السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ابن عربي..أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ
فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ
وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ
ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني

كلمات للقطب الصوفي، محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، وهو أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفية "بالشيخ الأكبر" ولذا ينسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية.

ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان الكريم عام 558 هـ الموافق 1164م، وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون.

ومن ألقابه أيضاً: الشيخ الأكبر، رئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، سلطان العارفين.

يقول الروائي الدكتور يوسف زيدان: لم يحمل محيى الدين ابن عربى لقب الشيخ الأكبر مصادفةً واتفاقًا، وإنما حمله استحقاقًا لمرتبةٍ عالية فى الطريق الصوفىِّ ، ومكانةٍ لا يكاد يبلغها صوفىٌّ آخر فى تاريخ الإسلام - سواء فى القرون الخالية أو الأيام الحالية، وسواء فى ديار المسلمين أو فى العالم أجمع - فهو أكبر مؤلِّفٍ صوفىٍّ فى تاريخ الإسلام وهو صاحبُ أكبر موسوعةٍ صوفية : الفتوحات المكية . وهو أخيرًا : أكبر الذين صاغوا التصوُّف فى عصره صياغةً تامة، بعد قرونٍ من تطوُّر الرؤية واللغة الصوفية .

وبالنظر إلى سيرته، فقد كان أبوه علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث، ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف. وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها، فنشأ نشأة تقية ورعة نقية.

انتقل والده إلى إشبيلية، وهي عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس، وما كاد لسانه يبين حتى دفع به والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء، فقرأ عليه القرآن الكريم بالسبع في كتاب الكافي، فما أتم العاشرة من عمره حتى كان مبرزًا في القراءات ملهمًا في المعاني والإشارات، ثم أسلمه والده إلى طائفة من رجال الحديث والفقه تنقل بين البلاد واستقر أخيرا في دمشق طوال حياته وكان واحدًا من أعلامها حتى وفاته عام 1240 م.
ذكر أنه مرض في شبابه مرضًا شديدًا وفي أثناء شدة الحمي رأى في المنام أنه محوط بعدد ضخم من قوى الشر، مسلحين يريدون الفتك به، وبغتة رأى شخصًا جميلًا قويًا مشرق الوجه، حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرقها ولم يبق منها أي أثر فيسأله محيي الدين من أنت ؟ فقال له أنا سورة يس.

وعلى أثر هذا استيقظ فرأى والده جالسا إلى وسادته يتلو عند رأسه سورة يس، ثم لم يلبث أن برئ من مرضه، وألقي في روعه أنه معد للحياة الروحية وآمن بوجوب سيره فيها إلى نهايتها ففعل.

وتزوج بفتاة تعتبر مثالا في الكمال الروحي والجمال الظاهري وحسن الخلق، فساهمت معه في تصفية حياته الروحية، بل كانت أحد دوافعه الي الإمعان فيها، وفي هذه الأثناء كان يتردد على إحدى مدارس الأندلس التي تعلم سرا مذهب الأمبيذوقلية المحدثة المفعمة بالرموز والتأويلات والموروثة عن الفيثاغورية والاورفيوسية والفطرية الهندية. وكان أشهر أساتذة تلك المدرسة في ذلك القرن ابن العريف المتوفي سنة 1141م.

لم يكد يختم ابن عربي الحلقة الثانية من عمره حتى كان قد انغمس في أنوار الكشف والإلهام ولم يشارف العشرين حتى أعلن أنه يسير في الطريق الروحاني، وأنه بدأ في الاطلاع على أسرار الحياة الصوفية. وأن عددًا من الخفايا الكونية قد تكشفت أمامه وأن حياته سلسلة من البحث المتواصل عما يحقق الكمال لتلك الاستعدادات الفطرية.

أسفار ابن عربي

تنقل ابن عربي كثيراً، فسافر إلى مدينة فاس عام 594هـ. وفي سنة 595هـ كان في غرناطة مع شيخه أبي محمد عبد الله الشكاز، وفيما بين سنتي 597هـ، 620هـ الموافق سنة 1200، 1223 يبدأ رحلاته الطويلة المتعددة الي بلاد الشرق فيتجه إلى الشرق ويستقر خلال رحلته في دمشق.

