الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ولنتحد جميعا من أجل دحر العدوان الإسرائيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولا.. وألف لا.. للانقسام أيا كانت مبرراته .. فبعد مضي أكثر من عشرين يوما من بدء العدوان الاسرائيلي النازي على شعبنا العربي الفلسطيني في الضفة والقطاع، وبعد اسابيع قليلة من تشكيل حكومة الوفاق الفلسطيني باتفاق الجميع، والتي تعد بمثابة الخطوة الاولى نحو اقامة الدولة الفلسطينية على كامل الاراضي التي احتلتها اسرائيل عقب هزيمة 1967 في الضفة وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية، وبعد نجاح السلطة في انتزاع اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطين كعضو.
الامر الذي اقلق وافزع الكيان الصهيوني، واحس بأن نهايته اقتربت اسوة بمصير الدولة العنصرية بجنوب افريقيا فكان طبيعيا ان يسارع بخلق الحجج والذرائع لهذا الاعتداء الهمجي والبربري على شعبنا العربي الفلسطيني وكانت البداية في الضفة ثم انتقل بسرعة البرق لقطاع غزة حيث انهمرت الصواريخ الموجهة، والقذائف المشعة، والقنابل المخلوطة بالفوسفور الابيض المحرمة دوليا على رؤوس اهالينا العزل بقطاع غزة.
ابادة كاملة للعائلات، والاسر الغزاوية حيث لقوا حتفهم في انقاض منازلهم بواسطة أحدث ما انتجته ترسانة السلاح الامريكي من طائرات بطيار وبدون طيار ليتم تجربته في شعبنا العربي الفلسطيني، وصاحب ذلك قذف من البحر بواسطة البوارج البحرية، ومن البر بواسطة المدفعية الموجهة بالأقمار الصناعية، وحينما نفدت الذخيرة بعد اليوم الـ 25 فتحت مخازن الذخيرة الاستراتيجية الامريكية لآلة الحرب الجهنمية الإسرائيلية بالرغم من الادانة اللفظية للاعتداء على سوق الشجاعية، ومدرسة وكالة الغوت للأمم المتحدة حيث حدث مذبحتان تشيب لهما الابدان حيث الجثث المحروقة والمشوهة التي نقلتها وكالات الانباء العالمية، والقنوات الفضائية مما أثار الرأي العام العالمي فكانت المظاهرات في كافة انحاء العالم وبادرت العديد من دول امريكا اللاتينية إلى سحب سفرائها واعتبار اسرائيل دولة ارهابية، وأدى ذلك إلى سقوط أكثر من ألف شهيد أغلبهم من الأطفال الذين يقل اعمارهم عن 12 سنة، وتجاوز اعداد المصابين السبعة آلاف، وتهدمت المنازل، المستشفيات، المساجد، حتى مدارس الامم المتحدة لم تسلم من الاعتداء حينما لجأ إليها المواطنون العزل وكذلك مؤسسات الصليب الاحمر الامر الذي ترتب عليه تشريد اكثر من ربع مليون مواطن هاموا على وجوههم بلا مأوى.
انها حقا مأساة انسانية، وإبادة جماعية لشعبنا العربي الفلسطيني، وجرائم حرب تفوق المحارق التي يزعمون اليهود انهم تعرضوا لها على يد النازي.
ولنوثق هذه الجرائم وإعداد ملفات بها (كافة المجازر) لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية.
وضرب العدو عرض الحائط بكافة الهدن التي أعلن عنها، ولم يلتفت لكافة نداءات وقف اطلاق النار بما فيها طلب مجلس الامن وتبادل الادوار في المشهد التمثيلي لنتنياهو، وكيري حول من طلب من الآخر وقف اطلاق النار لأنهما فاعلان اساسيان في قتل وحرق شعبنا العربي والفلسطيني وخير دليل فتح المخازن الامريكية الاستراتيجية للذخيرة لآلة الحرب الاسرائيلية، والدور المشبوه لتركيا، وقطر بإيعاز من الادارة الامريكية للحيلولة دون وقف النار، وتوحيد الموقف العربي حتى يتفردوا بشعبنا العربي الفلسطيني البطل، وتمرير نزع سلاح المقاومة، وانكشف حقيقة هذا العدوان فبالرغم من إعلان قادة العدوان الاسرائيلي عشية عيد الفطر المبارك في مؤتمر صحفي أنهم حققوا أهدافهم من العملية العسكرية، وضربوا الانفاق، والبنية التحتية للمقاومة الفلسطينية إلا أنهم استمروا في عدوانهم، ودمروا محطة الكهرباء الرئيسية، ومقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والمكاتب الصحفية، والقنوات الفضائية، ومنزل السيد اسماعيل هنية احد قادة حماس الذي خلا تماما من اي سكان.. !
