رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دور العرب في ملف حقوق الإنسان في إيران

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اندلعت مساء يوم الخميس الماضى، اشتباكات بين جماهير غاضبة تحت الحجارة والعصى مع عناصر من قوات الأمن الإيرانية على خلفية انتحار إحدى عاملات النظافة في أحد فنادق مهاباد الكردية في كردستان إيران، وقد لجأت قوات الأمن إلى استخدام العنف المفرط خلال تصديها للجماهير الغاضبة، واعتقلت العديد من الأكراد المتظاهرين، وقد أقدمت الفتاة الكردية، قرفناز خسروانى، على الانتحار بعد محاولة اغتصابها من قبل أحد موظفى أمن الفندق.
وقد اتسعت رقعة الاحتجاجات في المناطق ذات الغالبية السكانية الكردية في إيران، وصرح شمال بوكانى، المتحدث الرسمى لحزب آزادى كردستان إيران بـأن قوات الحرس الثورى وعناصر مخابرات النظام الإيرانى انتشرت بشكل واسع واقتحمت العديد من منازل الكرد واعتقلت عددا كبيرا منهم، ومع تعتيم الإعلام الإيرانى على الحدث وانشغال العالم العربى بقضايا مناطق الصراع الملتهبة في اليمن وسوريا وليبيا والعراق.
لم يحسن الإعلام العربى استغلال أحداث ومظاهرات الأكراد في إيران في فضح وتعرية النظام الإيرانى الفاشى في تعامله مع الأقليات، خاصة أن قضية الأقليات العربية في إيران ما زالت وستظل قائمة وشاهدة على أساليب القمع الإيرانية، خاصة أن العرب يخوضون حربًا مع إيران على ثلاث جبهات واضحة، سوريا والعراق واليمن، وعندما شن «التحالف العربى» هجماته ضد الحوثيين المدعومين إيرانيا رحبت الأقليات العربية داخل إيران بعاصفة الحزم، حيث أكد أمين عام الجبهة الديمقراطية الأحوازية، صلاح أبوشريف، أن عاصفة الحزم التي تقودها السعودية خففت الضغط على الأهواز، وأن التحرك العسكري العربى في اليمن منح مطالب القوميات غير الفارسية في إيران زخمًا كثيرًا ودفعها للتفكير في تدشين مشاريع معارضة جديدة تعتمد على توحيد الجبهات غير الفارسية، بعد أن ثبت أن إيران ليست بهذه القوة المزعومة، ودعا أبوشريف الدول العربية إلى تبنى قضية شعب الأهواز العربى، وكشف عن اتصالات ومفاوضات مستمرة مع بعض الدول العربية وغير العربية للتعاطى فعليا مع ملف الانتهاكات التي يمارها النظام الإيرانى أمام الأوساط الدولية. وتجدر الإشارة إلى أن الدول العربية لم تنجع وقائعيا وإعلاميا في دعم قضية الأقليات في إيران، حيث لم تتناول وسائل الإعلام العربية المؤتمر الذي تم عقده في جنيف يوم الخميس 19 مارس 2015 تحت اسم «مؤتمر الأقليات والقوميات غير الفارسية في إيران»، وقد حضر المؤتمر المقرر الخاص للأمم المتحدة لحالة حقوق الإنسان في إيران، وهو الدكتور أحمد شهيد، كما حضر خبراء مستقلون من مجموعة الأقليات ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، كما حضرته المحامية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادى، إضافة لمشاركة العشرات من المنظمات الحقوقية ونشطاء حقوق الإنسان التابعين للشعوب غير الفارسية والأقليات العربية في إيران، وقد ناقش المؤتمر قضايا الأقليات في إيران من العرب الأهواز والزتراك الإزارين والبلوش والأكراد والتركمان، إضافة إلى حقوق الأقليات الدينية كأهل السنة والمسيحيين والبهائيين وغيرهم، وقد أكدت شيرين عادل في كلماتها "أن القوميات في إيران ما زالت محرومة من أبسط حقوقها، حتى تلك التي يؤكد عليها الدستور الإيرانى الحالى" كحق تدريس اللغة الأم، كما ألقى الدكتور كريم عبديان، رئيس منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، كلمة قال فيها إن منطقة الإهواز عانت من الاضطهاد السياسي والثقافى والاجتماعى والاقتصادى من قبل نظامى الشاه والجمهورية الإسلامية في إيران، ويعانى السكان الأصليون من التمييز العنصرى وانتهاكات حقوق الإنسان إلى درجة اعتبرتهم الحكومات الإيرانية المتعاقبة مواطنين من الدرجتين الثانية والثالثة، وأشار تيمور إلياس، مدير جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في كردستان إيران، إلى ما يتعرض له الشعب الكردى من اضطهاد، وأكد أن أكبر نسب الإعدامات السياسية التي نفذت خلال حقبة رئاسة روحانى كانت ضد نشطاء الأكراد، وقد أكد المراقبون للشأن الإيرانى أن طرح ملف حقوق القوميات الإيرانية في اجتماع الأمم المتحدة بالتزامن مع المفاوضات الإيرانية، يعتبر مؤشرًا على طرح ملف حقوق الإنسان في إيران ضمن المفاوضات التي جرت حول الملف النووى، فإذا كانت أمريكا والغرب يستغلان ملف حقوق الإنسان في التفاوض مع إيران، فلماذا لا تشرع الدول العربية في استخدام هذا الملف في حربها المعلنة ضد إيران، خاصة أن الأخيرة تخوض حربًا بالوكالة عن طريق حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وقوات الحرس الثورى في العراق.
يجب على الدول العربية أن تستفيد من «ورقة» ملف مطالب القوميات غير الفارسية في إيران، لدعمها في حربها ضد نظام القمع الإيرانى عن طريق وضع آليات جادة في التواصل مع هذه الأقليات، خاصة أن هذه الأقليات نجحت في تدشين العديد من المنظمات الحقوقية، والتواصل مع المحافل الدولية، وبالتالى نستطيع مواجهة المخططات الإيرانية لتصدير الثورة خارج إيران والتلاعب بالملفات العربية.