وفي سنة 1201 م يرتحل إلى مكة فيستقبله فيها شيخ إيراني جليل، وفى هذه الأسرة يلتقي بفتاة تدعي نظاما وهي ابنة ذلك الشيخ، اتخذ منها محيي الدين رمزا ظاهريا للحكمة الخالدة وأنشأ في تصوير هذا الرمز قصائد سجلها في ديوان "ترجمان الأشواق" الذي ألفه في ذلك الحين.

وفي سنة 599هـ زار الطائف، وفي زيارته بيت عبد الله بن العباس ابن عم رسول الله، صلّ الله عليه وسلم، استخار الله وكتب رسالة "حلية الأبدال" لصاحبيه أبي محمد عبد الله بن بدر بن عبد الله الحبشي وأبي عبد الله محمد بن خالد الصدفي التلمساني.

وفي سنة 601هـ، 1204م يرتحل إلى الموصل حيث اجتذبته تعاليم الصوفي الكبير علي بن عبد الله بن جامع، وفي نفس السنة زار قبر النبي محمد، وفي سنة 1206م في طريقه يذهب إلى القاهرة مع فريق الصوفية.

وفي سنة 1207م عاد إلى مكة وأقام فيها ثلاثة أعوام ثم عاد إلى دمشق وزار قونية بتركيا حيث تلقاه أميرها السلجوقي باحتفال بهيج، وتزوج هناك بوالدة صدر الدين القونوي، ثم لم يلبث أن يرتحل الي أرمينيا.

وفي سنة 1211م رحل إلى بغداد ولقي هناك شهاب الدين عمر السهروردي الصوفي المشهور، وبعد ذلك رحل إلى حلب وأقام فيها ردحا من الزمن، وأخيرا أقام في دمشق سنة 1223م حيث كان أميرها أحد تلاميذه ومن المؤمنين بعلمه، وعاش في دمشق يؤلف ويعلم وكان واحدا من كبار العلماء في دمشق، فكان له مجلس العلم والتصوف في مدارس دمشق.

لابن عربي نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: "الفتوحات المكية" في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، "محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار" في الأدب، "ديوان شعر" أكثره من التصوف، و"فصوص الحكم"، وغيرها.

من أقواله ووصاياه..

‏- من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد

- يا إخوتي وإحبائي رضي الله عنكم، أشهدكم عبد ضعيف مسكين فقير إلي الله في كل لحظة وطرفة، أشهدكم علي نفسه بعد أن أشهد الله وملائكته، ومن حضره من المؤمنين وسمعه أنه يشهد قولا وعقدا، أن الله إله واحد، لا ثاني له وألوهيته منزهة عن الصاحبة والولد، مالك لا شريك له في الملك ولا وزير له، صانع لا مدبر معه، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده, بل كل موجود سواء مفتقر إليه الله في وجوده فالعالم كله موجود به، وهو وحده متصف بالوجود لنفسه، ليس بجوهر متحيز فيقدر له مكان ولا بعرض فيستحيل إليه البقاء ولا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء، مقدس عن الجهات والأقطار، مرئي بالقلوب والأبصار.
- وتحسب أنك جِرم صغير و فيك انطوى العالم الأكبر.
- من أحبه الحق فقد جذبه، ومن جذبه فقد قرّبه، ومن قرّبه أفناه عن وجوده، وأبقاه بشهوده، ومنحه كمال مشهوده، وأطلعه على حقائق جوده.
- إذا عصيت الله بموضع فلا تبرح من ذلك الموضع حتى تعمل في طاعة وتقيم فيه عبادة، فكما يشهد عليك إذا استُشهد يشهد لك - الوصايا.

- الطاعة للعبد، والمسارعة إليها للمحب، والتلذذ فيها للعارف، والفناء فيها للمحققين.
- مقدارُ كُلَّ امرئٍ حديثُ قلبه .

- عم برحمتك وشفقتك جميع الحيوان والمخلوقين، إذا أنفقت فلا ترد سائلا ولو بكلمة طيبة، وألقه طلق الوجه مسرورا به فإنك إنما تلقي الله، ان لله حقا على كل مؤمن في معاملة كل أحد من خلق الله علي الإطلاق من كل صنف, من ملك وجان وانسان وحيوان ونبات ومعدن وجماد ومؤمن وغير مؤمن، افعل الخير ولا تبال فيمن تفعله تكن أنت أهلا له، ولتأت كل صفة محمودة من حيث ماهي مكارم الأخلاق تتحلي بها، وكن محلا لها لشرفها عند الله وثناء الحق عليها، فاطلب الفضائل لأعيانها واجعل الناس تبعا لا تقف مع ذمهم ولا مدحهم، لاتكن لعانا ولاسبابا ولاسخابا، اياك أن تسأل الناس تكثرا وعندك مايغنيك في حال سؤالك فان المسألة خموش في وجهك يوم القيامة، التؤدة في عمل كل شيء.. إلا في عمل الآخرة.

