» وتمثل كل من تركيا وقطر والسودان القوة الداعمة لهم ولميليشيات طرابلس «فجر ليبيا».
سرت
أما مدينة سرت وضواحيها.. فتقع تحت سيطرة ما يسمى بالدولة الإسلامية «تنظيم داعش» والمجموعات المسلحة التى توجد بها، وتضم جنسيات من الأفغان والمصريين والجزائريين والتونسيين والسوريين والسودانين واليمنيين والسعوديين والنيجيريين وجماعة «بوكوحرام» وأبرز القيادات الليبية الموجودين بها «حسين الكرامى» ولهم ارتباطات بإمارة «درنة» وهى منطقة تستخدم للدعم اللوجستى والقتال والتدريب والتسليح.
مناطق التهريب
يجرى تهريب السلاح من الجنوب الليبى والبحر ولها قاعدة جوية كبيرة تسمى فى السابق قاعدة «القرضابية» فمن جهة الحدود الليبية التونسية يجرى تهريب البشر، والمسئول عن عمليات التهريب قبائل «ازوارة ومصراتة وجماعة فجر ليبيا» حيث جرت وتجرى من خلالها عمليات تهريب اللاجئين السوريين عبر البحر إلى أوروربا.
ومن الحدود الليبية المصرية باتجاه طبرق ومساعد يجرى تهريب المقاتلين والسلاح والمخدرات على طول الحدود الليبية المصرية البالغ طولها ١٥٠٠ كم.
ومن الحدود الليبية السودانية باتجاه «الكفرة» يجرى التهريب من قبل جنوب السودان وتشاد ومنطقة «غات» على الحدود النيجرية، ومن منطقة «اغدامس» على الحدود الليبية الجزائرية ومنطقة «مرزق واوزواره» باتجاه الحدود الليبية مع تشاد.
أما الجماعات المسيطرة على مناطق الحدود الليبية مع دول الجوار «فجر ليبيا» مع تونس و«الحكومة الشرعية الليبية» مع مصر.. ومع السودان وتشاد قبائل «الزاوية والتبو» ومع الجزائر «فجر ليبيا» من خلال قبائل «الطوارق» وهى المسيطرة مع النيجر.. و«التبو» مع تشاد... علما بأن كل الحدود الليبية مفتوحة ومسيطر عليها من كل الميليشيات وتتعامل جميعها فى تهريب البشر والسلاح والمخدرات.
الجيش اللييبي
فيما يواصل اللواء خليفة حفتر، قائد قوات الجيش الليبى، عملياته العسكرية، حيث شن حربه ضد الفصائل الإسلامية فى شرقى ليبيا تحت مسمى «تحالف الكرامة» لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه فى شهر مايو من العام الماضى ويضم تحالف الكرامة التابع له، والمتمركز فى شرقى ليبيا عددًا، من أفراد الجيش والقوات الجوية والقوات الخاصة.. وقد ركزت عملياته العسكرية فى استهداف الفصائل الإسلامية المتطرفة كأنصار الشريعة ومجلس شورى شباب الإسلام فى درنة.
وفى يوليو من ذات العام اتسع نطاق المُواجهات حتى طرابلس، وقام تحالف فجر ليبيا من الميليشيات التابعة لـ«مدينة مصراتة» بانتزاع السيطرة على العاصمة من قبضة ميليشيات «الزنتان» الموالية لتحالف الكرامة التى تمكنت خلال فترة قصيرة من دحر تلك الميليشيات وإجبارها على التراجع والهروب إلى الخطوط الخلفية إلا أن تحالف الناتو والقوى الغربية قاما على الفور بعملية دعم لوجستى لتلك العناصر المتطرفة فى طرابلس بالمال والسلاح والمقاتلين وتمكنت من السيطرة مرة أخرى على طرابلس بهدف رطالة الأزمة داخل ليبيا.
فيما يسعى اللواء حفتر إلى التنسيق والتعاون المشترك مع الجيش المصرى لضرب بؤر الإرهاب فى ليبيا فى المناطق الحدودية بين البلدين وبصفة خاصة مدينة «درنة» معقل تنظيم داعش والجماعات الإرهابية المتطرفة من الرخوان الإرهابية.
الموقف المصري
كانت مصر تدخلت لأول مرة وبشكل مباشر فى الصراع الدائر فى ليبيا بعدما بث ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» تسجيل فيديو يظهر ذبح ٢١ عاملا مصريا مسيحيا كان قد تم اختطافهم على أيدى الدواعش فى ١٥ فبراير من العام الماضى.. حيث شنت القوات الجوية المصرية سلسلة من الغارات الجوية على مواقع تنظيم داعش فى ليبيا بعد إصدار التنظيم بيانًا أعلن فيه مسئوليته عن قطع رءوس ٢١ من المسيحيين الأقباط المصريين فى مشهد درامى صدم الجميع.
