الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تضم 1067 مخطوطا نادرا و16 ألف مطبوع.. مكتبة رفاعة الطهطاوى بسوهاج.. قبلة للباحثين ومن أكبر 3 مكتبات فى مصر.. مديرها يطالب بضم الأعمال الكاملة عن ملف الإسلام السياسى لـ«عبد الرحيم علي» للاستعانة بها

مكتبة العلامة رفاعة
مكتبة العلامة رفاعة رافع الطهطاوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

 

مكتبة العلامة رفاعة رافع الطهطاوى، هى واحدة من أكبر 3 مكتبات أثرية وتاريخية على مستوى الجمهورية، وأحد أهم المعالم الحضارية العتيقة بمحافظة سوهاج، فهى قبلة للباحثين والطلاب، شهدت المكتبة خلال الفترة الماضية، أعمال تطوير مكثفة لإعادة إحياء وترميم أجزائها المتهالكة، فى رسالة واضحة من الدولة والقيادة السياسية للحفاظ على الهوية المصرية والتراث الحضارى، 

 «البوابة نيوز» فى جولة داخل مكتبة العلامة رائد الفكر والتنوير الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى.

من هو رفاعة رافع الطهطاوى؟

هو رفاعة بك بن بدوى بن على بن محمد بن على بن رافع، ويلحق نسبه بمحمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن فاطمة الزهراء، والعلامة الطهطاوى هو واحد من قادة النهضة العلمية فى عهد محمد على باشا، ولد فى 15 أكتوبر 1801، بمركز ومدينة طهطا التابعة لمحافظة سوهاج، ونشأ فى عائلة ملحوظة من القضاة ورجال الدين فلقى رفاعة عناية من أبيه، فحفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة والده رجع إلى موطنه طهطا، ووجد من أخواله اهتماما كبيرا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التى كانت متداولة فى هذا العصر، وقرأ عليهم شيئا من الفقه والنحو، والتحق رفاعة وهو ابن 16 عاما بالأزهر الشريف فى عام 1817 وشملت دراسته فى الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وغير ذلك.

نشأة المكتبة

وفق مخطوط أثرى نادر يرجع تاريخ إنشاء مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى، إلى عام 1932، على خلفية إهداء محمد بدوی رفاعة، إلى بلدية سوهاج مكتبة جده العلامة الطهطاوى، وكانت تضم وقتها من الكتب، حوالى 4 آلاف كتاب فى مختلف العلوم والفنون، بینها 1067 مخطوطا، وكان رواد المكتبة فى بداية نشأتها يقتصر على الباحثين عن تلك المطبوعات النادرة، ثم أضيف الى المكتبة الكثير والكثير من الكتب حديثة التأليف، والتى واكبت التطور الثقافى والعلمى، وكانت تعرف فى عهد الملك فاروق باسم «مكتبة سمو الأمير فاروق» وبعد قيام ثورة يوليو 1952، باتت تعرف باسم «مكتبة البلدية»، وفى أواخر عام 1958، سميت «مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى»، وبناء على قرار مجلس المحافظة فى عام 1961، تم ضم مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى للمجلس وتم افتتاحها بتلك الصفة فى 14 مايو عام 1961م.

محتويات المكتبة
تضم مكتبة رائد التنوير الفكرى 1067 مخطوطا نادرا و16 ألف مطبوع، من بينها عدة مجموعات أولاها المجموعة العتيقة، ومن بينها مخطوطة كاملة يرجع عمرها لأكثر من 1000 عام، وهى مخطوطة كتاب الفصيح فى اللغة لأبى العباس أحمد بن يحيى، المعروف باسم ثعلب.

يمتاز هذا المخطوط النادر بأنه بحالة جيدة، وذلك رغم كونه من أقدم المخطوطات فى العالم، كما تضم كتاب «الأخبار الطوال فى ذكر ملوك الأرض» للدينورى، وهى نسخة مدونة فى بداية القرن السادس هجريا، وتضم أيضا العديد من المخطوطات التى كتبت بيد مؤلفيها أنفسهم، منها «رسائل محمد بن يوسف الأنطاكى»، و«منظومة الجامع الكبير» لابن إسحاق، و«لغة السائل فى تبليغ الرسائل» للجوجرى، و«تاريخ قلائد المفاخر فى غريب عوائد الأوائل الأواخر» لرفاعة الطهطاوى، فضلا عن اقتنائها عشرات المخطوطات لمعاصرى رفاعة الطهطاوى من العلماء، وشيخه حسن العطار، شيخ الأزهر الشريف، وعددا من أفراد أسرته من بينهم على باشا فهمى رفاعة، ومحمد بدوى بك رفاعة، كما تضم المكتبة أيضا مخطوط للمصحف الشريف عمره يصل إلى 950 عاما، فضلا عن العديد من النوادر الخطية، وعددا من الكتب والمجلدات الهامة، وأمهات الكتب والمخطوطات فى شتى المجالات التاريخية والثقافية والعلمية، والتى يرجع عمرها لأكثر من 300 عام.

