الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تكدس القمامة وانقطاع الكهرباء يثيرا غضب اللبنانيين

انقطاع الكهرباء
انقطاع الكهرباء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


بينما ترتفع درجات الحرارة في لبنان هذه الأيام تتكدس وتعلو أيضا أكوام القمامة التي تتحلل جراء حرارة الصيف في الشوارع لتذكر رائحتها النتنة اللبنانيين بالأزمة الحكومية التي يعاني منها بلدهم.

ونظرا لعدم وجود تخطيط حكومي يوفر بديلا جاهزا لمكب (مطمر) الناعمة جنوبي بيروت بعد الموعد المقرر لاغلاقه والذي كان 17 يوليو تموز تكدست أكوام القمامة في شوارع العاصمة اللبنانية.

وأعلن وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق في 27 يوليو تموز بدء جمع القمامة من شوارع بيروت فورا لكنه قال إنه لن يتم التوصل لاتفاق على وضعها في مكب خارج العاصمة دون رضا السكان المحليين.

ونُظمت عدة مظاهرات قرب المركز التجاري في بيروت وقرب مقر الحكومة وأضرم متظاهرون النار في المئات من صناديق القمامة.

ورغم تلك المعاناة فان القمامة ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه لبنان.

فالدولة الضعيفة تتعرض لانتقادات منذ فترة طويلة لعجزها عن تطوير البلد وبنيته التحتية. ولا تزال بيروت تعاني من انقطاعات يومية للكهرباء بعد نحو 25 عاما من انتهاء الحرب الأهلية التي دارت فيها بين عامي 1975 و 1990.

كما فاقمت الحرب التي تفجرت في سوريا المجاورة من الأزمات والانقسامات السياسية في لبنان الذي يعاني من فراغ في مقعد الرئاسة منذ أكثر من عام. ومدد مجلس نوابه (البرلمان) المنتخب في عام 2009 ولايته وأرجأ اجراء الانتخابات حتى عام 2017 على أساس عدم وجود استقرار يسمح بإجراء الانتخابات حاليا.

وأعرب مواطنون في شوارع بيروت عن غضبهم بشأن الوضع الذي يتدهور في بلدهم.

قال بائع جرائد لبناني يدعى نعيم صالح لتلفزيون رويترز "البلد بأسوأ حالاته حقيقةً. هذا نتيجة الإنقسام السياسي الحاد إنعكس على كل الأشياء بمؤسسات الدولة لدرجة إنه صار فيه من يشرع الفساد إلى جانب وضع الزبالة.. النفايات.. وضع الكهرباء. وعم تتراكم هل المسائل هيك.. إلى أين مثل ما بيقولوا."

وأضاف لبناني آخر يدعى علي "باتمنى يصير فيه رئيس. بس يصير فيه رئيس انشالله بتنحل كل هل الأمور. قصة الوضع والنفايات والكهرباء."

وقال سائق سيارة أجرة يدعى إلياس عساف "خربانة بيوتنا. عم يغط على قلبنا. كل شئ في البرادات عم نكبهن. فيه ناس معها ضيقة نفس لو ما بيضووا مروحة بيموتوا. ما سألانين عن حدا هم عندهم كل شئ."

ونقلت صحيفة ديلي ستار اللبنانية يوم الاثنين (10 أغسطس اب) عن شركة الكهرباء الحكومية قولها إن وحدة الغاز في محطة كهرباء كبيرة والتي تسببت في انقطاع الكهرباء عن أجزاء كبيرة من البلاد تم إصلاحها.

لكن انقطاع الكهرباء في الآونة الأخيرة مع ارتفاع درجات الحرارة أدى الى احساس كثير من اللبنانيين بالإحباط.

وقال شاب يدعى سلوان المغربي (30 عاما إنه نقل مقر عمله إلى مقهى عام مكيف بسبب انقطاع الكهرباء بشكل مستمر في مكتبه.

وأضاف المغربي لتلفزيون رويترز "كتير فيه شوب (حر شديد). بكل العالم فيه شوب بس بكل العالم في شئ ليحد من الشوب أو ليساعده إنه يخففه ع الناس. عندنا ما فيه أي بدائل الكهرباء عم بتضل رايحة. طريقة التعاطي (التعامل) مع الملفات من كهرباء من غير كهرباء صايرة بتأثر زيادة على الناس أكثر. صارت كل الناس ضايق خلقها."

وكان المغربي واحدا من بين مئات اللبنانيين الذين شاركوا في مظاهرات بالشوارع يوم السبت (8 أغسطس اب) للمطالبة بحل دائم وواضح لأزمة القمامة في لبنان.

وقال الكاتب والمخرج اللبناني لوسيان بورجيلي وهو أحد منظمي حملة المظاهرات "الحركة اليوم (طلعت ريحتكم) هي جاية أكيد معناها فيها. إنه طلعت ريحة السياسيين. صراحةً زهقنا بقا ننطر (ننتظر) بالبيت الأشياء تتغير. ما حتتغير واحنا قاعدين بالبيت. حسينا نحنا كمواطنين طالع عبالنا نعيش ببلد فيه أدنى الخدمات. فيه أدنى الأشياء اللي تخلينا نعيش فيه بكرامة وقانون. إنه ننزل وندعي العالم اللي بيفكرو مثلنا إنه ننزل كلنا سوا (معا) ونطالب إنه أول شئ يكون فيه عندنا حل للنفايات ياللي كانت منتشرة بكل الطرقات. حل الأشياء الثانية مثل الكهرباء مثل المي (المياه) مثل الطرقات مثل حيا الله أي شئ احنا ما عندنا إياه وكمان أكيد التمديد ياللي نحن ضده."

واكتسبت حملة "طلعت ريحتكم" شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء أزمة القمامة في لبنان ودعت المواطنين للدعوة لمعالجة مشكلات أخرى كثيرة تواجه بلدهم.

واستغل كثير من اللبنانيين الفرصة لانتقاد السياسيين اللبنانيين الذين مددوا ولايتهم في مجلس النواب ولا يستطيعون اختيار رئيس للدولة.

وقالت الممثلة الهزلية اللبنانية باتريسيا داغر التي شاركت في مظاهرة بساحة الشهداء وسط بيروت عصر يوم السبت "ان شاء الله يكون عندهم ذرة إحساس ويفكوا كلهم سوا لأنه عيب اللي وصلونا عليه. نحن بلد طول عمرنا منفتخر في صار كيف ما بتبرم بتلاقي زبالة والله عيب موسم سياحي وصيف. يعني الزبالة هيدي صورتهم أكثر ما هي صورتنا. لأنه نحن لو عطونا مجال ننتخبهم ما كان صار في ها القد (هذا القدر من) الزبالة. يمكن كان فيه أقل بكثير."

وقال لبناني آخر شارك في المظاهرة يدعى مصطفى ياموت "المشكلة صارت أكبر بكثير من الحلول اللي هلا (هذا الوقت) عم تصير. مبدأيا الحلول بعدها هي نفسها ولازم ينتقلوا لحلول أخرى."

ومثلت حكومة الوحدة الوطنية مظهرا من مظاهر السلطة المركزية وساهمت في احتواء توترات طائفية لكنها جعلت الكثير من اللبنانيين يشعرون باحباط إزاء بلدهم ومستقبله.

خدمة الشرق الأوسط التلفزيوينة