رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

مؤتمر "مكة" يطالب المجتمع الدولي بمواجهة التطرف والإرهاب

التطرف والإرهاب
التطرف والإرهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشر الإرهاب في الأونة الأخيرة بصورة غريبة.. فأصبح لا يمر يوم إلا ونسمع في الأخبار العالمية والإقليمية عن الإرهاب والإرهابيين، وعملياتهم لمختلف دول العالم وبكل الأشكال.
فالإرهاب صورة من صور العنف التي عرفها المجتمع الدولي، تطور مع تطور المجتمع ومع العلاقات الاجتماعية المختلفة، وساهم في ذلك التطور التكنولوجي المذهل في وسائل المواصلات والاتصالات وعالم المعلومات، بحيث أصبح للإرهاب خطورة أكثر مما مضى، وهذا ما نلمسه من خلال تزايد العمليات الإرهابية المصحوبة بزيادة في أعداد الضحايا مع اتساع نطاق هذه العمليات ليتعدى الحدود الجغرافية للدولة إلى دول أخرى، ناهيك عن ظهور أشكال وأساليب جديدة مستعملة في هذه العمليات الإرهابية والمستخدمة لآخر ما توصل إليه التطور العلمي والتكنولوجي كاستخدام المتفجرات الدقيقة الصنع وذات التحكم عن بعد بواسطة الحاسوب أو الهواتف المحمولة.
واكتسبت ظاهرة الإرهاب، أبعادا خطيرة في الآونة الأخيرة، واتسع نطاق انتشارها بصورة تدريجية خلال هذه الفترة لتبدأ مرحلة جديدة من مراحلها بانتقالها من الإرهاب المحلى العشوائي إلى الإرهاب الدولي المنظم.
وتزامن ذلك مع انطلاق وظهور تنظيمات إرهابية جديدة على الساحة الإقليمية والدولية، وأصبح لا يفرق بين مدني وعسكري ودون التفرقة بين دين أو جنس، حيث أن العنف أصبح غير مبرر بغرض تحقيق هدف سياسي معين من خلال ممارسة أعمال إرهابية موجهة ضد الدولة ومواطنيها والتي من شأنها إثارة الرعب وترويع الآمنين وتخريب الممتلكات العامة، وهو ما ينطبق تماما على ما يحدث في الكثير من دول العالم حاليا ومن بينها مصر.
ولذلك فإن الإرهاب أصبح يشكل خطرا لابد من مواجهته بكل قوة وحزم، خاصة أن تلك التنظيمات الإرهابية تستتر وراء الدفاع عن الدين الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية وهم أبعد ما يكون عن الإسلام وليس لهم علاقة به فهم يشوهون صورة الإسلام ويسيئون له ويستبيحون قتل الأبرياء مثلما حدث في مذبحة قتل المصريين الأبرياء في ليبيا على أيدي مسلحي تنظيم داعش والهجمات الإرهابية التي تحدث في سيناء والحادثة العالمية الشهيرة التي حدثت في صحيفة شارل إيبدو وغيرها وغيرها من الجرائم التي ترتكب في حق البشرية تحت راية وشعار الإسلام.
إن الإسلام دين يرسخ الأخوة والسلام والمحبة والتسامح بينه وبين البشر بخلاف ما يروج له الحاقدون، كما أن هناك نصوصا كثيرة وردت في القرآن الكريم تدعو إلى التعايش السلمي بين البشر.
فالمجتمع الإسلامي يعاني في الفترة الأخيرة من ظهور جماعات متطرفة وعنيفة باسمه، وهذه الجماعات بمختلف مسمياتها لا تزال تكفر المجتمعات، وتستبيح الدماء المعصومة، وتعبث في الأرض خرابا وفسادا وتدميرا، وتلك ممارسات حاربتها العقيدة الإسلامية بمبادئها وتشريعاتها.
وإزاء ذلك فإن جميع دول العالم مطالبة اليوم بمواجهة تلك الظاهرة ومحاربتها والحيلولة دون تمددها، وبمحاربة كل التوجهات الداعمة للتنظيمات الإرهابية، ولكل الأصوات المروجة للطائفية والحزبية.
ولذلك، عقدت المملكة العربية السعودية، مؤتمر "الإسلام ومحاربة الإرهاب"، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وشارك به أكثر من 400 من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، والذي يختتم أعماله اليوم.
افتتح المؤتمر، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، مؤكدا في كلمته أن الجماعات الإرهابية المتطرفة تعتاد أساليب متوحشة وممارسات غير إنسانية في تنفيذ جرائمها البشعة، مضيفا أنها "تتحرك مثل الظمآن إلى القتل وقطع الرءوس وحرق الأبرياء وهم أحياء، لإشاعة الذعر والخوف والرهبة في قلوب الناس".
وتأتى أهمية هذا المؤتمر انطلاقا من الظروف الخطيرة التي تمر بها دول العالم، حيث أن الأحداث التي يمر بها معظم تلك الدول دقيقة وحرجة وتقتضي العمل على التصدي لتلك الظاهرة ومحاولة احتوائها، فهي إضافة إلى ما تشكله من أخطار وخيمة وعواقب كبرى لكافة المجتمعات البشرية الآمنة دون استثناء تسيء في الوقت نفسه لصورة الإسلام أمام الرأي العام العالمي، وتحاول تشويهها بتلك الأفاعيل الإجرامية الخبيثة.
ومن خلاله تم توضيح ما يجرى حاليا من محاولات من جهة أو جهات لربط الإسلام بالذات بالإرهاب دون غيره من الأديان، مؤكدين أن الدين الإسلامي يرسخ الأخوة والسلام والمحبة والتسامح بينه وبين البشر بخلاف ما يروج له الحاقدون، كما أن هناك نصوصا كثيرة وردت في القرآن الكريم تدعو إلى التعايش السلمي بين البشر.
وقد أوضح أيضا الفرق بين الجهاد الذي خاضه المسلمون عبر تاريخ الفتوحات وبين الأعمال الإرهابية أو ما يسمى بالعنف الديني وبينوا أن مفهوم الجهاد وأنواعه معروفة لأهل العلم.. وأن الجهل بالشريعة ومقاصدها وأحكامها من أكبر أسباب الإرهاب، وأن هذا الجهل آفة خطيرة تنخر في مجتمعنا المسلم، وآثارها ضارة وهي ليست قاصرة على أمتنا بل تمتد في كل مكان وزمان، وقد حث المؤتمر وشدد على ضرورة محاورة الشبان المتطرفين، والبدء في حرب شاملة ضد التطرف والإرهاب، بدءا من منابر المساجد ووسائل الإعلام.
ولذلك فإن كل دول العالم مطالبة اليوم بمواجهة تلك الظاهرة ومحاربتها والوقوف يدا واحدة لمواجهة هذا العدو الآثم.. وقد بادرت مصر بالدعوة التي قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسى لإنشاء قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب حيث أوضح أن الوضع في المنطقة العربية أصبح في أمس الحاجة لتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة بشكل يومي، لمهاجمة خطر التشدد الإسلامي في المنطقة العربية، وهذه الفكرة ستعزز من توحيد الجهود الوطنية في الإطار الإقليمي لمواجهة الجماعات الإرهابية والأخطار الأمنية التي يشهدها الوطن العربي.