ترميم المكتبة

شهدت المكتبة فى عهد اللواء طارق الفقى، محافظ سوهاج، العديد من أعمال الترميم والإحياء للأجزاء المتهالكة من الأعمدة والأبواب الخاصة بها، فضلا عن إعادة الطابع المعمارى لأرضيات المكتبة، وإعادة صياغة الأثاث القديمة المتواجدة من خلال عمل دواليب حفظ للإطلاع والحفاظ على الطراز الإسلامى المميز لتلك القطع القديمة، بالإضافة إلى تطوير المرافق والإضاءة بالمكتبة وهى عبارة عن نجف ودلايات ذات طابع إسلامى مميز، وإنشاء جزء متحفى بمدخل المكتبة، يضم بعض المخطوطات والكتب الأثرية النادرة من المكتبة، ووضع تمثال بمدخل المكتبة للشيخ رفاعة الطهطاوى، على مساحة 250 مترا.

تتكون من صالة استقبال، وقاعة اطلاع، وغرفتين للمحفوظات، ومكتب إدارة، بتكلفة بلغت 3 مليون و960 ألف جنيه، وذلك ضمن خطة المحافظة لوضع المكتبة فى المكانة اللائقة بها، كونها مكتبة تراثية تضم مخطوطات تاريخية نادرة، وذلك بالتوازى مع اهتمام القيادة السياسية، وتوجهات الدولة للحفاظ على التراث الحضارى، والمبانى ذات الطراز المعمارى الفريد، حيث استغرقت أعمال التطوير 4 أشهر.

فى هذا الصدد، تواصلت «البوابة نيوز»، مع صلاح الجعفرى، مدير مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى بسوهاج، والذى أكد أن عدد المترددين على المكتبة سنويا أكثر من 2000 طالب وطالبة، علاوة على طلبة الجامعات أثناء الدراسة والذين يقومون بعمل الأبحاث العلمية من طلبة كليات الدراسات الاسلامية وطلبة آداب تاريخ ومكتبات.

وأضاف الجعفرى، أن المكتبة تحتوى على عدد من المقتنيات والكتب التراثية، والتى من بينها مخطوطات نادرة بلغ عددها حوالى 1067 مخطوطا حسمبا متواجد بفهارس المكتبة، وأقدمها شرح فصيح ثعلبه والذى يرجع تاريخه للقرن الرابع الهجرى، كما يوجد بالمكتبة مصحف مذهب يرجع تاريخه للقرن الخامس الهجرى وكذلك مخطوطات بخط العلامة الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى.

وأشار إلى أن الكتب متاحة للجمهور، مهما كان تاريخ أى مطبوع أو مخطوط محفوظ، ومن يستخدمها يأتى إلينا بخطاب رسمى من إدارة الكلية التابع لها للاطلاع عليها وتصويرها.

وعن طريقة الاحتفاظ بالمقتنيات والكتب التاريخية، أوضح الجعفرى، أنه بعد تطوير المكتبة مؤخرا تم إنشاء معامل للترميم وكذلك للرقمنة، ويجرى الآن العمل تحت إشراف أساتذة من كلية الأثار، بالتعاون مع الدكتوره إيمان حماد، المشرف العام على المشروع.

وأكد أن المكتبة تقوم بدور ثقافى وتنويرى، حيث تعقد ندوات أدبية وثقافية أسبوعيا، ورحلات مدرسية لتعريف النشئ بدور المكتبة علميا وأدبيا.

واختتم الجعفرى حديثه، بتقديم الشكر لـ«البوابة نيوز»، على تواصلها وإلقاء الضوء على المكتبة العريقة التى تعد واحدة من أكبر 3 مكتبات على مستوى الجمهورية.

وطلب من الكاتب الصحفى عبد الرحيم على، رئيس مجلسى إدارة وتحرير «البوابة»، والخبير فى ملف الإسلام السياسى، ضم نسخة من مجموعة الأعمال الكاملة عن ملف الإسلام السياسى، والتى ضمت 7 مجلدات، صدرت خلال شهر مارس 2023، وتحتوى على أبرز ما كتب من كتب ودراسات وأوراق بحثية ومقالات خلال ما يزيد على ثلث قرن من الكتابة، تناول فيها الكاتب البحث والرصد والتحليل لظاهرة الإسلام السياسى على اختلاف تنوعها الدعوية والإصلاحية والراديكالية، لتكون مرجعا لرواد المكتبة، لتقديم العون لهم ومساعدتهم فى الأبحاث التى يعكفون على كتابتها، مؤكدا أن المكتبة أنشأت قسما للتبرع بالكتب القيمة والتاريخية ووضع اسم كاتبها على المكان المخصص لها.

صلاح الجعفرى مدير مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى بسوهاج