الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حصاوي قليل الأدب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

المواطن الغلبان حسن حصاوي يغشى عليه من حين لآخر، وعندما يفيق لا يفهم ما حدث حوله من تغيرات ولكن أحيانًا ما يجعل من يسمعه هو الذي يغشى عليه.
“,”حصاوي جالس بالمقهى يقرأ في جريدة فيلتف له شيخ الحارة بفضول“,”
الشيخ:بتقرا إيه يا حصاوي؟
حصاوي:أنا بقرا في صفحة الأدب.
الشيخ:بارك الله فيك.. الأدب فضلوه عن العلم.. كاتبين فيه إيه بالظبط ؟
حصاوي:أبدًا دي قصة.
الشيخ:عن إيه يا ترى؟
حصاوي:قصة عاطفية عن الحب.
الشيخ:أعوذ بالله.. هذا ليس بأدب بل هذه قلة أدب، الأدب هو طاعة الوالدين وقلة الكلام وتقبيل أيادي من هم أكبر منك وأعلم منك وخَفْض الرأس وغضّ النظر إلى صنف الحريم، وهن عليهن الاحتشام وعدم إظهار أي جزء من مفاتنهن.
حصاوي:أو قبحهن؟
الشيخ:أي نعم حتى ولو كنّ قبيحات، لا يجب على الرجال البحلقة فيهن.
حصاوي:لكن النساء يمكن أن يبحلقن في الرجال.
الشيخ:لا يمكن.. لأنهن عندئذ سيفضحن فجورهن.
حصاوي:إلا إذا كنّ منتقبات.. يعني هما يشوفوا الراجل براحتهن ولو بعين واحدة.
الشيخ:لا تسفسط.. اللي قبلنا قالوا “,”الأدب فضلوه عن العلم“,”.
حصاوي:لكن ماله العلم؟ لا هو استعماري ولا هو صهيوني ولا هو أمريكاني.. ولا هو ضد القومية العربية - وحاليًا - الإسلامية.
الشيخ:العلم الحقيقي عند الله وهو خير وأبقى من علم الدنيا.
حصاوي:الإنسان عدو ما يجهله والعلم صعب يتطلب الفهم، والفهم عايز تفكير والتفكير عايز مخ والمخ التخين عايز وقت، وإنتوا مش فاضيين.
الشيخ:كل علم مستورد بالضرورة من بلاد الفرنجة، وهؤلاء الفرنجة خلقهم الله لكي يبتكروا ويبتدعوا لنا فنتفرغ نحن لعبادة الله سبحانه وتعالى، وندخل الجنة من أوسع أبوابها كما قال أحد مشايخنا الكبار.
حصاوي:يا ساتر أنت بتكره الأجانب للدرجة دي؟
الشيخ:نحن لا نعادي الفرنجة لا سمح الله لأنهم مختلفون عنا في الدين، ولكننا نعادي علمهم فقط، ونفضل الأدب لأنه يجعلك تسمع كلام من هو أوعى منك بلا مناقشة أو سفسطة.
حصاوي:تقصد أدب القرود لأنه سهل خالص، مجرد تخرس وتسمع كلام اللي بيتحكم في حياتك وطبعًا اللي بيتحكم فيك هو جماعتك.
الشيخ:أنت تتجرأ وتذكر الجماعة بالسوء؟
حصاوي:أنا حر أتكلم على الجماعة زي ما أنا عايز.
الشيخ:وقعتك سوداء.
حصاوي:ما تقدرش.
الشيخ:لو ذكرت الجماعة ثانية بسوء سوف أعرف كيف أُؤدبك.
حصاوي:طظ فيك وفي الجماعة.
الشيخـ ينهض واقفًا ويشمر أكمامه ـ: والله لن أتركك.
حصاويـ يجري من أمامه.
الجرسونـ يأتي مسرعًا ويمسك الشيخ ـ: إيه بس اللي حصل كفا الله الشر؟
الشيخ:هذا الفسل يتقول بالسوء على جماعتنا.
حصاوي:بس دا سي حصاوي راجل طيب.
الشيخ:أتركني سأقطعه إربًا.. إربًا.
الجرسون:استنى بس، هو أنت متجوز يا عم الشيخ؟
الشيخ:لا أنا أرمل ما أنت عارف.
الجرسون:طيب إتحمأت ليه أمال؟
الشيخـ بدهشةـ: أمال هو كان بيهاجم جماعة مين؟
الجرسون:جماعتك التانية اللي مش في البيت، اللي في المقطم. وبصراحة هو معاه حق.
“,”الشيخ يغشى عليه“,”