الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جرائم السوشيال ميديا وتهديد المجتمع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد مواقع التواصل الإجتماعي إحدي وسائل الإتصال الحديثة التي ظهرت بصفة جماهيرية في العقد الأخير من القرن الماضي، وقد سجلت السنوات الأولي من القرن الماضي تزايدا ملحوظا في معدلات الجريمة وسرعة إنتشارها، وتعددت أنواعها وتطورت أدواتها نتيجة للتطورات التقنية والعلمية المتسارعة التي تشهدها المجتمعات، كل هذه العوامل ساعدت علي ظهور الجرائم المستحدثة كالجرائم الألكترونية وجرائم التزوير والاحتيال وجرائم الإرهاب، بالإضافة إلي جرائم السرقة والإغتصاب والتهديد والسب والقذف وتشويه السمعة وغيرها من الجرائم التي اخترقت مجتماعتنا بلا سابق إنذار، ومع مرور الأيام تطور الجرائم الألكترونية مما أدي إلي صعوبة حصرها ووضع قانون رادع للتصدي لهذه الجرائم حيث يمكن ارتكاب الجريمة بضغطة زر، وصعوبة تحديد الفاعل في بعض الأحيان مما أدي إلي إثارة الجدل حول هذه الجرائم الألكترونية فالجربمة الألكترونية اخترقت الحسابات وبطاقات الإئتمان وتخريب المواقع ونشر الصور الإباحية والتجسس لذا فهي وباء ينهش ويفتك بأمن وسلامة المجتمع ويلحق بيه العديد من المخاطر منها هدم الأسر والتسبب في تدمير النظام الإقتصادي وسيادتها من خلال التطفل علي خصوصياتها وساعدت هذه الجرائم ايضا علي خلق جيل فاسد لا يعطي أي إعتبارات لمبادئ الأخلاق والإنسانية ومما لا شك فيه أن اي فرد معرض للوقوع ضحية لتلك الجرائم الذين يستخدمون وسائل شتي لإيقاع الأفراد ساعين لتحقيق اهداف معينة عن طريق ابتزاز الأشخاص ماديا، ويعتبرون أن هذه الممارسات الإجرامية يشكل دخل مادي لهم ويقومون بالتشهير بسمعهم إذا لم يتم الرضوخ إلي إبتزازاتهم القذرة. 

فيجب علينا مواجهة هذا الكابوس عن طريق عدم التعامل مع اي شخص مجهول الهوية علي شبكات التواصل الإجتماعي، مع نشر التوعية عن طريق الندوات والدورات حول خطورة الجرائم الألكترونية وفي حالة الوقوع في اي من هذه الجرائم سالفة الذكر اهم ما يجب فعله الإحتفاظ بأدلة التهديد سواء كانت مقروئة أو مسموعة والتوجه بشكل مباشر إلي جهاز الشرطة ووحدة مكافحة الجرائم ورغم كل هذه الجهود التي تبذل للتصدي للجرائم الألكترونية إلا أنها في الأحيان من الصعب الكشف عنها وتحديد الدليل المادي الذي يدين مرتكبيها، لذلك من المتوقع أن هذا النوع من الجرائم سيستمر ويطغي علي ساحة الإجرام بشكل كبير وسيتطور إلا ماهو أخطر واعقد لذا فإن لا بد من وجود قوانين رادعة تحكم هذه المنظومة المعقدة مع حث الشركات علي إنتاج برامج حماية متخصصة تهدف إلي حماية البرامج الأخري ومتصفحات الإنترنت.