الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حقا امريكا .. هي صانعة، وراعية الارهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طالعتنا الصحف يومي 25، 27 يناير الماضي بخبر قيام وفد من الجماعة الارهابية "جماعة الاخوان المسلمين" بزيارة الولايات المتحدة الامريكي، والذي كان يضم مها عزام الناشطة الاخوانجية والعضو الدائم في وفود الجماعة لبرلمانيات اوروبا، والقاضي المعزول وليد شرابي، وجمال حشمت النائب السابق، وكذلك عبد الموجود الدرديري مؤسسة مركز الاقصر الاسلامي العالمي، وتم تنظيم ندوة لهم بمعهد الصحافة بواشنطن، والتقوا بالجالية المصرية بنيويورك حيث عقدوا مؤتمرا، والتقوا بأحد مساعدي وزير الخارجية جون كيري بمقر الوزارة بواشنطن، وطالبوا الادارة الامريكية بوقف المعونة الامريكي لمصر، وعدم دعم المؤسسات الدولية لها.
اما القاضي المعزول وليد شرابي فحيا احداث المطرية حيث قال "بعد البطولات الرائعة لأهالي المطرية تمنيت لو ان مصر كلها مطرية"، وانتقد وزير الخارجية المصري هذا المسلك، وطالب بتفسير الا ان الادارة الامريكية لم تقدم مبررًا مقنعًا لذلك.
وما ان حدث الحادث الارهابي الاليم الذي تعرضت له أبنية، ومقار القوات المسلحة، وسقط العديد من الشهداء، والمصابين "عسكريين، ومدنيين بخلاف الخراب، والدمار، والارهاب، والفزع الذي عم بين المواطنين حتى سارعت الادارة الامريكية بإدانته، واعقب ذلك مقال في النيويورك تايمز الامريكية تدافع عن الاخوان، وتتهم الحكومة بإخفاء عدد شهداء سيناء بينما نجد المتحدثة باسم الخارجية الامريكية عقب قيام الجيش الاسرائيلي بقصف جنوب لبنان عقب مقتل جنديين بها على يد حزب الله بأن تؤيد ذلك مؤكدة حق اسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها، ان ازدواجية المعايير السياسية للإدارة الامريكية، والكيل بمكيالين يظهر التناقض الحاد ما بين ما تبطنه، وما تعلنه، وهذا اجابة شافية للسؤال والصيحة التي اطلقها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش عقب احداث 11 سبتمبر 2001 "لماذا يكرهوننا".
ونقول له ان اغلبية شعوب بلدان العالم الثالث، وبالخصوص الشعوب العربية اصبحت تعلم تمام العلم الاهداف الخفية لكم في منطقتنا بالرغم من حملات الزيف الاعلامي، وتشويه الحقائق فلا يمكن ابدا اعتبار المقاومة الفلسطينية ارهابًا، وما تقوم به اسرائيل دفاعًا عن النفس ؟! وجماعات الشر والارهاب كجماعة الاخوان المسلمين والتنظيمات التي خرجت من احشائها كالقاعدة، وداعش مقاومة ؟!
الا بعد ذلك تناقض حادا بين ما تعلنوه من شعارات الحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان كوسيلة لتجنيد الجواسيس واضفاء العلانية على عملهم لصالحكم.
واهدافكم في منطقتنا هي
1- امن الكيان الصهيوني وضمان تفوقه على كافة الدول العربية.
2- ضمان تدفق البترول العربي بأسعار مناسبة لاحتكاركم وحلفائكم.
3- ضمان بقاء الانظمة العربية الحليفة لهم حتى ولو كانت تنتهك مواثيق حقوق الانسان بما يضمن عدم وصول قوى وطنية للحكم تحظى بشرعية شعبية حقيقية خوفا من تعديل سياستها تجاه الغرب كما حدث في ايران.
وهذا يفسر سعي الولايات المتحدة الامريكية عقب هجمات "سبتمبر 2001" الى فرض نمط حكم في الدول العربية يتماشى مع مصالحها الاقليمية حيث غزت العراق في 2003، وبدلا من اقامة نظام ديمقراطي حقيقي الا انها اقامة دولة طائفية وذلك بتمكين الشيعة من الحكم الامر الذي الحق الفشل بالمشروع الامريكي، ولم تجد الادارة الامريكية سوى خلق واقع جديد في المنطقة من خلال اشاعة "الفوضى الخلاقة" تمهيدا لتمكين التيار الاسلامي السني ممثلا في جماعة الاخوان المسلمين في السيطرة على الحكم، وبدعم تركي، قطري، والدول الاوروبية، وركوب ثورات الربيع العربي كوسيلة لتحقيق هذا المشروع، ومكنت جماعة الاخوان الارهابية من سرقة ثورة الشعب المصري في 25 يناير بمساعدة الطابور الخامس الذي قامت بتدريبه بشكل جيد من اجل هذا الغرض كما شجعت الاخوان المسلمين في ليبيا في مطلع عام 2012 من الوثوب على السلطة وذلك من خلال التحالف مع نواب، ومسئولين تنفيذيين سابقين موالين للقاعدة، وداعش مع حملة اغتيالات لقيادات الجيش الليبي حتى كان اعلان داعش ان ليبيا بوابته الاستراتيجية لدولة الخلافة، وتركت امريكا الحوثيين يسيطرون على اليمن بعد التفاهم مع ايران، وثم اقامة معسكرات لتدريب الارهابيين سواء في ليبيا او في جبل مريم بالسودان.
