الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الولادة القيصرية موضة العصر.. السيدات تفضلنها رغم تكلفتها المرتفعة هربًا من آلام الولادة الطبيعية.. والأطباء يؤكدون: لا نلجأ إليها إلا في الحالات الحرجة وإصرار "الأمهات"

الولادة القيصرية
الولادة القيصرية موضة العصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبحت حالات الولادة القيصرية القاعدة وليس الاستثناء بشكل يدعو للتساؤل هل
باتت الولادة القيصرية مطلب السيدات في الفترات الأخيرة هربا من آلام الولادة
الطبيعية، أم أنها نوع من الاستسهال يلجأ إليه الطبيب ويفضله خصوصا مع ارتفاع
الأجر عن العمليات القيصرية مقارنة بحالات الولادة الطبيعية.
في البداية تقول دعاء إبراهيم والتي تستعد لوضع
ابنتها الثانية بعد أن وضعت الأولى بطريقة الولادة القيصرية:

وقع اختياري على الولادة القيصرية رغم أن آلامها
تكمن بعد الولادة في آلام الجرح والغرز ولكن مشكلتي الأساسية تكمن في ارتفاع وزني
مما يصعب معه الولادة الطبيعية، لذلك لجأت إليها وهو الأمر نفسه الذي حدث من قبل مع
ابنتي الأولى، وبالنسبة للتكلفة المادية فأعتقد أنه لم يعد هناك فارقا كبيرا.

أما أسماء مصطفى فتقول: بالتأكيد الولادة القيصرية
تكلفتها أكثر بكثير وذلك لأنه يتم التعامل معها على أنها عملية جراحية وليست عملية
ولادة ومن هنا تصبح الولادة مكلفة جدا، لكنني أنا شخصيا أفضلها عن الولادة
الطبيعية وذلك لأن آلام الجرح يمكن التغلب عليها بالمسكنات، كما أن أعصابي لا
تتحمل أبدا أن أكون متيقظة أثناء إجراء الولادة الطبيعية لذلك كانت الولادة
القيصرية اختيار وليست إجبار وأغلب صديقاتى كانت الولادة القيصرية مقصدهن وطلبهن
لأنها أسهل بكثير من الولادة الطبيعية.




وتتحدث رنا أحمد مصطفى 26 عاما، والتي تستعد حاليا لوضع وليدها الأول وقد
فضلت أن تكون ولادتها قيصرية وليست طبيعية:
أنا مرعوبة من فكرة الولادة الطبيعية وقد اتفقت أنا
وزوجي على أن تكون الولادة قيصرية رغم محاولات طبيبتي إقناعي بالولادة الطبيعية
لكني صممت على الولادة القيصرية بدون تردد مهما كانت تكلفتها.

أما زينب محمدي والتي قامت بوضع طفليها بطريقة
طبيعية ولكن عن طريقة حقنة الإبيديورال أو حقنة الظهر كما يطلق البعض فتقول:

منذ ولادتي الأولى طلبت من الطبيب أن يعطيني حقنة
الإبيديورال وهي التي تمكني من مشاهدة عملية الولادة وأنا متيقظة وواعية بكل
الأحداث وفي الولادة الثانية أيضا فتمت عملية الولادة وأنا ذاهبة للمستشفى بدون
أي آلام ثم قام الطبيب بوضع كل الحقن المحفزة لعملية الولادة ومنها أيضا حقنة
الإبيديورال وبرغم أن التحذيرات منها كانت كثيرة وكانوا يقولون: إن هناك حالات
أصيبت بشلل بعد الحصول عليها لكن طبيب التخدير قال لي: إن زوجته سبق أن تناولتها
منذ أكثر من خمسة عشر عاما وأنجبت أولادها الثلاثة بعد حقنها بهذه الحقنة.

