الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

خطيب بالدقهلية: الدين جاء لمصلحة الإنسانية

الشيخ نشأت زارع
الشيخ نشأت زارع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، أن الدين للحياة، وجاء لمصلحة الإنسانية لذلك شرع الله لعباده ما يصلح أحوالهم وينفعهم في الدنيا والآخرة، وبالفطرة التي تقبلها نفوسهم أيضا.
وأضاف خلال خطبة الجمعه اليوم، بعنان "الإسلام دين النظافة"، أن الإسلام جاء لكى يقرر النافع للناس ويحرم عليهم الضار، وهذه قاعدة معروفة كل مايضر بك وبصحتك وبيئتك وشارعك فلا شك أنه محرم وكل مايصلح من أمورك وبيئتك ومجتمعك ووطنك فهو حلال لقول القرآن ولاتقتلوا أنفسكم، ولقول النبي "ص" لاضرر ولاضرار.
وأشار إلى أن أصول الصحة العامة والطب والعلم الحديث تتفق مع الإسلام في النظافة والنظافة هنا تشمل نظافة البيئة ونظافة المياه ونظافة شارعك ونظافة ملابسك ونظافة جسمك ونظافة قلبك ونظافة عقلك ونظافة افكارك وتفكيرك.
وأكد أن الله سبحانه لا يقبل منا صلاة إلا بطهارة لجسدك وملابسك والمكان الذي تصلى فيه ومن اوائل مانزل من القرآن على الرسول ((وربك فكبر وثيابك فطهر)) كما أن الإسلام يأمر المسلمين جميعا أن ياخذوا زينتهم عند كل مسجد، والمقصود بالزينة هنا أي الملابس النظيفة الجميلة فالله جميل ويحب الجمال (( يابنى ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولاتسرفوا )).
وأوضح أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وقد اخبرنا النبي ص أن إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان وأخبرنا أن رجلا يتقلب في الجنة لأنه نحى شوكا من طريق الناس، فما بالك بمن يلقى قمامته في طريق الناس ويلوث شوارعهم ويؤذيهم لاشك أنه لايتقلب في الجنة بالقياس على الحالة الأولى حتى ولو كان يصلى فالدين ليس صلاة أو عبادات شعائرية فقط، وإنما العبادات تشمل كل عمل نافع للناس أيضا وللبشرية باكملها.
وأكد أن العلماء قديما قد قسموا مقاصدالشريعة بأنها حفظ النفس وحفظ النسل وحفظ الدين وحفظ العرض وحفظ المال وحديثا زادوا فيها حفظ البيئة مقصدا سادسا فالبيئة إذا لم تكن نظيفة فلن نستطيع حفظ المقاصد الخمسة الاخرى لأن المرض سوف يلتهم الجميع.
وأشار إلى أن لنا في تلويث المياه والنيل عندنا هنا في مصر اسوة وقدوة فقد انتشرت بيننا أمراض الفيروسات والأمراض الاخرى بسبب تلويث المياه لوثناها بايدينا وهى مصدر حياتنا كما قال القران (( وجعلنا من الماء كل شيء حى افلا يؤمنون )) ومع ذلك لاتجد شعبا على سطح الارض لوث المياه مصدر حياته مثلنا وانا اقول نهر السين يمر من وسط باريس ونهر النيل يمر من وسط القاهرة.
وتساءل هل المواطن الفرنسي يلقى أي قمامة أو قاذورات أو يعتدى على نهر السين بالطبع لا اما المواطن المصرى فقد سجل اعلى معدلات التلوث.
وتابع قائلا " هل أذكركم بالمواطن المصرى قديما اجدادنا المصريين القدماء هل تعرف ماذا كان شعارهم أنه كان يقول (( انا أدخل الجنة لأنى لا ألوث مياه النيل )) كان يعتقد أن من أسباب دخول النار انك تلوث المياه الجارية ".
وأشار أن أن النبى قد اخبرنا أن نتجنب الملاعن الثلاثة أي أسباب موجبات اللعنة منها تلويث المياه (( اتقوا الملاعن الثلاثة البراز في الظل وفى موارد المياه وقارعة الطريق )) وكذلك التبول في المياه الجارية كل ذلك من موجبات لعنة الإنسان وغضب الله عليه.وقديما قالوا درهم وقاية خير من قنطار علاج بل الوقاية هي العلاج.
وأشار إلى أنه من النظافة أيضا المطلوبة والتي لاتقل شيئا عن النظافة المادية للجسد والملابس والبيئة والشوارع والمجتمع النظافة المعنوية الحسية نظافة القلب من الغل والحقد والحسد والضغينة والكراهية نحو الناس والبشرية بأكملها فهذا يجعلك إنسان ناقص فيك مرض القلب وهو نار تحرقك انت أولا والخوف أيضا أن تمتمد يدك نحو الناس للاذى والضرر نتيجة مايغلى به قلبك من كراهية وشر.
وأضاف أن الإسلام والاديان جميعا تحذر من مرض القلب لأنه يقضى عليك أيضا ويجعلك إنسانا غير سوى والمجتمع معرض في أي لحظة أن يكون ضحيتك واما النظافة المطلوبة المعنوية أيضا وهى من الأهمية بمكان.
وأشار إلى أن نظافة العقل والفكر فلن يفيدنى أن تكون نظيفا في ملابسك وجسدك ولست نظيفا في عقلك وفكرك وتفكيرك والعقل السليم في الجسم السليم فهناك عقولا مصابة بأمراض خطيرة بفيروسات الخرافات والعنف والعداء بدون سبب إلا من الاختلاف في الدين والمذهب والفكر فقط لماذا تكره الاخر المختلف عنك في الدين ورسولك لم يكن كذلك بل حتى المشركين كان يقول لهم (( وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )).
وأوضح أن إنقاذ العقول والأفكار هو إنقاذ للامة ومصير الامم يتوقف على عقول ابنائها وأفكارهم إذا كانت عقولا سليمة وأفكار سليمة فهنيئا لهذه الامة التقدم والاستقرار والرفاهية وان كانت عقولا مفيرسة بأمراض الامم من طائفية ومذهبية وحزبية وعنصرية وقبلية فلا ابالغ أن أقول: إن ذلك محرقة الأمة وأن مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف ليس امنيا فقط بل فكريا وحواريا وأمراض العقل أخطر الأمراض وعلاجها عند أطباء الفكر والعلم المستنير وأصحاب الرأى الإنسانى.