رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مراكز المرجعات النهائية جامعات موازية لهدم التعليم وإفساد الطلاب.. مالكوها: "ماحدش يقدر يقفلها وأعضاء هيئة تدريس بيسربوا لنا الامتحانات".. وأستاذة: "سرقة واحتيال.. ويجب تطبيق القانون فورا"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد أورقة المكتبات والمراكز المجاورة للجامعات حالة من الانتعاش، وتحولت إلى جامعات موازية ما بين طبع مراجعات نهائية، وتصوير ملازم، وسط تهافت طلابي عليها تكاد لا تراه في المدرجات الجامعية نفسها، حيث تباينت آراء الطلاب فيها، حيث أكد بعضهم أنهم ضحايا للأساتذة والعملية التعليمية الفاسدة لسنوات طويلة، فيما اتهم اصحاب المكتبات أعضاء هيئة التدريس بالجشع والسعى وراء المكاسب وتسريب الامتحانات، في حين رأى أساتذة الجامعات أن بيع الملخصات مفسدة للطلاب.
وأوضح أحمد طه، طالب بالفرقة الرابعة كلية الآداب جامعة حلوان، أنه لا يعتمد على المراجعات النهائية التي تقدمها المكتبات والمراكز الخارجية لأنها لا تضيف أي جديد، بل على العكس ضررها أكثر من نفعها، مشيرا أنه يعتمد على الكتاب الجامعي فضلا عن حضور المحاضرات، حتى يتسنى له الحصول على تقدير في الامتحانات، لافتا إلى أن الاساتذة يطالبونهم بعدم الاعتماد على المراجعات النهائية ويهددونهم بالرسوب في المادة إذا أحس الاستاذ بأن الطالب استعان بتلك المراجعات.

الإجبار على شراء الكتب
فيما أشاد حسام مبروك، الطالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة حلوان، بالمراجعات النهائية، شاكيا من صعوبة المذاكرة من الكتاب الجامعي، إضافة إلى قيام  بعض أعضاء هيئة التدريس بإلغاء بعض المقررات مما يصيب الطلاب باللبس بين ما شرح وما لم يشرح، مؤكدا أن مراجعات المراكز توفر له الوقت والجهد في تجميع المادة العلمية في شكل منظم يسهل مراجعته، متعجبا من الأساتذة الذين يجبرون الطلاب على شراء الكتاب وليس في استطاعهم شراءها.

خدمة للطلاب

يقول س. م، صاحب مركز موجة للخدمات التعليمية المتخصص في بيع ملازم ومراجعات كلية التجارة: إن مراجعات المكتبات لا تضر الطالب بل على العكس تقدم له المساعدة للنجاح في الامتحانات، مشيرا إلى أن المركز يلتزم بكتاب الاستاذ بجانب المحاضرات، ويقدم محتوى ملخصا للطالب حتى يسهل عليه مذاكرته، خاصة مع استعانة المراكز بأوائل الدفعات والمعيدين لشرح المواد التعليمية سواء في شكل أوراق مطبوعة أو محاضرات شفهية.

