سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على التطورات الأخيرة في الحرب الحالية بين القوات الروسية والأوكرانية والتي تمثلت في تحقيق الجانب الروسي تقدما ملموسا من خلال السيطرة على مدينة أفدييفكا الواقعة في شرق أوكرانيا بعد انسحاب القوات الأوكرانية منها لتجنب المزيد من الخسائر.
وأشار كاتب المقال شوان ووكر إلى تصريحات القائد العام للجيش الأوكراني أوليكسندر سيرسكي التي برر فيها انسحاب قواته من المدينة للحيلولة دون قيام القوات الروسية بتطويق جنوده وإلحاق المزيد من الخسائر بالقوات الأوكرانية خاصة أن الصراع حول المدينة بين الطرفين مشتعل منذ أكتوبر الماضي.
وأكد سيرسكي في تدوينة له عبر الفيس بوك اليوم السبت ، أنه أصدر أوامره للقوات الأوكرانية بالانسحاب من أجل الحفاظ على أرواحهم وتجنب المزيد من الخسائر بالتراجع نحو مواقع دفاعية أقوى، مضيفا أن القوات الأوكرانية على الرغم من ذلك قاتلت ببسالة وقامت بواجبها العسكري على أكمل وجه.
وأضاف المقال كذلك أن استيلاء القوات الروسية على المدينة يحمل أهمية خاصة حيث إنه يتيح للجانب الروسي السيطرة الكاملة على محيط مدينة دونيتسك التي ضمتها موسكو للأراضي الروسية عام 2014، موضحا أن تلك التطورات تأتي تزمنا مع الذكرى الثانية للحرب بين الطرفين، والتي تحل في غضون أيام.
ويلفت المقال في الوقت نفسه إلى أن المكسب العسكري الذي حققته القوات الروسية باستيلائها على أفدييفكا يعد الأول من نوعه منذ أن بسطت القوات الروسية سيطرتها على مدينة باخموت في مايو من العام الماضي.
وينوه إلى أن الصراع حول المدينة بين القوات الروسية والأوكرانية ظل محتدما لعدة أشهر قامت خلالها القوات الروسية بتكثيف هجماتها على الجانب الأوكراني إلا أنها تمكنت في الأسابيع الأخيرة من تحقيق تقدم ملموس على خط المواجهة حتى تمكنت من السيطرة عليها أول أمس الخميس.
ويلفت المقال إلى أن الرئيس الأوكراني قام مؤخرا بتعيين سيرسكي قائدا عاما للجيش خلفا للقائد السابق فاليري زالوجني، مبررا قراره بحاجة القوات الأوكرانية لانتهاج أسلوب جديد في مواجهة القوات الروسية.
ويشير المقال في الختام إلى أن القائد الجديد قام فور تعيينه بإرسال تعزيزات دفاعية للمدينة بعد أن قامت القوات الروسية بتطويقها من ثلاث جهات، موضحا أن المدينة كانت تعد أكبر الحصون العسكرية للقوات الأوكرانية بعد تمكن القوات الروسية من السيطرة على مدينة دونيتسك عام 2014.
