الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العيد السابع والخمسون للجيش الثالث الميداني والسويس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من حقنا نفتخر بعيد الجيش الثالث الميداني الـ٥٧ حيث أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارًا بإنشاء الجيش الثالث الميدانى تحت رقم ١٠٢٨ بتاريخ ٣١ ديسمبر ١٩٦٧ أى بعد أقل من ٦ أشهر على هزيمة ٥ يونيو للتأكيد على الثأر والانتصار على العدو الاسرائيلي وتطوير قواتنا المسلحة، وقد بدأ الجيش الثالث مهامه ناحية السويس وفقا لقرار إنشائه بالأمر الصادر من هيئة التنظيم والإدارة العسكرية والذى بدأ عمله الفعلى في الأول من يناير ١٩٦٨.
ومع بداية يناير الجديد ٢٠٢٤ المفترض أن نحتفل بالعيد ٧٥ للجيش الثالث الميداني، الذي يؤرخ بأعماله العسكرية المجيدة أثناء معارك الاستنزاف طوال الفترة من ١٩٦٨ وحتى عام ١٩٧٣ معركة النصر في أكتوبر المجيد حيث كان الجيش الثالث قلب قواتنا المسلحة النابض.
ويكفى ما كتبه الفريق عبد الغنى الجمسى في مذكراته عن مقاومة السويس، وكذلك الفريق يوسف عفيفى من خلال كتابه ومذكراته «فوهة الأسد».
ولعل الصورة الناصعة للجيش الثالث الميدانى تتجلى فى معركة لسان بورتوفيق التى تصدرت صورها صحف العالم ووكالات الأنباء الأجنبية والعربية والتي كانت تبشر بالانتصار بسقوط أول نقطة حصينة بخط بارليف الإسرائيلي أمام لسان بورتوفيق بالسويس مع الأيام الأولى للحرب فى أكتوبر ١٩٧٣.
حيث قتل أكثر من ٢٣ جنديا إسرائيليًا غير المصابين والذين قاموا بالاستسلام مع إنزال العلم الإسرائيلى بحضور ممثلى منظمة الصليب الأحمر حيث وقف قائد الموقع الإسرائيلى ذليلًا وهو يحيى الرائد زغلول فتحى أثناء ارتفاع العلم المصرى فوق النقطة الحصينة بلسان بورتوفيق وبحضور وكالات الأنباء ومحافظ السويس آنذاك اللواء محمد بدوى الخولى وهى الصورة التى أكدت على بشاير النصر على العدو الإسرائيلي.
ويكفى فخرًا الجيش الثالث إسكات المدافع الإسرائيلية من موقع عيون موسى المحتل من قبل القوات الإسرائيلية آنذاك بطلقات المدافع الإسرائيلية المعروفة باسم «الهاوزر» بداناته الثقيلة التى كانت تدمر منطقة بورتوفيق وتقذف السويس بشراسة وكان يطلق أبناء السويس على هذا المدفع «أبوجاموس» والذى تم تدميره وإسكاته بفضل أبطال الجيش الثالث.
يضاف إلى ذلك معركة التبة المسحورة.. وبسالة الجنود في معركة الجزيرة الخضراء ومعركة عيون موسي.. فضلا عن معركة جبل المر.. وكبريت.. وتطهير سيناء من خلال العملية الشاملة ضد الإرهاب والتطرف.
كما يحق لنا أن نثمن ما قام به الجيش الثالث الميدانى للحفاظ على مدينة السويس ومصانعها وسيناء أثناء الحرب على الإرهاب الأسود فترة حكم الإخوان.
كما نثمن جاهزية واصطفاف الفرقة الرابعة المدرعة للجيش الثالث يوم ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٣ بكامل أسلحتها استعدادًا للدفاع عن حدود الوطن بالتزامن مع معارك طوفان الأقصي والعدوان الإسرائيلي على غزة ومحاولات التهجير للفلسطينيين إلى سيناء وضد تصفية القضية الفلسطينية، وكان ذلك بحضور القائد الأعلي والقيادة السياسية يعد أمرا مهمًا ورسالة واضحة للعدو الإسرائيلي.
كما نثمن المشروعات التنموية والخدمية على أرض المحافظة من إنشاء مخابز ومنافذ كذلك تطوير الشوارع والميادين وإنشاء سلاسل أسواق بدر لتوزيع المنتجات الغذائية والأجهزة الكهربائية كذلك مساندة خطط الكوارث والأزمات ومجمعات التعليم للحاسبات والكمبيوتر والترجمة وأعمال الطباعة فضلا عن الأماكن الترفيهية من أندية وكافتيريات وحدائق عامة خدمة لأبناء السويس.
يضاف إلى ذلك العلاقات الراقية مع الجمعيات الأهلية وإعادة بناء الكنائس التى تم إحراقها وتطوير المساجد والمشاركات الاجتماعية النشطة يضاف إلى ذلك خدمات المستشفى العسكرى ومراكز الخدمة فضلا عن الخدمات المجانية الطبية الإنسانية.
إن استخلاص الدروس في العلاقة بين الجيش المصرى والمجتمع سواء في التلاحم الشعبى مع الجيش ومساندته وحماية الجبهة الداخلية أثناء المعارك العسكرية والوطنية ضد الأعداء، كذلك علاقة الجيش المصرى مع الحياة المدنية والمشاركة المجتمعية في معارك التنمية وتطوير بلادنا أثناء السلم هى علامة دالة على مدى وطنية الجيش المصرى العريق ومدى ارتباط المصريين بجيشهم العظيم.
ولعل العلاقة بين شعب السويس والجيش الثالث الميدانى عبر المعارك العسكرية والمواقف الوطنية تعتبر النموذج في العلاقات المتينة أثناء فترات الحرب والسلام والتوجه للبناء والتنمية هى نموذج راق لكل الجيوش الميدانية وعلاقتها بالمحافظات، وكذلك المناطق المركزية والجيش المصرى العظيم بكامل أرض الوطن.
وأخيرًا أصبح الأمر معقودًا بمدى تماسك الجبهة الداخلية وضرورة المكاشفة والمصارحة وتحديد الأولويات وفتح الحوار الوطني للتعددية الحزبية وفى الإعلام الذي يتواكب مع مواجهة الفساد والحكم الرشيد، وذلك من أجل مصر التى نريدها الأفضل مع الولاية الثالثة للجمهورية الجديدة.
عبدالحميد كمال: كاتب صحفي وبرلمانى سابق