الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"سانت كاترين"..أكثر من 300 موقع أثري.. ومحصلة السياحة صفر.. التفويج وتعدد جهات الولاية من معوقات التنمية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مدينة سانت كاترين تعد أكثر مدن جنوب سيناء خصوصية وتميزًا، فهي أعلى الأماكن المأهولة في سيناء، حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها مجموعة جبال هي الأعلى في سيناء بل وفي مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها. هذا الارتفاع جعل لها مناخًا متميزًا أيضًا، فهو معتدل في الصيف شديد البرودة في الشتاء، مما يعطي لها جمالًا خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال، وأعلنت المنطقة محمية طبيعية وتاريخيًا، فأصبحت مدينة سانت كاترين مدينة داخل محمية، وهي منطقة ذات أهمية كبيرة.
تقع سانت كاترين على بعد 150 كيلو مترًا جنوب أبورديس ونحو 65 كيلو مترًا شرق نويبع فهي تتوسط جنوب سيناء وتبلغ مساحتها 819 كيلو مترًا مربعًا، ويعمل معظم السكان بالزراعة وبعضهم بالرعي، والبعض الآخر يعمل بالسياحة سواء في المدينة نفسها أو في سياحة السفاري في الأودية والجبال المحيطة به.
أهمية محمية سانت كاترين
تمثل نموذج للبيئات المرتفعة High Altitude Eco-system وتتميز بحياة برية نباتية وحيوانية غاية في التنوع. وبها 316 نوع نبات منها 19 نوع متوطن، وأعلن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) عام 1994 أن منطقة سانت كاترين هي أحد أهم مناطق التنوع النباتي في العالم.
ويستخدم البدو نحو 170 نوعًا من النباتات لأغراض طبية مما دعا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ومرفق البيئة العالميGEF لدعم حماية هذا التنوع من خلال مشروع صون النباتات الطبية، كما تتميز محمية سانت كاترين بوجود 25 نوعًا من الثدييات 36 نوعًا من الزواحف ( 27% من الأنواع الموجودة في مصر) يوجد نحو أكثر من 40 نوعًا من الفراشات (وهو أكبر تجمع للفراشات في منطقة ما في مصر) ومن بينهم أصغر فراشة في العالم.
كما ترجع أهمية محمية سانت كاترين الثقافية والاجتماعية إلى وجود أكثر من 300 موقع أثري يرجع تاريخها إلى عصور مختلفة داخل نطاق المحمية وأبرزها دير سانت كاترين أقدم دير عامل في العالم كله ويعود تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع الميلادي.كما تعيش على أرض محمية سانت كاترين (7) قبائل بدوية تتميز بثقافة خاصة ولهم حرفهم اليدوية المميزة.
ورغم كل هذه المقومات الطبيعية إلا أن هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا تحتضر السياحة في " سانت كاترين؟ ولا نسمع عنها شيئا إلا في المناسبات المحدودة؟
أرجع المهندس السيد عبد الصادق رئيس مدينة سانت كاترين في تصريحات لــ"البوابة نيوز" معوقات التنمية ككل في المدينة إلى تعدد جهات الولاية على الأراضي تعرقل أي نوع من التنمية على أرض المدينة، معللا بأن سانت كاترين هي مدينة داخل محمية طبيعية وهناك أكثر من جهة ولاية على أراضي المدينة سواء آثار والموارد المائية أو البيئة أو القوات المسلحة وغيرها، مشيرا إلى أن هناك مخطط إستراتيجي للمدينة حتى عام 2027 وتعدد جهات الولاية تقف حائلا بين تنفيذ هذا المخطط.
ولفت عبدالصادق، إلى أن كل أثر من الآثار حوله منطقة حرم الأثر ولا يجوز الاقتراب منها مسترشدا بأنه يجرى حاليا بناء بيوت بدوية في تجمع " المروة " وقبل بدء تنفيذ المشروع تم التنسيق مع كل الجهات المعنية وبالفعل تم البدء في تنفيذ المشروع وبدء المقاول في التنفيذ والبناء وبعدها بأيام قليلة فوجئنا بأن الآثار تطالبنا بتوقف البناء لإمكانية أو احتمال أن تكون منطقة البناء تابعة لحرم الأثر الخاصة بــ "تل المروة" وهي منطقة أثرية رغم بعد موقع البناء عنها تماما.