إلا أن الرد المصرى كان سريعا ومفاجئا ليس لتنظيم داعش بل وللعالم أجمع وخلال ساعات تم توجيه ضربات جوية ضد هدف محدد انتقامًا للعمال المصريين، والذى تم بالتنسيق مع الحكومة الليبية «الرسمية» حيث أفادت التقارير الصحفية الغربية والعربية بأن الجولة الأولى من الضربات الجوية المصرية قتلت ٦٤ من مقاتلى داعش بينهم ثلاثة من قيادات داعش.
وتزامنت تلك التقارير مع قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة تفقدية لقاعدة جوية قرب الحدود مع ليبيا لمتابعة إجراءات تأمين الحدود الغربية، ووفقًا لبيان للجيش فإن السيسى قام من داخل إحدى الطائرات باستطلاع الحدود الغربية ومناطق انتشار الوحدات والتشكيلات والدوريات المقاتلة المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية... كما نشر المتحدث العسكرى الرسمى على صفحته بـ«فيسبوك» أن السيسى أكد أن مصر ماضية فى التصدى بكل حسم لأى محاولات تستهدف المساس بأمنها القومى.
ومنذ أكثر من عامين حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما كان وزيرًا للدفاع من خطورة الوضع فى ليبيا.. وقال إن المهمة التى قام بها حلف شمال الأطلسى «الناتو» لم تكتمل وهو ما ستكون له عواقب وخيمة.
كما كرر السيسى فى زيارته الأخيرة إلى بريطانيا تحذيراته، مؤكدا أن ليبيا تمثل قنبلة موقوتة سينتشر منها الإرهاب ليس فقط للدول العربية وعلى رأسها مصر وتونس، خاصة بعد سقوط الحكم الإخوانى فى الدولتين، ولكن إلى العالم بأسره، وهو ما حدث فى باريس مؤخرًا، وقبلها مصر التى تحارب الإرهاب، ثم فى تونس ومالى ولبنان وليس آخرًا.
شهادات خاصة
فما الذى جرى فى ليبيا؟.. يقول «س. م» لـ«البوابة»: إنها كانت مؤامرة مكتملة الأركان استخدمت فيها آليات دولية وعربية وآليات إعلامية غربية وعربية فى نقل الأحداث الجارية فى ليبيا.. لم تكن تستهدف إسقاط النظام الليبى وإزاحة قائده معمر القذافى، الذى حذر فى خطاباته الأخيرة من أن ليبيا تواجه تنظيم القاعدة، و«كذبته» معظم وسائل الإعلام الغربية ومنها والعربية ولم تهتم بقدر اهتمامها بإسقاط الدولة والدعوة إلى تقسيمها وجعلتها نهبًا للقوى المتطرفة من جماعات الإرهاب من تنظيم القاعدة وممثلها فى ليبيا «عبدالحميد بلحاج» أحد قيادات تنظيم القاعدة، وتكاتف المجتمع الدولى ضد النظام الليبى وصولا لدفع حلف الناتو إلى تدمير البنية العسكرية والتحتية للدولة الليبية مع السماح لكافة المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها إخوان ليبيا وتعاونها مع ما يسمى بالدولة الإسلامية «تنظيم داعش»، بالتغول فى العديد من المناطق الليبية إلى أن أصبحت مركزا لتجمع كل المتطرفين من مختلف الجنسيات الغربية والآسيوية والإفريقية والعربية.
ويضيف «س. م» ، أحد المقيمين فى مدينة سرت التى تقع وسط لييبا، بقوله إن المدينة هى مسقط رأس العقيد معمر القذافى، وتسيطر عليها مجموعات من التنظيمات الإرهابية، على رأسها تنظيم «أنصار الشريعة» وهو يمثل «إخوان ليبيا» ثم تحول هذا التنظيم إلى ما يسمى بالدولة الإسلامية فى شمال إفريقيا «داعش» والذى بايع البغدادى فى العراق.
وقد تمكن تنظيم داعش من السيطرة على تنظيم أنصار الشريعة وإعلان مدينة سرت «عاصمة لدولة الخلافة» على غرار «عاصمة الرقة» فى سويا و«عاصمة الموصل» فى العراق، وفقًا لبيان صادر مؤخرا من قبل تنظيم داعش تم تداوله عبر المواقع الإخبارية.