الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على القديسة بريجيتا الراهبة شفيعة السويد في ذكراها

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسه الكاثوليكيه اليوم بذكري وفاه القديسه  بريجيتا الراهبة شفيعة السويد.
ولدت بريجيتا في أوائل القرن الرابع عشر في قصر فينيسا بالقرب من مدينة أيسالا عاصمة بلاد السويد آو اسوج. 

وكانت آسرتها من أشراف تلك البلاد لأنها كانت سليلة ملوك السويد الأقدمين آلا آن الشرف الأكبر الذي كان يزين بيت الأمير بيرجر والأميرة انجيورجة والدي بريجيتا كان في فضائلهما العالية لان الفضيلة كانت ولاتزال اشرف حلية واكرم حسب ونسب وكان الأميران يتقربان إلى الأسرار الإلهية كل يوم جمعة ويحفظان وصية الصيام بكل دقة و عبادة وأنشئا كثيرا من الكنائس و المدارس والأديار حتى عم فضلهما وفاح أريج الفضائل من حولهما فكافئهما الرب بأن منحهما أولاد عديدين وكلل حياتهما بابنتهما بريجيتا التي أضحت مجداً لهما و لبلادهما و لذريتهما من بعدهما. 

فجاءت بريجيتا آخر اخوتها وكانت بركة ونعمة لأهلها ولبيتها ولما وُلدت ظهرت البتول مريم لكاهن الرعية قديس من كهنة الجوار يدعى بندكتس وقالت له : لقد وضعت اليوم الأميرة انجيورجة ابنة سوف يذيع صيتها في الأرض كلها.

 


وعينت والدتها عناية كبرى بتربيتها فنشأت بريجيتا على التقوى وانطبعت عبادة يسوع المصلوب في قلبها منذ حداثتها فصارت تؤثر الصلاة أمام الصليب و تتفهم كل يوم أكثر فأكثر معاني الألام السامية. 


وما كانت تبلغ الثالثة عشرة من عمرها حتى زفها أهلها إلى الأمير أولف فاقترنت به و ظهرت منذ أول عهدها سيدة كثيرة الرصانة كثيرة الانتباه لإدارة بيتها شديدة العناية بزوجها حسنة الوفادة لذويه وأقربائه وأصحابه فأحبها الأمير اولف محبة كبرى وكان يبالغ في إكرامها و يعمل برأيها واشارتها فتسلطت على عقله وعلى قلبه وعلى محيطها كله وراقت لزوجها عادات تقواها فراح يشاطرها أعمالها الخيرية في إسعاف البائسين و بناء الكنائس و المعابد و ممارسة أنواع الأمانات التي تكبح جموح أهواء الجسد و تخضع امياله لرغائب الروح النقية الطاهرة فرزقها الله أربع صبيان و أربعة بنات فكانوا إكليلها و موضوع سعادتها وألامها وأنها رغم عنايتها الشديدة بهم و بتهذيبهم بكت كثيرا على شذوذ بعضهم كما ذرفت دموعاً سخية على فقد اثنين منهم داعهما الله إليه في ربيع العمر إذ كان الواحد تلميذاً في المدرسة و الثاني راهباً صغيراً في دير الأباء السترسيان إلا إنها كانت صبوراً مستسلمة لأحكام الرب بكل خضوع و محبة وبكت ايضاً موت ابنتها انجيورجة وقد كانت خيرة بنتها و تعزية عذبة لقلبها . كانت قد وقفتها لله في أحد الأديار الراهبات وكانت انجيورجة قد حققت ما عقدته أمها عليها من الأمال . وكانت قد قدمت لله ايضاً ابنتها سيسيليا وأرسلتها إلى الدير لتعيش عيشة الراهبات البتولات .

 

 

 إلا أن هذه الإبنة ما لبثت آن تركت الدير وتزوجت فتألمت برجيتا جدا من جراء ذلك فألهمها الله العزاء وقال لها "أنت وهبت لي ابنتك وآنا جعلتها حيثما أرادت مشيئتي " مريداً أن يفهمها ويفهمنا بذلك أن حكمته هي التي توزع الدعوات في الدنيا وتعين لكل نفس طريقها في الحياة. 

 


أما أعز أولادها عليها فكانت كاترينا ابنتها . لأنها بعد أن تزوجت حملت زوجها على أن يعيش معها عيشة الرهبان و الراهبات و تفرغت هي للصلاة و العبادة والأعمال الصالحة ثم رافقت والدتها في أسفارها وزياراتها التقوية . ثم صارت أول رئيسة لدير فادستينا الذي أنشأته والدتها وماتت موت البارات سنة 1381 وأعلنت الكنيسة قداستها سنة 1476م. 
 

