السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كوكتيل غباء ..!!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مافعلته " شارلى إيبدو" فى عددها الأول بعد الحادث الإرهابى الذى تعرضت له من إهانة للدين الإسلامى وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليس له إلا وصف واحد .. أنه " كوكتيل غباء" .. غباء سياسى وصحفى ودينى واقتصادى واجتماعى.
واذا كانت "القاعدة" قد اجرمت عندما هاجم مسلحوها الصحيفة الفرنسية وقتلوا 10 صحفيين وشرطيين بزعم الانتقام لإهانة الصحيفة للإسلام من قبل رغم أن الإسلام منهم براء .. فإن الجريدة أجرمت جرماً أفظع عندما اختصرت الدين الإسلامى ورسوله فى اثنين من الحثالة اتخذوا الدين "مطية" لتحقيق أغراض دنيئة هى أبعد ماتكون عن سماحة الدين ونشرت رسماً مهيناً للرسول متحدية بذلك مليار ونصف المليار مسلم، وطمعاً فى كسب سريع ينقذها من شبح الإفلاس .. فماذا كانت النتيجة ..؟؟
أولاً .. فقدت الصحيفة تعاطف كل المسلمين فى العالم وهم يشكلون ربع سكان الكرة الأرضية .. وبالتالى .. فإن أى حادث جديد ستتعرض له مستقبلاً – وهذا وارد جداً – لن تجد صوتاً مسلماً واحداً يؤازرها أو حتى يندد ويشجب.
ثانياً .. الصحفى يجب أن يكون مهنياً .. وما فعلته الصحيفة لا يمت للمهنية بأي صلة .. فقد تحولت إلى "تاجر" يحاول الكسب ولو على حساب الشرف والأمانة .. وليته تاجر شاطر بل تاجر حقير وغبى .. فالصحيفة لم تفقد تعاطف المسلمين فى أنحاء العالم فقط بل فقدت ايضاً تآزر مسلمى فرنسا أنفسهم وهى بذلك مزقت وحدة الشعب .. أيضاً إذا كانت قد باعت خمسة ملايين نسخة بعد أن كان سقف طبعها لا يتجاوز 47 ألفاً فقط، وأن النسخة وصل سعرها فى بعض الدول إلى أكثر من 600 دولار فيجب أن تعلم أن هذه المكاسب المليارية لن تتكرر بل ستخسر بسبب جريمتها الكثير مستقبلاً .. الأموال والسمعة والاستمرارية.
ثالثاً .. هل بالعدد الأخير المشين حاربت الإرهاب وانتصرت عليه؟؟ العكس هو الصحيح .. فقد منحت الإرهابيين مبرراً جديداً للقصاص منها .. وهكذا ستظل تدور فى حلقة مفرغة من الإرهاب .
رابعاً .. إلم تر إدارة الصحيفة الفيديو الذى تم تشييره على مواقع التواصل الاجتماعى للهجوم الإرهابى ويظهر فيه أحد الأخوين " كواشى" وهو يتجه إلى شرطى "مسلم" مصاب وملقى على الأرض رافعاً يده عالياً دليلاً على الاستسلام وعدم المقاومة أو الإيذاء ومع ذلك قتله هذا الإرهابى ؟؟.. إلم تسأل إدارة الصحيفة نفسها: لو كان الإرهابيان يمثلان الإسلام فعلاً فلماذا قتل أحدهما شرطياً مسلماً ؟؟.. أم أن الإدارة أصابها العمى والحقد الأعمى على الإسلام فكان ما كان ..؟؟!!!
أخيراً .. ليت أصحاب الصحيفة يكشفون لنا لماذا يتعمدون توجيه الإهانة للإسلام أولاً وللمسيحية ثانياً ؟؟.. لو كانوا لا يتبعون أى دين فليعلنوا ذلك صراحة حتى نعذرهم .. وإذا كانوا " كفرة " فلماذا لا يتطاولون على الدين اليهودى أيضاً رغم أننا نرفض ذلك ؟؟.. هل السبب هو الرعب من إسرائيل حتى لا تتهمهم بمعاداة السامية ؟؟.. أم أن أصحاب الصحيفة فى الأصل "يهود" ولذا فمن المستحيل أن يهينوا دينهم واأنفسهم ؟؟.. إنها أسئلة تفرض نفسها وتحتاج إلى إجابات.
من كل ماسبق .. يتضح لنا مدى الغباء المركب الذى يتصف به اصحاب شارلى ايبدو .. وهو ما يجعلنا متأكدين من ان صحيفتهم انتحرت بمحض ارادتها وسوف تشيع الى مثواها الأخير قريباً .. وهذا المثوى هو " مزبلة التاريخ " .