وانتقالا إلى رأي الأطباء، فتقول الدكتورة
"فكرية" أحمد استشارية أمراض النساء والتوليد: أن أغلب السيدات تفضلن
الولادة القيصرية في الآونة الأخيرة، أما نحن فلا نفضل أن نقرها إلا في الحالات
الحرجة للأم أو الجنين أو لدواعي صحية للطرفين مثلا، لإنقاذ حياة الأم أو
الطفل.خصوصا إذا كانت الأم تعاني من أزمات في الضغط أو ارتفاع الوزن أو أن حالتها
الصحية لا تتحمل الولادة الطبيعة ومن هنا نلجأ للولادة القيصرية التي تصبح الأكثر
أمنا بالنسبة للأم والجنين.

وعن التكلفة المادية لكلتا الحالتين تضيف:

بطبيعة الحال التكلفة تكون أعلى في الولادة القيصرية
لأنها تتطلب فتح حجرة العمليات وأجر للتخدير وكذلك أجر طبيب التخدير وهي كلها
تكاليف يتم إضافتها لعملية الولادة ومن هنا تأتي التكلفة المرتفعة للولادة
القيصرية عن الولادة الطبيعية.




وتشير د.فتحية محمد على طبيبة أمراض النساء إلى أن مخاطر الولادة القيصرية
تتمثل في إصابة الأم ببعض الالتهابات في الجرح عقب عملية الولادة وكذلك التهاب
بطانة الرحم وفي بعض الحالات قد تشعر الأم ببعض الآلام النفسية وكذلك الجسدية من
جراء عملية الجراحة لذلك ننصح دائما بارتداء الملابس الفضفاضة والقطنية خصوصا
الملابس الداخلية، كما تحتاج الأم للمسكنات عقب عملية الولادة لتخفيف حدة الآلام
المتسبب فيها الجرح، لكن بشكل عام قد تستطيع الأم ممارسة رضاعتها الطبيعية بشكل
طبيعي بعد الولادة.

أما بالنسبة للجرح ففي أغلب الولادات يكون الفتح
أسفل البطن ويكون الجرح شديد الإحمرار ومع الوقت يهدأ اللون بعض الشيء إلى أن يلتئم
الجرح ويتلاشى الألم فيما بعد، وربما تبقى الأم في المستشفى عدة أيام بعد إجراء
عملية الولادة فيما بعد ولكن لابد للأم من مصارحة طبيبها عند شعورها بأي ألام
سواء خاصة بحمى أو غيرها قبل أو بعد الولادة.
وتضيف د نجلاء الشبراوي رئيسة قسم النساء بجامعة الأزهر: هناك نسبة من النساء تخاف من وجع الولادة وتختار طريقة الولادة القيصرية ومن بين الحالات التي تطلب القيصرية توجد نسبة 10 %من السيدات يفضلن  الحفاظ علي الحوض والمهبل أيا  كانت الأسباب، فلا يمكن سؤال السيدة الحامل لماذا ترفض الولادة الطبيعية وتفضل القيصرية ولكني في كثير من هذه الحالات أرفض إجراء عملية الولادة لها خصوصا وأن الولادة القيصرية أيضا لها مضاعفات لأنها عملية جراحية في الأساس ولكن مضاعفات الولادة الطبيعية أقل بكثير من القيصرية و هناك مشكلة تواجه أغلب الفتيات حاليا وهي أنهن لا يتعرضن للشمس ولا يأكلن أويشربن المأكولات والمشروبات التي تمد الجسم بالكالسيوم  بجانب قيادتهن المبالغ فيها للسيارة كما أنهن يجلسن للاستذكار كثيرا عبر مراحل التعليم المختلفة،  وكلها أسباب تؤدي بهن إلي أن تكون نسبة كبيرة جدا منهن تعاني من ضعف الحوض أو تشوه الحوض وهو ما يزيد من عدد الولادات القيصرية ونحن في جامعة الأزهر وجدنا نسبة الولادات القيصرية حاليا تصل إلي 40 من السيدات وهي نسبة أيضا موجودة في العالم كله وليس هناك حد أعلي من عدد الولادات التي يمكن أن تتم بالطريقة القيصرية وقد تزيد الخطورة بعد ولادة ثلاث أطفال بالقيصرية .