تسريب الامتحانات

أما أ. ك، صاحب مركز "لوك" المتخصص في كلية الحقوق، فيلقي اللوم على العملية التعليمية عامة والأستاذ خاصة، لأنه يفرض الكتاب على الطلاب بسعر مرتفع للغاية، بل ويجبرهم على ذلك من خلال تقديم "الشيت " المرفق بالكتاب، مضيفا انهم كمراكز لا يتم الإخلال بالمحتوى العلمي، بل إنه يقدم من أول يوم في الدراسة شرح المواد عن طريق دمج المحاضرة بالكتاب.
وبخصوص المراجعات النهائية أوضح أن مستوى الطلاب مختلف، فهناك طالب يريد النجاح فقط، فيلجأ للمراجعات النهائية، وهناك من يريد الامتياز فيواظب على شراء شرح جميع المحاضرات،إضافة إلى المراجعات النهائية التي تكون على شكل سؤال وإجابة.
وأضاف: يوجد بعض الأساتذة والمعيدين الذين يتعاملون معنا بمقابل مادي، بل إنهم يسربون الامتحانات للمراكز والمكتبات، ليضعوها في الصفحات الأولى للمراجعة النهائية، وبالتالي تكسب المكتبة المصداقية عند الطلاب، ساخرا من أن أصحاب المكتبات والمراكز ليسوا سحرة ليتوقعوا أسئلة الامتحان، لكن تسرب إليهم الامتحانات سواء من الدكتور ذاته أو من المعيد.
ويستهزئ أحمد همام، صاحب مكتبة الفرسان المتخصصة في كلية الآداب، ببلاغات الأساتذة ضد المكتبات والمراكز، قائلا: "خليهم يبلغوا زي ماهم عاوزين"، مؤكدا أنه ليس باستطاعة أحد أن يغلق المكتبات أو المراكز التعليمية.

خريج غير كفء
ويرى الدكتور جمال شنب، الاستاذ في كلية الآداب جامعة حلوان، أن المراجعات النهائية مشكلة كبيرة تضر بالعلمية التعليمية برمتها وليس التعليم الجامعي فقط، مشيرا إلى أنها ليست وليدة اللحظة، إنما هي نتاج 30 عاما من الفساد الإداري والبيروقراطي والمالي في سياسات التعليم، ما أدي لخلق سياسات تعليمية موازية للمدارس والجامعات تتمثل في المكتبات والمراكز، مؤكدا أن المراجعات النهائية تؤدي إلى تعطيل عمل القوى المعرفية والفكرية للطالب، وتجعله غير كفء في مسئوليته الأخلاقية والمهنية، موضحا أن المشكلة ليست فقط في أصحاب المكتبات والطلاب فحسب،ولكن في المجتمع أيضا،فالفقر والبطالة والإحباط لا يمكن إغفالهم عند مناقشة هذه القضية.
وتساءل شنب: كيف تقف وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي مكتوفتي الأيدي في مواجهة الدروس الخصوصية وملازم المراجعات النهائية؟ مطالبا بربط عملية التعليم بمستقبل العمل للطالب، حتى يكون لديه الدافع للاستذكار والاجتهاد في تخصصه، واصفا ضمير المعيدين والأساتذة الذين يتعاملون مع المكتبات والمراكز التعليمية الخارجية بغير الحي، لأنهم يشاركون في "هدم العملية التعليمة، مطالبا بضرورة محاسبة من يثبت تعامله مع المكتبات والمراكز الخارجية من الأساتذة والمعيدين، حتى لو إقتضي الأمر فصلهم من الجامعات، وضرورة إعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة وعلي رأسهم المؤسسات التعليمية.

كارثة إنتاج الجهل:
ووصفت الدكتورة أحلام الدمرداش، الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، المراجعات النهائية "بالمصيبة والكارثة "، حيث أن  أصحاب المكتبات يسرقون جهد الأساتذة ويعرضونهم للخسارة، قائلة: إن الاستاذ يطبع الكتاب ليقوم صاحب المكتبة بنسخه وبيعه للطلاب في شكل مراجعات نهائية تؤدي إلى تخريج طالب جاهل لا يعلم شيئا.
وأشارت الدمرداش إلى أن الجامعة توفر نسخ مجانية ومخفضة من الكتب للطلاب غير القادرين، حتى لا يقعوا ضحية لأصحاب المراكز والمكتبات، مؤكدة أنها على المستوى الشخصي تتعرف بسهولة على الطالب المستعين بالمراجعة النهائية من خلال إجابته في ورقة الامتحان، وتتعمد أن تنقصه درجات حتى لا يتساوى بالطالب الذي اجتهد طوال العام، مطالبة بتطبيق القانون والرقابة على أصحاب المكتبات وتفعيل قانون الملكية الفكرية الذي يجرم أصحاب المكتبات الذين يسرقون جهد الأستاذ.