الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مواقع التواصل الاجتماعي تتسبب في ارتفاع حالات الطلاق.. والإفتاء: غالبية المشكلات زوجية نتيجة عن سوء استخدامها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مر أكثر من عقد على نشأة مواقع التواصل الاجتماعي وما زال الحديث عن أضرارها في حالة مستمرة، وخاصة الأضرار الأجتماعية التي سببتها على رأسها ارتفاع حالات الطلاق.

ورصدت الأمم المتحدة في إحصاءات، أن نسب الطلاق ارتفعت في مصر من 7% إلى 40% خلال نصف القرن الماضي، بسبب ما خلفته عوامل التطور التكنولوجي من تواصل بين أفراد المجتمع، وسرعة الوصول إلى أي معلومة، وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دورها الهائل في اكتشاف الخيانات المتبادلة بين الأزواج، وهو ما سارع من وتيرة طلب الخلع والطلاق، ليصل إجمالي المطلقات في مصر إلى 4 ملايين مطلقة خاصة أن ما تشهده وسائل التواصل الاجتماعي يسهم وإلى حد كبير في تغيير السلوكيات المتعارف عليها بين الأزواج، ثم في حدوث خلل جسيم في العلاقات الزوجية. 
 

مفتي الجمهورية: المخترعات الحديثة سلاح ذو حدين..وإذا افتقدنا البوصلة الأخلاقية فقدنا كل شيء

الإفتاء:المخترعات الحديثة هي سلاح ذو حدين

في كلمته التي ألقاها في الندوة التثقيفية التي عقدتها جامعة المنصورة الجديدة، أمس الأحد،  أشار الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية، إلى أن  كل المبتكرات والمخترعات الحديثة هي سلاح ذو حدين وإذا لم تستخدم استخدامًا صحيحًا فلا تؤدي إلى منفعة، وضرب فضيلته مثلًا بمواقع التواصل الاجتماعي التي قد تستخدم في قضاء حوائج الناس ولكن قد تؤدي إلى تزييف الوعي كذلك، فغالبية ما يأتينا من مشكلات زوجية في دار الإفتاء وحالات الطلاق كانت نتيجة عن سوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وقد رصدنا ذلك من خلال الفتاوى التي تأتينا.

وأشار المفتي إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي حجمت القراءة، قائلًا: "نحتاج إلى إفاقة مرة أخرى خاصة في وسط الشباب، ولدينا كأبناء مصر قدرة كبيرة لا حد لها بأن نتفوق وأن نعلوا ونحقق الطريق الذي نمشي فيه، فالعقل المصري بارع ولكنه يحتاج إلى همة واستنهاض، فالإنسان العربي للأسف لا يقرأ بالقدر الكافي مقارنة بالدول الأخرى، رغم أن أول آية نزلت هي اقرأ".
 

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.. هل يؤثر على صحتنا العقلية؟ - منصة شفاء

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

في عام 2022 قالت دار الإفتاء إن زيادة معدلات الطلاق باتت في الآونة الأخيرة معضلة كبيرة تؤرق المجتمعات وتهدد أمنها القومي واستقرارها، وهي باعتبارها ظاهرة من الظواهر الاجتماعية التي تتأثر وبصورة مباشرة بوسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها منصة (الفيس بوك والواتس آب) التي تتسع دائرة انتشارها بشكل كبير بين مختلف الطبقات والأعمار والمناطق في مصر بواقع أكثر من 38 مليون شخص، منهم 14 مليونًا من الإناث، و24 مليونًا من الذكور (وفق آخر إحصاء).

وأضافت الدار:  أصبح إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها أحد العوامل المسببة لزيادة حالات الطلاق -طبقًا لما أثبتته عدة دراسات اجتماعية وإحصائية- بمعدل 27% من حالات الطلاق؛ حيث انكفأ كلُّ واحد من الزوجين أغلبَ أوقاته على جهازه وعالمه الافتراضي الخاص الذي تتميز العلاقات فيه بالوهمية، واتخذه متنفسًا له في تعدد العلاقات والصداقات، ونشر مختلف أحوال حياته وشئونه الخاصة.
 

زوجك مدمن لمواقع التواصل الاجتماعي؟.. هكذا تتعاملين معه | مجلة سيدتي

انشغال الزوج بمواقع التواصل

في 2013 خرج جهاز التعبئة العامة والإحصاء بدراسة تشير إلي أن ‏40‏ ألف حالة من حالات الطلاق التي شهدتها مصر العام الماضي كان سببها انشغال الزوج عن زوجته من خلال موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر.

ويشير تقرير صادر عن مركز معلومات مجلس الوزراء الكويتي، في 2022، بشأن نسب الطلاق عربيا، إلى أنه ورغم تصدر مصر قائمة الدول العربية الأكثر طلاقا من حيث العدد، إلا أن ذلك ربما يأتي بفعل عدد سكانها الكبير، لكن التقرير يشير إلى أن الكويت هي الأولى على رأس القائمة، رغم انخفاض عدد سكانها، إذ ارتفعت نسبة الطلاق بها إلى 48% من إجمالي عدد الزيجات.

ويضع التقرير مصر في المركز الثاني، فيما يتعلق بنسبة الطلاق إلى عدد الزيجات، ويأتي بعدها في المركزين الثالث والرابع الأردن وقطر، واللاتان ارتفعت بهما نسبة الطلاق إلى إلى 37.2 في المئة و37 في المئة، ووفقا للتقرير أيضا فإن كلا من لبنان والإمارات قد تساوتا في نسب الطلاق، على اختلاف الظروف بين البلدين بنسبة 34% لكل منهما، وتلتهما كل من من السودان بنسبة وصلت إلى 30 في المئة، والعراق بنسبة 22.7 في المئة، ثم السعودية بنسبة 21.5 في المئة.

وكانت أسباب تزايد حالات الطلاق في مصر والدول العربية، التي تعيش نفس ظروفها الاقتصادية، تعود إلى العامل الاقتصادي بالأساس، فإنها في الدول الخليجية ذات الثراء تبدو مختلفة، وحيث يؤكد خبراء القانون والمجتمع هناك على أن غالبية حالات الطلاق تعود بالأساس إلى العنف الأسري، وغياب التكافؤ، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.