- الراحمون يرحمهم الرحمن، فمن رحم نفسه يسلك بها سبيل هداها ويحول بينها وبين هواها، كن فقيرًا من الله كما أنت فقير إليه، بمعني ألا يشم منك رائحة من روائح الربوبية، بل العبودية المحضة، إياك أن تقبل هدية من شفعت له شفاعة، فإن ذلك الربا الذي نهي الله عنه، كن علي نفسك ولا تكن لها أن أردت أن تسعدها عند الله وإياك ماتستحليه النفس الا أن يكون معها الشرع في ذلك فهو الميزان، إياك أن تظهر للناس بأمر يعلم الله منك خلافه.

- إياك وصحبة من تفارقه ولا تصحب الا من لا يفارقك.. وهو عملك وإياك والحرص علي المال إياك ومايعتذر منه، وخف ثلاثة.. خف الله وخف نفسك وخف من لا يخاف الله، عامل كل شخص من حيث هو لا من حيث ما أنت عليه، كن نعم الجليس للملك القرين الموكل بك ولا تعص الله بنعمه، وإياك والبطنة فإنها تذهب بالفطنة، إذا فعلت فعلاً فحسنه فإن الله كتب الإحسان علي كل شيء، وعليك بالتواضع وعدم الفخر علي أحد، لكل شيء اذا فارقته عوض، وليس لله إن فارقت من عوض.

ويمكن تلخيص وصايا ابن عربي في أن: يد الله مع الجماعة، إذا عصيت الله في موضع فلا تبرح منه حتى تعمل فيه طاعة، أحسن الظن بالله على كل حال، اذكر الله دوما، تقرب من الله بالإيمان بما جاء به، انوِ عمل الخير وترك المعاصي ، فيكتب لك أجر النية، ثابر على كلمة الإسلام: لا إله إلا الله، لا تعاد أهل لا إله إلا الله، أد الفرائض وتنفل، بالفريضة تؤدي حق الله وبالنوافل تتقرب الى الله.
راعي أقوالك كما تراعي أفعالك، عليك بعيادة المريض وسقيا من استسقاك وإطعام من استطعمك حتى تجد ذلك عند الله يوم القيامة.

- إذا رأيت عالمًا لم يستعمل علمه، فاستعمل أنت علمك في أدبك معه، حتى توفي العالم حقه من حيث ما هو عالم، ولا تحجب عن ذلك بحاله السيئ، فإن له عند الله درجة علمه، فإن الإنسان يحشر يوم القيامة مع من أحب.

- الحكم نتيجة الحكمة والعلم نتيجة المعرفة فمن لا حكمة له لا حكم له ، و من لا معرفة له لا علم له.

شخصية مثيرة للجدل

يعد ابن عربي شخصية بارزة في عالم الفكر الديني وشهرته لا تنحصر في حدود العالم الإسلامي فحتى الغربيين والآسيويين بلغهم صيت هذا الرجل، بل وساهموا في دراسته واستلهامه.

كذلك فإن شخصيته مثيرة للجدل فلا يكاد يتفق عليه اثنان حتى أن تحديد مذهبه الفقهي أو الكلامي من خلال كلماته يكاد يكون ضربا من التعسف والمجازفة، و يعزو البعض ذلك إلى أنه فوق المذاهب وأعلى من أن يتمذهب بها.

ولقد اختلف أرباب المذاهب الإسلامية المختلفة بشأن ابن عربي فبينما حاول البعض التبرؤ منه، وإخراجه عن دائرة المذهب بل و الدين وتكفيره، ترى من نفس هذا المذهب من هو على النقيض من ذلك ، فكما تنافس بعض أرباب المذاهب لإخراجه من مذاهبهم تنافس البعض الآخر في جره إلى نفس ما أخرج منه من مذاهب .

