رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"وسط الجيزة" في يد الوطني والمستقلين والكلمة لـ"العائلات"

الأحزاب تناور بـ "الأثرياء"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الجابرى» و«غطاطى» و«خطاب» و«البطران» فى الهرم
«الوفد» و«المصريين الأحرار» يتصارعان في الدائرة «١».. و«النور» يتقدم فى بولاق
المشهد الانتخابى فى دوائر وسط الجيزة، يعد نموذجا مصغرا للمشهد الانتخابى فى محافظات مصر المختلفة، فكل دائرة من دوائر وسط الجيزة، وعددها ٦ دوائر، تمثل نموذجا مختلفا عن الآخر فى طبيعة كتل الناخبين ومصادر قوة ونفوذ المرشحين، فتارة يكون المحرك هو التنافس بين عائلات الصعيد، والاعتماد على القبلية المعتادة فى التصويت مثل دائرة بولاق الدكرور، إذ يوجد مرشح لكل عائلة، تمثل محافظة من محافظات الصعيد، فيما يبرز صراع العائلات التاريخى بدائرتى الهرم والطالبية، حيث لا صوت يعلو فوق مرشح العائلة، ولكن عند الحديث عن دوائر المناطق العشوائية، تبرز دائرة العمرانية، حيث الكتل البشرية، وظاهرة شراء الأصوات.
الهرم.. صراع عائلات ونفوذ
الصراع داخل دائرة الهرم، عائلى بشكل كبير وتتنافس بها عائلات استطاعت تكوين نفوذ مؤثر.
ويسعى كل مرشح لعائلة عبر جولات فى المناطق للتسابق على تقديم الخدمات، خصوصا فى ظل أن كل المرشحين من الشباب، حيث يخوض ١٩ مرشحا، ليست بينهم امرأة، يتنافسون على المقعدين المخصصين للدائرة، منهم ثلاثة مرشحين يتمتعون بصفة حزبية، و١٦ مرشحًا مستقلين.
وحسمت عائلة الجابرى موقفها وقررت الدفع بصاحب مكتب الجابرى للاستيراد والتصدير، وأحد رجال العائلة، أشرف الجابرى، الذى يخوض الانتخابات كمستقل، فى محاولة من العائلة لاستعادة مكانتها بعد ما تعرض له نائبها السابق من اتهامات فى موقعة «الجمل».
ومن أبرز الوجوه الدكتور إيهاب غطاطى وهو ابن شقيق رجل الأعمال ممدوح مبروك غطاطى، وهو يقوم بجهد كبير فى التواصل مع عائلات الدائرة إضافة لنفوذ عائلته ببلدته مدينة غطاط.
فيما ظهر بقوة أيضا خالد خطاب وهو أحد أبناء عائلة خطاب الشهيرة بعملها فى السياحة ووجوده بنزلة السمان وكفر الجبل يعطيه فرصة كبرى مع دعم عائلته التى تحظى بشعبية كبيرة، خاصة أن مجدى خطاب ظل نائب دائرة لأكثر من فترة نتيجة شعبيته، وتلك القوة دفعت حزب «مستقبل وطن» للاستعانة به ليترشح باسم الحزب بالدائرة.
ثم تأتى عائلة البطران، التى استحوذت على مقاعد داخل مجلسى الشورى والشعب، منذ سنوات عديدة، وينتمى رجالها إلى الحزب الوطنى، إذ ترشح اثنان من أبناء العائلة لخوض الانتخابات على دائرة الهرم، وهما شفيق البطران مهندس استشارى وخبير فى التنمية الزراعية، ومجدى البطران الذى يخوض الانتخابات تحت اسم حزب المصريين الأحرار، وهو عضو هيئة تدريس بالمعهد العالى للدراسات النوعية.
بينما دفعت عائلة الدالى بأحد الوجوه الجديدة، وهو مصطفى حمدى الدالى، ويعد مصطفى أحد أصغر المرشحين وتمتاز الانتخابات بالنسبة له هذه المرة أنها أصبحت أصغر بعد إلغاء ٦ أكتوبر والواحات وفصلها لدائرة مستقلة، ويحظى مصطفى وعائلته بشعبية فى بلدتهم منشأة البكارى حيث المصاهرة وصلات النسب مع عائلات كثيرة وكبرى، إضافة إلى صلات النسب بالهرم وكفر الجبل ونزلة السمان.
وتعد دائرة الهرم من الدوائر التى يحظى فيها حزب النور السلفى بأرضية كبرى خاصة المناطق الموجودة فى غطاطى وكوم بكار والكوم الأخضر ومنشأة البكارى، والتى تعد مركزا من مراكز جماعة أنصار السنة ويسيطر عليها السلفيون بشكل كبير رغم انقساماتهم، وهو ما دفع حزب النور لترشيح محمود غنيم أملا فى الحصول على أحد مقعدى الدائرة.
