الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

حارس الجراج: الوهم دفعني لقتل صديق عمري بعد ما اتهمته بسرقة الموبايل

بعد تعاطيهما «حشيش مغشوش»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«تربطنا علاقة صداقة منذ فترة كبيرة، نسهر يوميا ونقضى ليالى حمراء مع بعض الفتيات، بعد أن نشرب المخدرات والحشيش، هو صديق عمرى، ولا أنكر ذلك، وكنت دائما ما أجده بجانبى فى الشدة، ولما ضاق بى الحال لم أجد غيره للاعتماد عليه، هو كان راجل كسيب ومعاه فلوس كتير، وكنت بستريح ليه أكثر من إخوتي».. بهذه الكلمات بدأ حارس الجراج اعترافاته فى واقعة قتل صديقه، متناولا تفاصيل ما حدث فى الليلة السوداء.
المتهم الذى تخلص من صديق عمره تحت تأثير المواد المخدرة، صدم من فعلته بعد أن عادت قواه العقلية لطبيعتها، فلم يكن هاتف محمول يستحق أن يفعل ذلك بصديقه، ولا أن يقضى ما تبقى من حياته خلف الأسوار.
حارس الجراج قال فى اعترافاته أمام النيابة العامة بمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة: «أنا وحسين أصدقاء منذ فترة كبيرة، وهو متعود كل يوم يسهر معايا فى الجراج حتى مطلع الفجر، وكنت بشترى مخدرات وحشيش، وأجيب فتاة أو أكثر لقضاء ليلة حمراء، وأنتظره حتى ينتهى من عمله على التوك توك لبدء السهرة اليومية، وكنت قد تعرفت عليه عن طريق صديق مشترك بيننا، وصار مع الأيام أكثر قربا منى، واعتبرته أخويا لأنه كان راجل معايا».
الواقعة التى ثارت مسار حديث أهالى أبوالنمرس، جسدت معنى خيانة الأصدقاء، فلم يكن قائد التوك توك يعلم بأن حياته ستنتهى على يد صديقه حارس الجراج. وروى المتهم أمام وكيل النيابة تفاصيل الحادث، قائلاً: «جاء حسين بعد أن أنهى عمله على التوك توك الخاص به، وطلب منى اصطحابه لشراء قطعة حشيش، وفى اليوم ده كان عندى شغل كتير ومكنتش فاضى، فطلبت منه تأجيل السهرة لليوم التالى، لكنه كان لديه إصرار كعادة كل يوم، وبالفعل وافقت على طلبه وتناولنا العشاء سويا ثم بدأنا فى تدخين قطعة الحشيش، ومع أول «خابور» شعرت أن الحشيش مضروب، فأنا أتعاطى الحشيش منذ سنوات، وأستطيع التفريق بين الجيد والمغشوش، وشعرت بدوخة غريبة، لكن كنت أقول لنفسى إنها خيالات، وجلسنا نغنى ونضحك حتى منتصف الليل».
وأضاف: «قبيل صلاة الفجر، شعرت برغبة فى النوم، فطلبت من صديقى توصيلى للمنزل فى منطقة الطالبية، وأثناء قيامى بالبحث عن هاتفى المحمول لم أجده، وتصادف أن التليفون غير مشحون، فتحدثت إلى صديقى، قائلا: الليلة حلوة مش عاوزين نخرج عن المزاج طلع المحمول بالذوق، وكنت أعتقد أنه أخفى الهاتف كنوع من المزاح، لكن وجدته ينكر وجود الموبايل معه، وشعرت بأنه يحاول سرقة الهاتف المحمول».
واستطرد قائلاً: «قمت بالبحث عن الهاتف أسفل الكراسى، وفى الغرفة التى نجلس فيها، لكنى لم أعثر عليه، وأمسكت بالجاكت الذى يرتديه واجتذبته بالقوة محاولا تفتيشه، قائلاً: مش هتخرج من هنا غير والموبايل معايا، أنا عاوز أعرف هو فين»، فكان رده بأنه لا يعلم شيئا عنه، حتى تطور الأمر بينى وبينه إلى مشاجرة، قمت على إثرها بخنقه بالجاكيت الذى يرتديه حتى فارق الحياة، ثم فوجئت بعدها أن الهاتف كان فى جيبى، ولم أكن أشعر به».
وفى نهاية التحقيقات، أكد المتهم أنه لم يكن يقصد قتله نهائيا، خاصة أنه صديقه منذ سنوات، وأن الشيطان سول له ارتكاب الجريمة، وأن صديقه سرق التليفون المحمول منه بعد أن تناول الحشيش المغشوش، حيث قام بوضع جثته فى جوال ونقله للتوك توك، وسار به حتى وصل إلى مصرف أبو النمرس، وبعد أن تأكد من خلو الطريق من المارة، قام بإلقائها فى المياه، ليكتشفها الأهالى طافية على سطح الترعة، بعد يومين من وقوع الحادث.
وكان اللواء محمود فاروق، مدير مباحث الجيزة، تلقى إخطارا من العميد عبد الحميد أبو موسى، مفتش مباحث الجيزة، يفيد بالعثور على جثة «حسن. م» سائق توك توك، ومقيم بدائرة قسم الجيزة، ولا توجد بها إصابات ظاهرية، وبسؤال شقيقه من الأم « يوسف. م- ٥٣ عاما- موظف»، قرر أن المتوفى متغيب عن المنزل منذ أيام.
وبتشكيل فريق بحث، بقيادة المقدم محمد عليان، رئيس مباحث قسم شرطة أبو النمرس، تم التوصل إلى أن مرتكب الجريمة، صديق القتيل، ويدعى «ياسر.ج -٢٢ عاما- حارس جراج»، ومقيم بدائرة قسم الطالبية.
وعقب تقنين الإجراءات، تمكن رئيس وضباط وحدة مباحث المركز من ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الحادث، عقب حدوث مشادة كلامية بينه وبين المجنى عليه أثناء تعاطيهما المواد المخدرة، وأنه شك فى استيلاء القتيل على هاتفه المحمول، حيث قام بخنقه بذراعه إلى أن تأكد من وفاته، وتحرر بالواقعة المحضر اللازم، وباشرت النيابة التحقيقات.
من النسخة الورقية