الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هشاشة الإخوان.. وفشلهم الذريع في مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعيش جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها السياسية في مختلف أنحاء الدول العربية حالة هشاشة مرضية خاصة بعد سقوطها المدوي في مصر والسودان وتونس وتراجعها حد الاضمحلال في الجزائر ودخولها في صراع وجودي بليبيا.
لقد فقدت جماعة الإخوان قوة الدفع السياسية منذ البدء حين عملت الجماعة لمصالحها الخاصة علي حساب شركاء الثورة مما كلفهم تراجع الدعم الشعبي، ومع تغير أهداف الجماعة مرحليًا ومن بين العديد من سوء التقدير الاستراتيجي الذي ارتكبته الجماعة خلال " الربيع العربي " القصير الأمد في مصر، كان اعتقادها أنه بإمكانها حشد عدد أكبر من المؤيدين للوقوف في وجه النظام ؛ وقد صرح " عماد علي عبد الحافظ " وهو أحد القيادات السابقة المنشقة عن جماعة الإخوان مدي زيف فكرة الجماعة ومبادئها وعدم توافق أفكارها مع أفكار الإسلام وتعاليمه بل وعدم جدواها كحركة إسلامية لها علاقة بفكرة الخلافة أو الدولة الإسلامية حيث خلقت لنفسها هدفا غير واقعي وغير مشروع.

 وتابع " الجماعة تري أن سقوط الخلافة في العام 1924 هي التي أدت لضعف العالم الإسلامي، وأن إعادة الخلافة هو الحل الأمثل لإعادة هيبة وقوة العالم الإسلامي" مؤكدًا أن الجماعة تزعم أن مشكلة العالم الإسلامي سياسية وتكمن في أنظمة الحكم القائمة والحل من وجهة نظرها هو إسقاط هذه الحكومات وإقامة حكومة مركزية ".
وقد فشلت الحركة في مصر في مواجهة التحديات المحيطة المتمثلة في إرساء حكم سياسي فاعل فقد وصلت الحركة إلي السلطة من دون أن يكون لها رؤية مستقبلية واضحة وممنهجة سوي شعارات فارغة دون وعي حقيقي للإطار العام التي كانت تعمل ضمنه.

 لم تنجح جماعة الإخوان في مصر في تحقيق مكاسب جماهيرية واكتفوا بإطلاق التصريحات الإعلامية الخالية من أي مضمون حقيقي ولهذا كان نجاح ثورة 30 يونيو أبلغ رد علي حكم الجماعة التي إختارت بعد السقوط أن تمضي في خيار العنف ورفض إتمام أي مراجعات حقيقية ومازالت المبادرات المطروحة من قبلهم خالية من أي مضمون أومنهجية.
إن ما يتشابه فيه إخوان مصر مع ذويهم من إخوان المنطقة هو فشلهم في بناء ثقة قوية بينهم وبين الرأي العام بالإضافة إلي فشل حركات الإسلام السياسي في وضع استراتيجيات لبناء تحالفات قوية علي الصعيدين الإقليمي والدولي وهو الذي جعل الأطراف الدولية تتخوف منها.
وفي الأخير وجب الذكر أن تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية العريقة التي سبقت حضارات شعوب العالم أجمع ؛ فهي دولة عظيمة بشعبها وغير قابلة للهدم أو التفكك العقائدى، وقد عاصرت وتتابعت علي أرضها  العديد من الحضارات الإسلامية والإغريقية والفرعونية والرومانية والقبطية. 

وقد اتسم شعب مصر علي طول التاريخ بالترابط والحب والتسامح والود والكرم في نسيج واحد متين ضد الغزاه وأعداء الوطن.