رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوار بلا أخلاقيات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يكف الرئيس الموقر، الدكتور محمد مرسي، عن الحديث عن الحب وضرورة الحوار، ولا يخلو خطاب من خطاباته من تلك المقولات.
وبعيدًا عن إشكاليات الاقتصاد أو سوء الإدارة، فليأذن لي سيادة الرئيس أن أسأله عن امتناع قادة جبهة الإنقاذ عن الذهاب للحوار الوطني. لقد اكتشفت، يا سيادة الرئيس، أن القضية لا تكمن في «الأجندة»، كما يشيع النائب السابق المستقيل محمود مكي، ولكن تتركز القضية في «انعدام أخلاقيات الحوار»، وآسف إن قلت -مع احترامي لشخصك الموقر- إن بعض الأمثلة سوف تطالك كرئيس.
هل تتذكر سيادتكم أنكم في أحد خطاباتك، عقب مذبحة الاتحادية، أشرت إلى مؤامرة يحيكها قادة معارضون في “,”الحواري“,”، وأضفت بأن النيابة العامة لديها اعترافات من المتهمين في مذبحة الاتحادية، تؤكد على أن بعض القادة المعارضين تلقوا أموالاً استأجروا بها بعض البلطجية للقتل والتخريب، ولكن -للأسف الشديد- أفرجت النيابة العامة عن كل هؤلاء المتهمين، وثبت بالقطع عدم صحة حديثك عن المؤامرة، فهل يمكن لأحد القادة المتهمين بالتآمر أن يذهب للحوار معكم؟ وكيف لكم أن تقبلوا أن تتحاوروا مع من تآمروا عليكم، على سبيل الافتراض؟ ثم ماذا عن الأحاديث التي نشرت منسوبة لقادة من جماعة “,”الإخوان“,” الحاكمة، مثل الدكتور عصام العريان، من أن الرئاسة لديها تسجيلات هاتفية، منها حديث للنائب العام السابق، وأرسل النائب العام السابق طلبًا للإفادة، ولم يجبه أحد؟
كذلك ما قاله المهندس خيرت الشاطر، في مؤتمر صحفي، إنه لديه معلومات، استقاها من تسجيلات تليفونية جرت في بعض الفضائيات!، وبالطبع لم يحاسب أحد المهندس الحقيقي للجماعة الحاكمة حتى الآن، فهل هكذا يصير التنصت، بما لا يخالف شرع الجماعة والشاطر خيرت؟!
وأخيرًا وليس آخرًا.. الطامة الكبرى، بل والكارثة، فيما تسرب من فيديوهات، وبثته بعض الفضائيات والمواقع الإلكترونية، للشيخ الدكتور ياسر البرهامي، في جلسة معه بصحبة أنصاره، حيث أكد على أن التيار الإسلامي نجح في خداع “,”العلمانيين والنصارى“,”، ومرر مواد للدستور ضد الدولة المدنية، وتؤسس لدولة دينية سلفية، وهاجم الأزهر والكنيسة والإعلام، فهل هكذا يكون الحوار في شرعكم؟ وهل تحول الخداع إلى فضيلة لديكم؟
هل بعد كل ذلك تعتقدون، يا سيادة الرئيس الموقر، أن التيار الإسلامي، وفي المقدمة منه جماعة الإخوان المسلمون، التي تمثلها سيادتكم في قصر الاتحادية، أن يحاول أحد من المساكين واليتامى وعابري السبيل، من العلمانيين والمنبوذين والنصارى، أن يجلس معكم للحوار؟ وإن أمن نفسه من التسجيلات، فهل يأمن عدم الخداع، الذي تحول للأسف إلى «فقه» عندكم؟ وهل هذا ما أوصى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق؟