الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

كيسنجر يروى لـ«جيروزاليم بوست» تفاصيل مثيرة عن حرب أكتوبر.. وزير الخارجية الأمريكى الأسبق: إسرائيل كانت تخسر 200 مقاتل يوميًا

الجيش المصري
الجيش المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان ولا يزال نصر أكتوبر المجيد، كابوسًا يؤرق العدو الإسرائيلي إذ نجحت العقلية والعقيدة العسكرية المصرية في هدم هالة الوهم التي صنعها الكيان المحتل حول نفسه، فكان بذلك أجدر أن يتهاوى منذ اللحظة الأولى لشن الحرب، متكبدًا خسائر لا حصر لها على المستوى المادي والنفسي.

وذلك بشهادة من شخصيات بارزة عاصرت الأحداث كانت أولهم رأس السلطة الإسرائيلية آنذاك، رئيسة الوزراء جولدا مائير، وغيرها من ممن شهدوا بتفوق الجانب المصري والعربي خلال ايام الحرب.

وفي هذا الشأن؛ نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، تحت عنوان: "حرب يوم الغفران: هنري كيسنجر، يتحدث عن دور الولايات المتحدة في أحلك ساعات إسرائيل"، مقابلة أجرتها مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، روى خلالها كواليس مثيرة عن حرب أكتوبر ١٩٧٣.

ويتذكر كيسنجر صباح "يوم الغفران" عام ١٩٧٣، قائلا: "في الساعة السادسة والنصف صباحًا، طلب مني جوزيف سيسكو، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، آنذاك، مقابلتي بشكل عاجل، قائلا: هناك أزمة في الشرق الأوسط، وإذا تصرفت على الفور، فلا يزال بإمكانك إيقاف ذلك".

وكان الدكتور هنري كيسنجر، الذي شغل المنصب في الفترة من عام ١٩٧٣ إلى عام ١٩٧٧، في نيويورك، في ذلك الوقت مع كامل الفريق الرفيع المستوى في وزارة الخارجية بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي للأمم المتحدة، وكان الفجر قد بدأ بالبزوغ في "المدينة الأكثر يهودية خارج إسرائيل"، بحسب الصحيفة.

ويقول كيسنجر: "كانت التقارير غامضة، وقيل إن الإسرائيليين لا بد أنهم هاجموا، لأنه لم يعتقد أحد أن المصريين قادرون على شن هجوم عبر قناة السويس".

ويضيف: "قلت الشيء الوحيد الذي لن يحدث هو أن الإسرائيليين سيهاجمون في يوم الغفران وهذا عمليا - تقريبا - مستحيل، ولكن بحلول منتصف النهار، أصبح من الواضح أن هذه كانت حربًا منظمة، وأنها كانت هجومًا واسع النطاق".

يتابع كيسنجر، بالقول: "اعتقد فريقنا أن الإسرائيليين سيستطيعون إحباط الهجوم في غضون ساعات قليلة. أول شيء قمت به هو التوجه إلى السفير الإسرائيلي سيمحا دينيتز. ولم يكن في واشنطن، وقد كان في القدس".

ويشير كيسنجر في معرض رده على سؤال حول الوضع المتطور في الشرق الأوسط، في خريف عام ١٩٧٣: "لقد أصبحت وزيرًا للخارجية، قبل أسبوعين من بدء الحرب، لكنني كنت مستشارًا للأمن القومي، لمدة أربع سنوات ونصف قبل ذلك، وفي المسار الطبيعي للأحداث، لم تتضمن التقارير الاستخبارية التي تلقيتها أي معلومات غير عادية. تم تنصيبي كوزير للخارجية، يوم السبت، في الأسبوع الثالث من سبتمبر، وبعد ذلك رأيت تقارير عن تركز القوات العسكرية المصرية. لا أتذكر أنهم أبلغوا عن أي شيء عن السوريين، لكنهم كانوا بالتأكيد يبلغون عن حشد عسكري".

وأضاف هنري كيسنجر، قائلاً: "كنا نعتقد أنه لا يعني الكثير، لأنه في السنوات السابقة، كان الرئيس المصري أنور السادات، يهدد كثيرًا ولم يفعل شيئًا. لذلك فكرت، إذا كانوا يبنون فأنا أريد تقارير يومية عن الشرق الأوسط. كل يوم كانوا يكررون نفس الشيء. شعرت بعدم الارتياح إزاء تطور الوضع، ولكن لم تكن هناك أخبار تدعم مخاوفي، لقد حاولت إسرائيل طمأنتنا. كانوا يخشون أن نمارس الضغط، فقالوا لنا إنهم لا يرون أي سبب للقلق بشكل خاص".

وفي إسرائيل أيضًا، في الأيام التي سبقت اندلاع الحرب، تراكمت الأخبار عن تمركز قوات كبيرة غرب قناة السويس. وقد فسرها قادة الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات على أنها جزء من مناورة، وكانوا مقتنعين بأن المصريين لا ينوون شن هجوم. وقد رفضت الرقابة العسكرية تقارير المراسلين العسكريين حول حشد قوة مصرية غير عادية في سيناء.

وأردف كيسنجر، قائلا: "في نهاية يوم من القتال، عندما اقترب وقت الظهر من يوم الأحد، كان من الواضح أن الجيشين المهاجمين (المصري والسوري) قد أحرزا تقدمًا كبيرًا، لكننا صممنا منذ البداية على منع ذلك.. لقد كنا على قناعة تامة، منذ اللحظة الأولى، بأننا سنعيد الوضع إلى ما كان عليه، ولكن بحلول نهاية اليوم الأول، كان من الواضح أن الجيوش المهاجمة قد حققت تقدمًا واسع النطاق".

ومضى، قائلا: "كان مشهد المعركة مختلفًا تمامًا عما تخيله الخبراء الأمريكيون عندما أصبحت أنباء الهجوم المصري معروفة، وعندما اندلع القتال، تمكن المصريون من اختراق خط "بارليف" وتسلل أكثر من ١٠٠ ألف جندي ونحو ٤٠٠ دبابة ووحدات كوماندوز إلى سيناء، وبناء عدة جسور فوق القناة".

وكشف أنه في الأيام الأولى من الحرب، فقدت إسرائيل ما يقرب من ٢٠٠ مقاتل يوميًا. تم أسر العديد من جنود الخط الأول من قبل مصر. لم يكن لدى القوات الجوية الإسرائيلية رد مناسب. الطيارون الذين أصيبوا وتمكنوا من تشغيل المقاعد القاذفة انضموا إلى الجنود الذين تم أسرهم في تحصينات "بارليف"... تعرضت الأرتال المدرعة الإسرائيلية التي تقدمت بشكل فوضوي إلى سيناء لهجوم جوي، بحسب الصحيفة.

وتابع: "في الأيام الثلاثة الأولى من القتال، فقدت القوات الجوية الإسرائيلية ٤٩ طائرة وتضررت ٥٠٠ دبابة في سيناء. كان هناك نقص في ذخائر المدفعية في مستودعات الطوارئ وتم اكتشاف أن المعدات صدئة جزئيًا وغير صالحة للاستخدام. في إسرائيل، شاهدت الأمهات والآباء والزوجات والأطفال صور الدبابات وهي تشتعل فيها النيران والجنود الذين يتم أسرهم، وفق الصحيفة الإسرائيلية".

واستكمل: "لقد ذهلت الحكومة الإسرائيلية. وكان وزير الدفاع موشيه ديان، ورئيسة الوزراء جولدا مائير، على وشك الانهيار".