 

تزوج ماغنس ملك السويد بأميرة فرنسية تدعى بلانش ابنة الكونت دي نامور فدعا بريجيتا لتكون رائدة لها و مشرفة على حياتها فتركت بريجيتا قصرها و عزلتها اللذيذة آسفة على ذلك النعيم البيتي وجاءت إلى البلاط وأخذت تسعى بنفوذها ووظيفتها وقوة شخصيتها لتجعل الرصانة والأخلاق الشريفة المسيحية شعار الأسرة الملكية لكن الملكة الشابة ما لبثت أن عرفت عادات بريجيتا الشديدة و طرقها القشفية و نصائحها السديدة فشعرت بريجيتا بأن وجودها في البلاط أضحى عبئاً ثقيلاً فتركت بلاده السويد وراحت تسوح مع زوجها متنقلة من بلاد إلى بلاد في زيارة الأماكن المقدسة فمرت بفرنسا وإيطاليا وإسبانيا و قضت في أحد الأديار سنة كاملة تمارس أنواع العبادات و الأماتات فأوحى الله إليها بإيحاءات عديدة وملأها من روحه ومن تعاليمه الإلهية. 

 


ورقد زوجها بالرب فأوحى الله اليها بأن تعود إلى بلاط السويد فعادت وأخذت تصلح ما فسد من أخلاق وعادات الملك و تدافع عن المظلومين الضعفاء فاضطر الملك أن يخفف من عبء الضرائب عن عاتق الناس وان يحسن انتقاء وزرائه وان يعفي الفلاحين من ضريبة الأعشار ليسهل لهم زراعة أراضيهم فأخذ الملك بسطوتها و سداد رأيها فصار يسمع لها وصار لايأتي كبيرة و لا صغيرة ألا باشارتها. 
ومراراً أوحى الله اليها بإرادته وأوامره لتبليغها الأحبار العظام الرومانيين. 

 

ولقد عمل الباباوات بإرشادها ونصائحها ولقد كان لها الفضل الكبير مع القديسة كاترينا السريانية معاصرتها في إرجاع البابوية من مدينة افينيون في فرنسا إلى روما عاصمة الكاثوليكية في إيطاليا. 

 


وكانت تثور على الكهنة و الرهبان المتوانين في اتمام واجباتهم و تذكرهم آن حقوق الدائن هي قبل الإحسان آلي الفقير وان نقاوة الحياة يجب آن تكون عماد حياتهم ورسالتهم فلم يكن يفوتها آمر من أمور الكنيسة آلا تنبهت له وعملت على المساعدة في حسن إتمامه.

 


وانشأت ديراً للراهبات ووضعت له قانوناً أخذته من إيحاءاتها و مناجاتها للفادي الإلهي وإنتشرت الرهبانية التي أنشأتها ودعتها بأسم "رهبانية المخلص" وصار عدد الأديرة التابعة لها أربعين ديراُ 
وقضت بريجيتا أربع عشرة سنة في مدينة روما تتعاطى أعمال البر و التقوى مع ابنتها كاترينا فكانت بركة ونعمة للكنيسة و لكل طبقات الشعب تخدم الفقراء و تساعد كل مشروع تقوى وكل عمل خيري فأضحت أم للجميع يبجلها الكبير و الصغير و يسترشد أمراء الكنيسة بآرائها.
 

 

ثم أقلعت إلى فلسطين وزارت بصحبة إبنتها البلاد التي طاف فيها الفادي الإلهي واسمع صوته على هضابها و بطاحها وفي مدنها و قراها, وعلى بحيرتها و جبالها فكانت الرؤى تتوارد عليها ومنها تعرف كيف عاش السيد المسيح و تشاهد أعماله وأسراره بكل وضوح وجلاء .وقد جمعت ايحائتها في كتاب قال عنه الحبر الروماني بنديكتوس الرابع عشر انه يجدر بالمسيحيين آن يقبلوه بكل تقوى وعبادة.


وافتقدها الرب في آخر أيامها بمحن شديدة فكان الشيطان يهاجمها بأفكار الزهو و الكبرياء و الكسل و الخيلاء وأسلمها الله الى تجارب القنوط حتى امتلأت نفسها حزناً وظلاماً لكنها كانت تجد قوتها في تناول جسد الرب و دمه بكل تقوى و ثبات حتى تغلبت على تلك المهجمات وماعتمت آن فاضت نفسها بالتعزيات الإلهية والانخطفات السماوية حتى أخر أيامها. 
 

 

الي ان رحلت عن عالمنا في اليوم الثالث و العشرون من شهر يوليو سنة 1373وكان لها من العمر إحدى وسبعون سنة وأعلنت الكنيسة قداستها على عهد البابا بونيفاسيوس التاسع سنة 1391م.