منافسة حزبية بدائرة الجيزة
بينما تشهد الدائرة رقم واحد بمحافظة الجيزة ومقرها قسم شرطة الجيزة منافسة حزبية قوية على مقعديها، وذلك بعد أن ترشح ٩ مرشحين بانتماءات حزبية مختلفة من أصل ٢٠ مرشحا.
فيما يراهن حزب الوفد على تلك الدائرة للحصول على مقعدين مرة واحدة، وذلك بترشيحه لمرشحين بها، حيث أظهرت الأسماء النهائية وجود الدكتور محمود السقا القيادى الوفدى المعروف، وأستاذ القانون بجامعة القاهرة، وكذلك هناك جمال محمد موسى مرشح أيضا بصفة حزبية عن حزب الوفد.
فيما استعان حزب المصريين الأحرار بأبرز قيادات الحزب الوطنى بالدائرة وهو بدر محروس شعراوى النائب السابق لعدة دورات انتخابية عن الحزب، فيما دفع حزب المؤتمر بمرشحين هما سيد مرسى إمبابى وحمدى محمد سيد طعمة.
بينما دفع حزب مستقبل وطن بالمرشح عزت عيد عبدالعال للمنافسة على مقعد الدائرة، وهناك عادل عبدالفتاح محمد شحاتة المرشح عن حزب حماة الوطن، وفيما يراهن حزب السلام الديمقراطى على أصوات الأقباط بترشيح أكرم متواضع لاوندى بالدائرة.
ويسعى محمد ممدوح الفقى مرشح حزب المحافظين بدائرة الجيزة لحجز أحد مقعدى الدائرة، معتمدا على شعبيته العائلية، فيما جاء المرشح التاسع الحزبى عن حزب الأحرار الاشتراكيين وهو المرشح طارق محمد الجيش.
ويعد محمد بدوى دسوقى أبرز المرشحين المستقلين للمنافسة على مقعد الدائرة الوحيد، وهناك المحامى المعروف بالدائرة عاطف عنبر مرشح مستقل.
وتشهد دائرة العمرانية بمحافظة الجيزة منافسة سياسية من الطراز الأول بعد أن تم فصلها عن دائرة الطالبية، وقد تخصص لها مقعدان، وذلك فى ظل غياب الدور العائلى عن الدائرة ووجود كتلة تصويتية كبيرة للأقباط والإسلام السياسى.
ويعد من أبرز المنافسين على أحد مقعدى الدائرة، الدكتور محمد فؤاد المرشح السابق عن حزب المصريين الأحرار أثناء منافسته لمرشح الإخوان، والمرشح الحالى عن حزب الوفد، ويحظى بدعم كبير من الأقباط.
والدائرة التى ترشح بها ١٨ تم قبول أوراق ترشحهم، يوجد بها ٧ مرشحين حزبيين، وهناك غير مرشحى النور، والوفد مرشح حزب حماة وطن، وهو عبد الله عبد المقصود أبوزيد، وكذلك أمير سيد خليل مرشح حزب المؤتمر، بينما يسعى إيهاب منصور بسطاوى مرشح حزب المصرى الديمقراطى لحصد أصوات الشباب خصوصا مع دعم الحركات الشبابية التى تشكلت عقب ثورة ٢٥ يناير للحزب بالمنطقة.
فيما يظهر مرشحان حزبيان آخران هما حسن مصطفى محمد مرشح حزب السلام الديمقراطى، وعبدالله ربيع قناوى مرشح حزب العربى الديمقراطى الناصرى.
وعن المرشحين المستقلين، فمن أبرزهم المرأة الوحيدة المرشحة بالدائرة وهى أسماء أحمد حكيم، صاحبة مدارس العمرانية المعروفة بالدائرة، بينما يطمح وليد زكريا الليثى فى أن يحصد تأييد أصوات الصعايدة بالدائرة، خصوصا أنه أحد أبرز تجار الأراضى وشريك العديد من تلك العائلات.
فيما يحمل المرشح أحمد عبدالباسط الصفة الشرطية، كونه مساعدا لوزير الداخلية للتخطيط والبحوث على المعاش، ومن الطامحين لعضوية المجلس عن الدائرة المهندس هشام عبد الآخر القيادى بالحزب الوطنى سابقا، والمرشح المستقل بالدائرة.
الطالبية.. عزوف حزبي
فيما سيطر المستقلون على مرشحى دائرة الطالبية بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات بالجيزة عن قبول أوراق ٢٠ مرشحا للمنافسة على مقعدى الدائرة، حيث لم يترشح إلا ممثل واحد لحزب حراس الثورة، وهى كريمة صيام.
وسيطرت النزعة العائلية على أسماء المرشحين، خصوصا بعد أن أصبحت الطالبية دائرة مستقلة، بعيدا عن العمرانية، وهى ذات طابع عائلى يظهر بقوة فى موسم الانتخابات، وارتفعت السخونة مع وجود مرشحين من عائلة واحدة كما هو الحال مع عائلة شلتوت، حيث يترشح عنها بنفس الدائرة علاء شلتوت وعبدالرحمن شلتوت.
