الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خاص| مدير بمستشفى الإندونيسي في غزة: شلالات المصابين والجرحى أجبرتنا على مُضاعفة الأسرة لـ 320.. نُجري العمليات على الأرض تحت كشافات الطوارئ.. ومرضى السرطانات والكلى فقدوا أدويتهم

أب يحمل طفلته ضحية
أب يحمل طفلته ضحية العدوان الإسرائيلي على غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف الدكتور مروان السلطان المدير الطبي بمستشفى الإندونيسي بغزة؛ تفاصيل الأوضاع الصحية بعد أكثر من 30 يومًا على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي؛ مؤكدًا أن الأوضاع الطبية والصحية تزداد صعوبة وتعقيدًا يومًا بعد يوم، مع تزايد الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين. 

وأكد أن ما يحدث هنا في غزة ليست حربًا ولا قصفًا بل إبادة جماعية باستهداف آلة الحرب لأحياء سكانية كاملة؛ واستهداف مدارس الإيواء ينتج عنه شلالات من الإصابات والشهداء. 

وأضاف في حديثه لـ «البوابة نيوز»، أن ما يزيد الأوضاع الطبية والصحية تعقيدا النقص الحاد جدًا في الأدوية والمستلزمات الطبية؛ فبعد شهر من العدوان الإسرائيلي المحتل على غزة فإن المخزون قارب جدًا على النفاد خاصة وأن شدة القصف والمستمر يستهلك مستلزمات كثيرة جدًا لتضميد جراح آلاف المصابين. 

وأكد «السلطان» أن شلالات الإصابات والجرحى؛ أجبرتنا على مضاعفة أسرة المستشفى من 140 سريرا إلى 320 سريرا ورغم ذلك فإن المرضى يفترشون أرض وطرقات طوارئ المستشفى ونضطر للتعامل مع الحالات على الأرض في محاولة لإنقاذ أرواح المرضى من الموت جراء تزايد جرائم مجازر الاحتلال. 

وأوضح أنه خلال 48 ساعة فقط؛ استقبل مستشفى الإندونيسي في غزة مصابي 12 مجرزة جديدة ارتكبها الاحتلال في كل مجرزة يصل عدد مُصابيها لـ 200 شخص مصاب بجراح مختلفة، إلا أن المجزرة الأولى كان عدد ضحاياها لا يقل عن 400 شهيد ومصاب؛ كل هذه الجرائم تزيد من إرهاق الطواقم الطبية والسعة الاستعابية الموجودة في المشافي؛ مؤكدًا أن زيادة عدد الأسرة التي حتى باتت الغرف لا تتسع لأي سرير إضافي آخر قائلًا «كلما زادت عدد الأسرة من الممكن أن يعمل على انتشار للأوبئة والجراثيم ولكن كل التركيز الآن في ظل القصف الغاشم هو الإصرار على إنقاذ حياة آلاف الجرحى والمصابين». 

وأضاف أن بعد أكثر من 30 يومًا على إرهاب الاحتلال الصهيوني في غزة؛ فإن الطواقم الطبية وضعها بين السييء والأسوأ بعد فقدانهم جزءًا من السيطرة النفسية والعصبية وانهيار حالتهم الجسدية تزامنًا مع العمل المتواصل ليل نهار وإصابتهم بالإرهاق التام؛ فقط "معية الله هي التي تدعم الطواقم الطبية" بعد إصابة واستهداف عدد كبير من الطواقم الطبية. 

وأكد «السلطان» أن العديد من المستشفيات في غزة خرجت من الخدمة بينها مستشفى بيت حنون ومستشفى الدرة للأطفال؛ وهناك العشرات من المستشفيات على أعتاب الخروج من الخدمة إن لم يتم تزويدها بالوقود والمستلزمات الطبية ستتوقف عن العمل نهائيًا خلال 20 ساعة. 

اقرأ أيضًا: 

خاص| اليونيسيف: أطفال غزة يعيشون كابوسًا طويلا.. أرقام الضحايا مخيفة جدًا ولن تمر مرور الكرام.. شاهد

وحول مصابي الأمراض المُزمنة من غسيل الكلى ومرضى السرطان في زمن إرهاب الاحتلال الصهويني؛ قال الطبيب الفلسطيني: إن عددا كبيرا جدًا من المرضى فقدوا جداول الغسيل الكلوي؛ ولكن من يستطيع الوصول لمركز "النور الكعبة" يتم تقديم كل الخدمات الموجودة؛ فسابقًا كان يأتي نحو 180 مريضا يوميًا؛ ولكن بعد العدوان الإسرائيلي لا يتجاوز عدد المرضى المترددين على المركز 80 مريضًا بحاجة ملحة لخدمات الغسيل الكلوي. مؤكدًا أن كثيرا من مرضى السرطان فقدوا الأدوية وخطط تنفيذ علاج الكيماوي والأدوية لصعوبة التنقل والتحرك للوصول لمستشفى الصداقة التركي. 

وأكد أنه بعد 30 يومًا من العدوان الإسرائيلي؛ فإن حتى اللحظة لم يتلق المستشفى الاندونيسي أي نوعٍ من الدعم سواء «مُستلزمات طبية أو وقود أو أدوية» رغم الحاجة الملحة والضرورة لهذه المقومات لمواصلة العمل الطبي والإنقاذي. 

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي فعلنا خطط تقليص الخدمات المقدمة للمرضى؛ فنحن الآن مركز طوارئ نعمل على إنقاذ الحياة وتم إيقاف العمليات إلا في الحالات طارئة جدًا لإنقاذ الحياة. إذ تعمل غرفتا العمليات والعناية المُركزة على مولد كهربائي صغير؛ أما باقي المستشفى يعمل على كشاف الطوارئ للإضاءة فقط. 

اقرأ أيضًا: 

بين التهجير والنزوح وصولًا للتشرد.. سيدة فلسطينية لـ «البوابة نيوز»: غزة صارت أطلالًا.. والناجي من القصف يقتله «الجرب»


وفي ختام حديثه؛ أكد قائلًا: أطلقنا ناقوس الخطر عدة مرات وإن لم يتم تزويدنا بالوقود؛ سيتم إعدام مُبكر لمعظم المصابين الموجودين داخل مستشفيات خصوصا المرضى في غرف العناية المركزة والذين يحتاجون لإجراء عمليات جراحية؛ مناشدًا المجتمع الدولي الذي يدعي الإنسانية بالاستيقاظ من نومه والسماح بمرور المستلزمات الطبية والوقود في ظل الانهيار الذي يضرب الكوادر الطبية وفتح المعبر رفح وإدخال المساعدات وإخلاء الجرحى ووقف العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين الآمنين في بيوتهم وفي المستشفيات ومراكز الإيواء.