رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مكتبة القهوة.. ربط الثقافة بالأعمال التجارية في الصعيد

 مشروع مكتبة القهوة
مشروع "مكتبة القهوة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعيدًا عن الزحام الذي تشهده الحركة الثقافية في العاصمة، يبرز في محافظة المنيا ومدينة ملوي التابعة لها مشروع "مكتبة القهوة" الذي بدأ مع مطلع العام الجاري، والذي أطلقه معهد جوته ضمن مشاريع شراكة التحول الألمانية-العربية، التي تدعمها وزارة الخارجية الألمانية، بهدف تأسيس نموذج جديد لربط الأنشطة الثقافية بالأعمال التجارية في الصعيد، وتحويل الأماكن العامة إلى فضاءات ثقافية، والعمل على تنمية عادات القراءة والحوار من خلال نوادي للكتاب وتقديم خصومات على الكتب، بما يُساهم في محاربة قرصنة الكتب في مصر، كخطوة أولى في مشروع يضم كذلك محافظتي أسيوط والفيوم.
ويقوم مشروع "مكتبة القهوة" على أساس فكرة توفير منافذ بسيطة لبيع الكتب في المقاهي الحديثة التي يرتادها شباب الصعيد، وبدأت المبادرة بأربعة مقاهي تُشّكل النواة الأولى للمشروع، وتقوم ببيع الكتب بخصم كبير، وفي الوقت نفسه تقوم بالتركيز على بيع الكتب المطبوعة في دور النشر الحكومية لكون أسعارها رخيصة بالفعل، كما بدأت بالفعل فعاليات وأنشطة ثقافية للترويج للقراءة، من خلال إقامة نوادي للقراءة واستضافة كتاب محليين ومجموعة من كبار الكتاب.
يتحدث محمد البعلي، مدير مؤسسة صفصافة للثقافة والنشر التي تقوم بدور استشاري المشروع، وهي أحد المؤسسات الشريكة لمعهد جوته، عن الفكرة التي بدأت عام 2013، وتم تحديد محافظات المنيا وأسيوط والفيوم كخطوة أولى، وبعد عمليات البحث والمُعاينة تم اختيار المنيا لتكون نقطة انطلاقه، وبالفعل زار فريق المعهد المحافظة، واختار مدينتي المنيا وملوي واختار أربعة مقاهي لتكون النماذج الأولى للمشروع الذي من المفترض أن يستمر مخططه الأوليّ لمدة ثلاث سنوات"، مُضيفاً أنه تم إعداد فريق للعمل يتضمن مشرفين محليين في المدينتين هما أماني باسيلي وحمادة زيدان، بحيث يكون لدى الفريق مستوى جيد من الفهم والاستيعاب لطبيعة المجتمع المحلي في هاتين المدينتين، وأشار إلى أن فنانة الديكور نشوى معتوق هي من قام بتصميم نموذج للمكتبة التي ستكون واجهة عرض الكتب في المقاهي الشريكة بالمشروع، والذي تم افتتاحه في يناير الماضي بمُشاركة الكاتب أحمد مراد ومجموعة من الشخصيات العامة بمحافظة المنيا.
وأكد البعلي أن اختيار الكتب التي تُعرض في المكتبات جاء عن طريق لجنة استشارية ضمت أدباء وصحفيين وناشطين سياسيين وباحثين، قامت باختيار عدد من العناوين لتكون باكورة الكتب التي ستعرض في مكتبات المشروع "فجاءت العناوين متنوعة بين الأعمال الفكرية والأدبية، كما ضمت روايات تاريخية، وكتب من قوائم الأكثر مبيعًا في مصر، وروايات وقصص قصيرة، وكتب مُترجمة من الألمانية ولغات أخرى، كما أن المشروع يتناول أنشطة أخرى مثل الندوات وحلقات النقاش ونوادي الكتاب، مُشيراً إلى أن القائمين على المشروع يتوقعون أن تُشّكل "مكتبة القهوة" نموذج يمُكن إعادة تنفيذه في الصعيد أو في مناطق أخرى "ونأمل أن ينجح المشروع في إثبات أن الأنشطة الثقافية تصلح هدفاً للاستثمار خارج القاهرة".