بينما يعد نائب الحزب الوطنى أحمد سميح درويش، صاحب الحظوظ الكبيرة بالدائرة، كونه يمثل عائلات منطقة الكونيسة، وابن عائلة درويش، فيما يسعى إبراهيم البرديسى، المحامى، وابن العائلة التى تمتلك أشهر محلات اللحوم بالطالبية للفوز، بينما يسعى الدكتور محمد على للحصول على المقعد بمساعدة عائلات الصعيد، فهو أحد أبناء أسيوط، وتجارته بالأراضى جعلت له شراكات كثيرة مع عائلات سوهاج، ينافسه فى ذلك المرشح حسين القصاص.
ولا يمكن أن يتم تجاهل قوة عائلة عودة بالطالبية، والتى عادة ما يكون لها مرشح فى الانتخابات، سواء كان مرشحا للحزب الوطنى، أو مرشحا لحزب النور فى انتخابات ٢٠١١، أو مرشحها فى تلك الانتخابات خالد عودة، والذى فضل الترشح كمستقل.
بينما تراجع حزب النور عن ترشيح أحد فى تلك الدائرة، خصوصا أن معظم قياداته بالطالبية انتقلوا إلى حزب الوطن السلفى القريب من جماعة الإخوان المسلمين، بينما يظل عقبة كتلة الإخوان الصلبة بالدائرة صعوبة توجه جميع المرشحين، خصوصا فى ظل الأعداد الكبيرة المقبوض عليهم من أبناء المنطقة.
بولاق الدكرور.. انتخابات بنكهة صعيدية
وتعد دائرة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة أكثر الدوائر استفادة من فصلها عن دائرتى الطالبية العمرانية، بعدما كانتا دائرة واحدة، وأصبح حاليا لكل دائرة منهما مقعدان، أما بولاق وقد حصلت على ٣ مقاعد، فقد ساهم ذلك فى تخفيف حدة الصراع العائلى بنكهة صعيدية فى بولاق، وفى ذات الوقت حفز الكثيرين على الترشح حتى وصل عددهم إلى ٤٥ مرشحا منهم ١٢ بصفة حزبية ولا مجال لترشح النساء فى تلك الأجواء.
وسعيا للاستفادة بالطابع القبلى لعائلات الصعيد، ونزعة التصويت لأحزاب الإسلام السياسى دفع حزب النور بمرشحين مرة واحدة بالدائرة أحدهما من خارج الحزب وهو الدكتور عبدالمنعم لطفى أستاذ اقتصاد بجامعة بنى سويف، والآخر ابن الحزب أحمد عبدالغفار معتوق، فيما يواجه فى المنافسة مرشحى الحزب الوطنى المنحل مرتدين العديد من العباءات المتخلفة، ما بين مرشح مستقل، أو مرشح باسم أحد الأحزاب.
وأبرز المبشرين بالمقعد نائب الحزب الوطنى السابق عمر زايد، والذى فضل الترشح كمستقل، رافضا جميع العروض التى قدمتها الأحزاب المختلفة للترشح باسمها، والكتلة التصويتية لأبناء أسيوط وعائلته بالدائرة تجعل من الصعب ألا يتواجد زايد داخل مجلس النواب، فيما يواجهه منافسه التقليدى بالدائرة سيد المناعى المحسوب على الحزب الوطنى سابقا، والمرشح عن حزب المصريين الأحرار حاليا.
فيما استعانت العديد من الأحزاب بأبناء العائلات وقيادات الوطنى للبحث عن مقعد على الأقل فى الدائرة، وهذا التوجه دفع حزب السلام الديمقراطى إلى ترشيح ثلاثة مرشحين مرة واحدة، هم علاء عنتر ريان، وسيد سليم غريب والدكتور أحمد على مصطفى، بينما استعان حزب الوفد بجهود عمرو أبو اليزيد للمنافسة بالدائرة، فى مقابل استعانة حزب الحركة الوطنية، بالمرشح سعد الدين القصاص وترشيح حزب المؤتمر للمرشح حسين أبو قريش هريدى داخل الدائرة.
ومن المفارقات داخل الدائرة ترشح ٣ مرشحين بصفة حزبية عن أحزاب اليسار، وهم عمرو عزت السيد مرشح التجمع الوطنى، وعبدالعزيز على التحيوى مرشح حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، ووليد محمد البارودى مرشح حزب الأحرار الاشتراكيين.
بينما يبرز مرشحان من المستقلين داخل الدائرة، الأول هو صبحى عبدالسلام الصحفى بجريدة الجمهورية، فيما يحاول الثانى الاستفادة من امتلاكه لسلسلة مدارس الدولى، وهو عبدالرحيم عبدالله.