الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

شارل دو بلوندان يكتب: ألبرت سيفرين روش.. الرجل القوى الذى أسر 1200 ألمانى!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألبرت سيفرين روش جندى فرنسى فى الحرب العالمية الأولى جُرح ٩ مرات وأسر ما يقرب من ١٢٠٠ جندى ألمانى خلال الحرب بأكملها.
إنها قصة عظيمة ولكن للأسف لا يعرفها الكثيرون: قصة جندى فرنسى يلقب بالمارشال فوش هو «أول جندى فى فرنسا» جُرح تسع مرات ولا يحتفظ التاريخ إلا بالقليل من اسمه.
ولد ألبرت سيفرين روش فى ٥ مارس ١٨٩٥ فى ريوفيل (دروم)، وهو ابن لعائلة من المزارعين. وعندما اندلعت الحرب، أراد والده إبقاء ابنه فى المزرعة لكن هذا ليس على ذوق الابن الذى هرب وجند كجندى فى ٣٠ كتيبة Chasseurs.
ولكن لم يأت الأمر على ما يرام فحياة التدريب والثكنات لم تناسب الشاب فهرب ووضع فى السجن لأول مرة وربح قضيته ونُقل فى يوليو ١٩١٥ إلى آيسن إلى الكتيبة السابعة والعشرين من المقاتلين الألبان الذين لقبهم الألمان بـ«الشياطين الزرقاء» بسبب مثابرتهم فى القتال وزيهم العسكرى.
مآثر غير عادية
بسرعة كبيرة، سيتم الحديث عن الجندى روش. نظرًا لأن ثكنة ألمانية مزودة بالمدافع الرشاش فى مبنى محصن كانت تعوق التقدم الفرنسى، فقد تطوع لتدميره. فترك خندقه بصمت وتوجه ليلا نحو المعسكر الألمانى.
ثم ألقى بضع قنابل يدوية فى الثكنة وقتل العديد من الجنود الألمان الذين فوجئوا وفكروا بهجوم هائل وألقوا أسلحتهم واستسلموا للجنود الفرنسيين القلائل الذين انتهزوا الفرصة لأخذ رشاشات العدو.. شجاعة منقطعة ونجح روش فى تحقيق هذه الأعمال وزيادة الانتصارات والأسرى وحصل على وسام الدرجة الأولى الخاصة فى ١٥ أكتوبر ١٩١٥.
وخلال شتاء عام ١٩١٥، قصفت المدفعية الألمانية خندق خط المواجهة وتبع ذلك هجوم ألمانى ونظم روش صفوف المعارضة خاصة أنه كان الناجى الوحيد من خندقه. وضع بنادق رفاقه الذين قتلوا على طول خط المواجهة وأطلق النار دفعه واحدة لدرجة أدهشت العدو الألمانى واضطروا إلى التراجع. وفى أحد الأيام بينما كان سجينًا مع الملازم زميله المصاب وتمكن من سرقة مسدس الضابط الذى كان يستجوبه ليهرب ورئيسه على ظهره ويأخذ معه سجناء ألمان.


فى عام ١٩١٧، أثناء هجوم فى معركة Chemin des Dames، كان على قائده أن يتراجع أمام النيران الألمانية وتم اعتباره فى البداية مفقودا ولكن علم روش أنه مصاب فذهب يبحث عنه حتى وجده وسلمه إلى أحد أماكن العلاج ثم أصيب روش بعد ذلك بالإعياء والتعب ثم عثرت عليه دورية أثناء نومه فى حفرة قذيفة وتم اعتباره هاربا فى وقت تشهد الجبهة زيادة فى الهروب والتمرد ورفض من الجنود الاستمرار فى المعارك.. والعقوبة نهائية: سيتم إطلاق النار عليه بسبب الهروب من العدو.
وفى السجن يكتب رسالة إلى والده يعلن فيها براءته من التهمة المنسوبة إليه. وفى الصباح، بينما يستعد الرجال المسئولون عن الإعدام للقيام بعملهم يتلقى الضابط الذى يقود الفصيل رسالة: القائد على الرغم من إصابته يقدم شهادته ويبرئ روش ويعرض عليه الميدالية العسكرية لشجاعته بدلا من إعدامه!
ما بعد الحرب
فى ٨ سبتمبر ١٩١٨، حصل روش على وسام الشرف شوفالييه وتسلمه من يدى الجنرال دو مودهى وتعود مآثره إلى الجنرال فوش قائد الجيوش الفرنسية الذى فوجئ بعدم ترقية هذا الجندى على الرغم من شجاعته فى القتال وفى نوفمبر ١٩١٨ دخلت القوات الفرنسية الألزاس وهى المنطقة التى قاتلوا بشدة من أجلها.
وفى ساحة مجلس بلدية ستراسبورج ظهر الجنرال فوش فى الشرفة برفقة الجندى روش وأعلن أمام الحشد قائلًا: «أيها المواطنون أقدم لكم من أهدى إليكم الحرية ألبرت روش. إنه الجندى الأول لفرنسا! «.
وبعد ذلك تم تسريحه وعاد إلى جنوب فرنسا حيث عمل كرجل أعمال. وفى ١١ نوفمبر ١٩٢٠ كان واحدا من المجموعة التى تحمل نعش الجندى المجهول تحت قوس النصر.
ورافق وفدًا فرنسيًا إلى لندن فى جنازة المارشال البريطانى، وتناول الغداء مع الملك جورج الخامس، وفى أبريل ١٩٣٩ صدمته سيارة ونُقل إلى المستشفى وتوفى ألبرت روش متأثرًا بجراحه فى ١٤ أبريل ١٩٣٩ وتم تكريمه على الطريقة العسكرية أثناء جنازته بناءً على طلب من رئيس المجلس إدوارد دالاديير.

معلومات عن الكاتب: 
شارل دو بلوندان.. تخرج فى كلية إدارة الأعمال الكبرى، وعمل مستشارًا فى القضايا الاقتصادية.. بعد استكشاف الشرق الأوسط والعيش فى الأردن لدراسة اللغة العربية، قرر تأسيس شركة Billet de France الإعلامية فى عام 2019، والتى يرأس تحريرها. وكتب العديد من التقارير الرئيسية عن الأوضاع فى أرمينيا وموريتانيا وأوكرانيا وغيرها من الدول.. يكتب عن جندى فرنسى أبلى بلاءً حسنًا فى الحرب العالمية الأولى.