ثم سمعنا عن توسيع العملية العسكرية، واستدعاء اعداد اضافية من قوات الاحتياط الاسرائيلي (16 ألفا).
إن هذا التضارب في تصريحات الجزارين قادة الكيان الصهيوني يكشف الفشل الذريع لهذا العدوان بفضل المقاومة الفلسطينية التي توحدت وإقامة قيادة ميدانية موحدة، ولا يستطيع اي فصيل ان يزعم انه هو وحده الذي قاوم.
فكتائب ابو علي مصطفى (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) كتفا لكتف كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، وكتائب الاقصى (فتح)، ألوية صلاح الدين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وسرايا القدس (الجهاد الفلسطيني)، ونجحوا في توجيه ضربات موجعة لقوات الكيان الصهيوني فتم قتل اكثر من مائة ضابط وجندي اسرائيلي، وضربت كافة المدن الاسرائيلية بالصواريخ مما اضطر السكان للهروب الملاحي وتصاعدت صفارات الانذار التي دوت في كل مكان في اسرائيل وهروب المستوطنين، ولأول مرة تتخذ شركات الطيران العالمية قرارا بحظر الطيران والهبوط في مطار بن جوريون، وضرب الموسم السياحي الاسرائيلي وبلغت الخسائر المالية اكثر من 15 مليار شيكل وادارت القيادة الفلسطينية برئاسة ابو مازن، وحكومة الوفاق الوطني المعركة بكفاءة، واقتدار من حيث الاتصالات بقادة الدول العربية او العالمية او المنظمات الدولية، وتعبئة اهالي الضفة الغربية، حيث عمت المظاهرات كافة قرى، ومدن الضفة الغربية لمناصرة اهاليهم في قطاع غزة الذي قوبل بإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الاحتلال وسقوط الشهداء، وقامت وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني بتوفير كافة الاحتياجات الطبية، والادوية بالرغم من تعرض هذا الوزير للاعتداء بالضرب مرتين من قبل عناصر حماس.
وبالرغم من معركة الارهاب الأسود المتستر بالدين المفروض على مصر إلا أنها قامت بدورها القيادي برئاسة المشير عبد الفتاح السيسي والذي أصدر أوامر من اليوم الاول بفتح معبر رفح ليسمح بمرور المصابين من أهالينا بغزة، ودخول المساعدات من أدوية أو أغذية تم اعدادها بواسطة قواتنا المسلحة، وفتح المستشفيات المصرية للمصابين في قطاع غزة، وتم اعداد المبادرة المصرية عقب اتصال الرئيس لبو مازن من وقف اطلاق النار، وهذه المبادرة وافقت عليها الجامعة العربية، وكافة دول العالم ونجحت في تطويق المحاولات الامريكية الاسرائيلية في الانفراد بشعبنا العربي الفلسطيني، وتمرير هذا العدوان دون حساب او تحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني.. وبفضل هذا الجهد اصبحت القاهرة مقرا للعمل الفلسطيني والعربي الموحد من أجل دحر هذا العدوان، وفشلت محاولة الالتفاف على الدور المصري بفشل مؤتمر باريس والذي كشف دور تركيا وقطر للمخلصين والشرفاء من ابناء حماس انهما يحاولان تمرير دعوة امريكا واسرائيل لنزع سلاح المقاومة.
إن وحدة الصف الفلسطيني، ووحدة الصف العربي بقيادة مصر قادر على إلحاق الهزيمة بالعدوان الاسرائيلي فمصر بقيادة السيسي مخلصة في انحيازها لشعبنا العربي الفلسطيني ولم تعترض على اي تطوير للمبادرة المصرية ورحبت بالوفد الفلسطيني الموحد والممثل لكافة الفصائل الفلسطينية، وفتح معبر رفح الدائم تحت اشراف قوات الحرس الرئاسي لأبو مازن لضمان عدم تكرار ما حدث في 25 يناير واقتحام الاراضي المصرية لأن تتعلق بالأمن القومي المصري.. فلا وألف لا لدعاوى الانقسام وتجار الدم الفلسطيني والعربي ومدعي البطولة.. وليكن هذا العدوان والمقاومة البطولية لشعبنا العربي الفلسطيني بداية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على اراضي الضفة وغزة التي احتلتها اسرائيل في عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وإلى الأمام والنصر حليفنا.