تفويج الأتوبيسات:
و"تابع" رئيس مدينة سانت كاترين أن تفويج الاتوبيسات على الطرق المؤدية إلى كاترين يمثل عامل طرد للسائح لأنه مضيعة للوقت وقد يستغرق ساعات طويلة تربك للسائح والزائر برنامجه الزمني لزيارة المدينة، وطالب رئيس المدينة بضرورة فتح طريق " فيران - كاترين " طوال اليوم وليس لساعات محدودة.
من جانبه قال الشيخ أحمد أبو راشد من مشايخ جنوب سيناء، إن الطريق الذي يربط سانت كاترين بالقاهره هو الطريق المعروف باسم وادى فيران الذي سبب صداع طال علاجه ولم يفتح منذ قيام الثوره بشكل كامل حتى اليوم لدواعى امنيه ونحن المشايخ مشاركة مع الأمن والجيش نسعى لفتح الطريق مؤكدا أنه قريبا سوف يعمل الطريق بشكل كامل.
كما طالب رئيس مدينة سانت كاترين بضرورة ادراج مطار سانت كاترين ضمن خطة البرنامج السياحي ولو رحلات نهارية، فالسائح يمكن أن يستقبله مطار سانت كاترين ويمكنه بعد ذلك تغيير الاتجاه إلى شرم الشيخ، مؤكدا أن تشغيل مطار سانت كاترين من العوامل الأساسية في ازدهار السياحة بالمدينة وهو الحل لمشكلة التفويج ومضيعة الوقت وسوء حالة الطرق وخاصة طريق سعال.
استياء أصحاب الشركات السياحية من عملية التفويج:
وفي نفس السياق أبدى بعض أصحاب الشركات السياحية بشرم الشيخ، استيائهم من عملية التفويج السياحي والذي يضطرهم للانتظار ساعات طويلة، مؤكدين أنه يؤثر على الحركة السياحية الوافدة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
وأكد "جمال أبوزيد"، مدير إحدى الشركات السياحية، أنه أحيانا ما يتم إلغاء رحلات بسبب عملية التفويج وقال"هشام محيي الدين"، نقيب المرشدين السياحين، إن رجوع رحلة بسبب التفويج مأساة حقيقية وعدم فهم حقيقة الأضرار التي تعود على السياحة.
من جانبه أكد رئيس مدينة سانت كاترين أنه جار بحث موضوع التلفريك من الناحية الأمنية فالموضوع محتاج دراسة مستفيضة لبحث وتحديد مواقع محطات التلفريك.
مجمع الأديان:
أكد رئيس مدينة سانت كاترين أنه بصدد وضع مقترح لتحديد مكان مجمع الأديان والذي يعد من مقومات التنمية السياحية بالمدينة.
من جانب آخر أعلن خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، خلال المجلس التنفيذي الأخير للمحافظة عن فتح باب التبرع لإقامة مجمع الأديان السماوية ويضم المجمع، رموز الديانات السماوية الثلاث ليؤكد للعالم أن مصر تحتضن الديانات السماوية الثلاث، وأشار المحافظ، أنه سيقوم بدعوة شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف، والبابا تواضروس لوضع حجر الأساس لانطلاق المشروع قريبا.
وأعلن رئيس مدينة سانت كاترين أنه تجرى حاليا عمليات تجميل وتطوير للمواقع الثرية والسياحية بدعم من وزارة السياحة مضيفا أن المدينة بصدد تخصيص قطعة أرض لإقامة محطة تعمل بالطاقة الشمسية.
وطالب الشاب أحمد صالح، طبيب الأعشاب في مدينة سانت كاترين، المسؤولين بمزيد من الاهتمام في مدينة سانت كاترين، معلنا أنه يوجد في كاترين أكثر من ثلاثمائة وخمسين نوعا من الأعشاب الطبية، ومنها تسعة عشر نوعا من العشب، لا يوجد في أي مكان في العالم، إلا في كاترين وعلى المسؤولين الحفاظ على هذه الأعشاب قبل انقراضها.