ومن المعلوم ان تنظيم القاعدة صناعة المخابرات المركزية الامريكية، وجميع قادته بما فيهم اسامه بن لادن تم تدريبهم في معسكراتها التي تم اقامتها بأفغانستان، وداعش امتداد للقاعدة، وكوادرها اعدوا بالمعسكرات الامريكية بالعراق تحت حجة الاستيقاف، والاعتقال لاستخدامهم في بث الرعب حتى تعود امريكا للعراق مرة اخرى، وذريعة للتدخل المسلح في سوريا، والقوات الاسرائيلية تعمل جهارا نهارا في الارض السورية بحري، وجميع المصابين في العمليات الحربية يتم علاجهم في المستشفيات الاسرائيلية سواء من الجيشين الحر وداعش.
ان اشاعة الفزع، والرعب، والخوف ما بين الشعوب العربية خاصة الاقليات المسيحية او الكوردية يساعد امريكا على العودة مرة اخرى سواء في الوجود العسكري المباشر او اقامة قواعد في البلاد العربية مع ترويج، وازدهار تجارة السلاح الامريكي مما يساع على تطويره ليواكب سباق التسلح.
وهذه الجماعات الارهابية خرجت من احشاء الجماعة الارهابية الام وهي جماعة الاخوان المسلمين التي استأثرت بالسلطة في مصر وحدها عقب ثورة 25 يناير، واقضت باقي القوى السياسية الاخرى الشركاء والفاعلين الاساسيين لهذه الثورة. كما قصرت الوظائف والخدمات على المواليين لهذه الجماعة ومن يدور في فلكهم، والاعتداء على حرية الرأي والتعبير خاصة حرية الصحافة بإحالة الصحفيين لمحكمة الجنايات كما حدث للأستاذ/ اسلام عفيفي الصحفي ورئيس تحرير جريدة الدستور سابقا، والتعدي على القضاء المصري سواء محاصرة المحكمة الدستورية او نادي القضاة، ومحاصرة مدينة الاعلاميين لمنع الاعلام عن كشف الحقيقة، وخطف الجنود المصريين بالعريش وحتى الان لا نعرف مصيرهم، وقتل الاخرين الامر الذي دفع الشعب المصري بثورته العظيمة والكبيرة في 30 يونيه وانضمام الجيش، والشرطة لهم، وبدلا من ان تقوم الادارة بتأييد هذه الثورة التي تعد ثورة حقيقية من اجل الحرية، والديمقراطية، ومبادئ العدالة، وحقوق الانسان الا انها اعتبرتها انقلاب !؟!.
الامر الذي اثار كراهية الشعب المصري للإدارة الامريكية ورجالها في مصر، وعقب فض اعتصامي رابعة، والنهضة المسلحان شتت هذه الجماعات حرب ابادة ضد الشعب المصري سواء انفجار السيارات المفخخة او زرع العبوات الناسفة، واغتيال ضباط وجنود الجيش والشرطة، واقتحام الاقسام وقتل الضباط، والتمثيل بجثثهم كما حدث في كرداسة وهذه الجرائم يندي لها الضمير الانساني، وكان يجب على امريكا وحلفاءها ان يدينوا هذه الجرائم البشعة واحالتهم للمحكمة الجنائية الدولية بدلا من استقبالهم في الكونجرس الامريكي لانهم مجرمي حرب وابادة للشعوب العربية.
وهذا المسلك الامريكي يتسق مع موقفها من قضايا الشعب الفلسطيني العادلة خاصة حقه في اقامة دولته المستقلة على الاراضي الفلسطينية التي تم احتلالها منذ 1967، واستخدام الادارة لحق الفيتو، وعدد مرات استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو خلال الفترة من 1972 حتى 2011 بلغ 55 مرة مع استمرار تدفق المساعدات العسكرية في شكل احدث ما توصلت اليه الة الحرب الامريكية ليتم اختياره في الشعب الفلسطيني، وخير دليل ما حدث في حرب الكيان الصهيوني على شعبنا العربي في غزة، وحصول اسرائيل على احدث ما تنتجه الترسانة الامريكية ليس قاصر على الحصول على الالة فقط بل تحصل على حق تصنيعها واذا لم توافق الادارة الامريكية يتم سرقة تصميمها لصناعتها بإسرائيل، وتصديرها لكافة الدولة بالمخالفة للقانون الامريكي نفسه، واخيرا بالرغم من ان الارهاب رد لصدر الشعب الامريكي في سبتمبر 2001 "احداث سبتمبر"، وحلفاءها خاصة فرنسا " اخيرا " الا اننا يمكن لنا القول بأن امريكا حقا هي صانعة وراعية الارهاب على مستوى العالم.