أطلق جندي ليبي غاضب النار على مقر الحكومة في العاصمة طرابلس اليوم الأحد؛ مما أحدث حالة من الهلع خلال مظاهرات أمام المقر تطالب باستقالة الحكومة .
وأطلق الجندي الرصاص دون أن يصيب أحدا، قام بتكسير الباب الرئيسي للمقر، وهو يصيح “,”أمي أمي“,”، قائلاً إن والدته “,”اضطرت إلى بتر ساقها جراء تعفنها نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى“,” دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل .
وتسبب ذلك الهجوم على مقر الحكومة في حالة فزع بين صفوف عشرات المتظاهرين الذين يطالبون رئيس الوزراء علي زيدان بالاستقالة من منصبه، قبل أن يقوم بعضهم بإلقاء القبض علي الجندي بالقوة وتسليمه إلى قوات الجيش الليبي التي تحرص مبني رئاسة الحكومة والتحفظ عليه دون تقديم أي معلومات إضافية حول هويته .
وتظاهر اليوم العشرات من المحتجين علي أداء الحكومة أمام مقر رئاسة الوزراء، مطالبين المؤتمر الوطني العام بسحب الثقة من زيدان، الذي حملوه فشل الحكومة في إدارة السياسية في البلاد إضافة إلى الشكوى من الانقطاع المتكررة للكهرباء ومياه الشرب .
واتهم القيادي الإسلامي سامي الساعدي، في كلمة ألقاها امام المتظاهرين، رئيس الوزراء بـ“,”عرقلة بناء الجيش والشرطة“,”، مطالباً القضاء بـالتحقيق معه ، ومعتبراً أنه “,”نقص ما وعد به الشعب الليبي “,”.
وطالب المتظاهرون بـ“,”تشكيل حكومة أزمة تتكون من 10 وزرات على أكثر تقدير تدير الأزمة السياسية في البلاد وتسرع في انتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الجديد “,”.
ويواصل نواب المؤتمر الوطني العام مناقشة سبل الخروج من الأزمة، فيما يستمر نواب التيار الإسلامي في مساعيهم لإقناع حلفائهم من النواب المستقلين بالتصويت لصالح سحب الثقة عن الحكومة الانتقالية، والتي ستعرض خلال نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل على أكثر تقدير .
وقال محمد صوان، رئيس حزب “,”العدالة والبناء“,” في ليبيا إنه نجح في الحصول على دعم 100 من إجمالي أعضاء المؤتمر الوطني العام وعددهم 200 لسحب الثقة من الحكومة الائتلافية مهددا بالانسحاب نهائيا من الحكومة .
ووفقا للائحة الداخلية للمجلس الوطني، يمكن لـ 120 نائب سحب الثقة من الحكومة إذا صوتوا لصالح ذلك القرار .
جاء ذلك على خلفية أزمة سياسية حادة اندلعت بين الحزب، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وزيدان إثر زيارة أجراها الأخير للقاهرة الأسبوع الماضي، واعتبرها الحزب “,”مباركة“,” لما يصفه بـ“,”الانقلاب العسكري“,” في مصر .
ولحزب البناء والتنمية 5 حقائب وزارية في حكومة زيدان - التي تضم 24 حقيبة - هي: النفط، والاقتصاد، والكهرباء، والإسكان، والشباب والرياضة .
وتأتي الأزمة بين زيدان وحزب العدالة والبناء، فيما تتواصل الاحتجاجات بالشارع الليبي منذ يوم الخميس الماضي للمطالبة بإقالة الحكومة، متهمين إياها بالفشل في تقديم الخدمات للمواطنين .
وتعيش ليبيا أوضاعا أمنية متدهورة، وتردياً في الأوضاع المعيشية، وانخفاضا في سعر الصرف الدينار الليبي في ظل انخفاض الكمية المصدرة من النفط الليبي جراء الاحتجاجات والاضطرابات الأمنية .
الأناضول