يمتزج لدي ابن عربي التصوف بالشعر والفلسفة وقد كتب ابن عربي قائلا "نحن قوم يحرم النظر في كتبنا" وذلك أن الصوفية تواطأوا على ألفاظ اصطلحوا عليها وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة منها فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتفارقة بين أهل العلم الظاهر كفر كفرهم.. وقد حذر ابن عربي من تداول الكتب بين "الجهلاء".

وكما لاحظ الدكتور عثمان يحيى - بحق- فإننا لو قارنَّا بين ابن عربى وغيره من أعلام الفكر الإسلامىِّ ، لوجدناه أقلُّهم حظّاً ونصيباً من اهتمامات الدارسين ، حتى يومنا هذا ، وهو ما يرجع فى المقام الأول ، إلى: الانبهار أو الدهشة التى تأخذ بتلابيب الباحث وهو ينظر إلى التراث الفكرىِّ والروحى المترامى الأطراف .. فهناك ما يزيد على 900 كتاب (تشتمل على 1395 عنوانًا) قد نُسبت بالفعل إلى الشيخ الأكبر .

كما يرجع -أيضًا - إلى تلك: الخاصة الغريبة التى تتميَّز بها مؤلفات الشيخ ، حيث تغزر المصطلحات الغامضة وتسود الأفكار المعقَّدة .. وأكثر من كل ذلك ، أيضًا ، فإن ابن عربى وقد ارتقى مكانًا متميَّزًا من المعارف الإسلامية ، لم يصوِّر مذهبه كاملًا فى كتابٍ محدَّدٍ ، ولم يطرحه فى صورةٍ منهجية.

قصائد ابن عربي

للحقِّ فينا تصاريفٌ وأشياءُ

ولا دواءَ إذا ما استحكم الداءُ

الداءُ داءٌ عضالٌ لا يذهبه

إلا عبيدٌ له في الطبِّ أنباءُ

عن الإله كعيسى في نبوته

ومن أتته من الرحمن أنباء

لا يدفعُ القدرَ المحتومَ دافعهُ

إلا به ودليلي فيه الاسماء

إنا لنعلمُ أنواءَ محققة

وقد يكفرُ من تسقيه أنواءُ

العلمُ يطلبُ معلوماً يحيط به

إنْ لم يحط فإشاراتٌ وإيماء

ليس المرادُ من الكشفِ الصحيح سوى

علمٍ يحصلهُ وهمٌ وأراءُ

إن الذين لهم علمٌ ومعرفة

قتلى وهم عند أهلِ الكشفِ أحياءُ.



يقول ابن عربي كذلك



لكل شيء إذا فارقته عوض

وليس لله إن فارقت من عوض



استتغفر الله من ظلمي ومن زللي

فإنني منهما والله في خجل

إني عجلت إلى ربي لأرضيه

من قوله خُلِقَ الْإِنْسانُ من عَجَلٍ



ويقول أيضاً:



فألسنة الأحوالِ أفصحُ ناطق

لها يسمعُ القلبُ الذكيُّ ويفهم

علومٌ رسولِ الله ضربٌ منزَّهٌ

عن الحدِّ والتكييفِ والكلُّ معلم

وكلُّ كلامٍ من حروفٍ تعينتْ

مخارجُها يدريه عُربٌ وأعجمُ

فلا تفزعن إلا إليها فإنها

هي الحكم الأعلى الإمام المقدَّمُ

الا من هنا قد جاء في أي صورة

يشاءُ إلهي ركَّب الخلقَ فاعلموا

إذا قلتُ ذا حقٌ فقل بحقيقةٍ

بصاحبه إنَّ الحقائقَ تعصمُ

وكيف يُرى حقٌ بغيرِ حقيقة

لها في وجودِ الحقِّ حكمٌ مترجم

وما كون حقي غير كونِ حقيقتي

ولكنها الألفاظ بالفرقِ توهم



نظم الشيخ محمود الدرة أبياتاً في مدح الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، وهي موجودة عند ضريح الشيخ الأكبر، في الصالحية بدمشق ، والأبيات نقرأ منها :

لمحي الدين ذي الفضلِ العظيمِ

وذي العلمِ اللَّدُنِّـي الـعـمـيـمِ

لباب المصطفى المختـار طـه

لذاك القُطب والغوث الرحـيـمِ



https://www.youtube.com/watch?v=5wEktvEbrxM#t=253



https://www.youtube.com/watch?v=uUZa3iT5PzM