الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"كحك الرحمة" و"الفطير بالصخينة".. طقوس أهالي الأقصر في عيد الأضحى/ صور

عادات الأقصر في عيد
عادات الأقصر في عيد الأضحى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كعادتها، تتميز محافظة الأقصر، بطابع خاص يميزها عن باقي المحافظات خلال الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، والذي يعرف باسم "عيد اللحمة" حيث تمتزج تلك العادات والطقوس بموروثات ترجع إلى عصور الفراعنة، خاصة عادات زيارة المقابر وأنواع الطعام التي يتم تناولها خلال فترة العيد.

يحرص أهالي الأقصر، على إرساء عادات خاصة بهم، أصبحت من الطقوس الثابتة والمتوارثة جيلًا بعد جيل، والتي لا يشعرون ببهجة العيد إلا من خلالها، وأبرزها زيارة المقابر، وزيارة الأهل والأحبة وصلة الرحم في صبيحة اليوم الأول بصفة خاصة لتبادل التهاني، كما يتجمع الرجال في دواوين العائلات ثم يذهب وفد من كل عائلة لتهنئة العائلة الأخرى في ديوانها، ولا ينسى أهل الأقصر في ليلة العيد إرسال " عشاء" من اللحوم والخضروات والفاكهة لكل بنات الأسرة المتزوجات وإلى خطيبات الأبناء أيضا، وهو عرف لا يتجاهله غنى أو فقير بالمحافظة باعتباره تقليداً يعبر عن كرم أهالي المحافظة .

 

* زيارة القبور وتوزيع "كحك الطلعة".. الأصل فرعوني

 

تستعرض "البوابة نيوز" أبرز عادات عيد الأضحى في محافظة الأقصر، وأول تلك العادات وأهمها زيارة المقابر، فرغم بهجة وفرحة العيد إلا أن أهالي الأقصر يحرصون خلال احتفالهم بعيد الأضحى، على زيارة قبور الأحباب والأهل والأصدقاء الذين غيبهم الموت، حيث يرتدون ملابسهم الجديدة ويؤدون صلاة العيد ويحيون شعائر التكبير، ثم يتجهوا إلى مقابر القرية رجالا ونساء وشبابا وأطفالا، والجلوس في محيط قبور من رحلوا، فيستمع الرجال لقراءة القرآن الكريم، وتردد النساء بكائيات على موت الأعزاء ومن رحلوا صغارا وشبانا أو رحلوا فجأة أو رحلوا في بلاد الغربة، ثم يقومون بقراءة الفاتحة على موتاهم وسقي وزراعة نباتات الصبار على القبور.

وخلال زيارتهن، تقوم السيدات ، بتوزيع المخبوزات ما يُسمى بـ”الرحمة” على روح الميت، وهي مجموعة من الفواكه المتنوعة والكعك والمُعجنات، حيث تقوم سيدات الأقصر قبل حلول العيد، بتحضير القُرص وما يُسمى بـ”كحك الطلعة” الذي سُمى بهذا الاسم لأنهم يخرجونه رحمة على أرواح ذويهم، كما يوزعون الفواكه بجانبه.

وقالت دراسة مصرية صدرت حديثاً في هذا الشأن أعدتها ثلاث باحثات مصريات هن: شيرين النجار وياسمين حسين أبو زيد وسارة عمر، إن احتفال مواطني ألأقصر وغيرهم من سكان صعيد مصر يطغي عليها كثير من العادات والطقوس التي ترجع لعصور أجدادهم الفراعنة، حيث إن البكائيات والندابات موروث شعبي مصري يرجع تاريخه لعهود الفراعنة ففي مقبرة "راموزا" ، ترى صورة لم تتغير طوال أكثر من أربعة آلاف عام ولا تزال تُرى في بعض الجنازات في الأقصر وكأنها مأخوذة اليوم.

كما تتميز مدينة إسنا جنوب الأقصر، بطقس خاص في هذا الشأن يتمثل في موكب الدراويش وحضرة الصوفيين بأكبر مقابر مدينة إسنا بقرية النجوع، حيث يصطف الرجال على جانبين ويتوسطهم منشد ديني ويبدءوا في ترديد الأناشيد الدينية والتواشيح لإدخال البهجة على زوار القبور.

 

* الرزيقات.. أهالي القرية يصطفون في صفوف للمصافحة وشرب الشاي باللبن 

 

في مدينة أرمنت جنوب غرب المحافظة، وضعت قرية الرزيقات البالغ تعدادها ما يزيد عن 3 آلاف مواطن، عادة خاصة بها أصبحت من أهم العادات خلال الأعياد على مدار السنين، فمع قدوم الأعياد سواء كان عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحى، يقوم الجميع بتأدية صلاة العيد في مسجد القرية الكبير والشوارع الجانبية، وبعدها يتوجه كافة أبناء القرية لأكبر ساحة بها تسمى منطقة "الدبة" بوسط نجع أولاد سند ويصطفون في طابور طويل ليقدمون التهنئة لبعضهم البعض بقدوم العيد، وإلقاء السلام على بعضهم البعض فيما يسمى "سلام المصالحة" ، وذلك لكي يصفح الجميع عن بعضهم في تلك الأيام المباركة، وعقب ذلك تقوم عدد من الأسر والعائلات العريقة بالقرية بعمل الإفطار عبارة عن كحك وبسكويت العيد والشاي واللبن، وغيرها من مظاهر الإفطار الأول بعد العيد، ويفطر الجميع مع بعضهم البعض في قلب الساحة الكبيرة وسط أجواء من البهجة والسعادة بقدوم العيد.

وقال أحمد ياسين، أحد أبناء نجع أولاد سند في قرية الرزيقات، إن طقوس القرية تجذب الجميع كل عيد، مشيراً إلى أن هذه العادة تعطي صورة مشرفة لقرية الرزيقات قبلي يوم العيد، لأنها توضح أنها القرية يمتاز أبنائها بالأخلاق العالية والترابط فيما بينهم وكأنهم كالجسد الواحد.

 

* "الفطير بالصخينة" .. الأكلة الأشهر لأهالي الأقصر في عيد الأضحى

 

تتميز الأقصر دون غيرها من المحافظات، بأكلة خاصة بها احتفالاً بعيد الأضحى، حيث تعد "الفطير بالصخينة" أشهر الأكلات التي يتناولها أهالي محافظة الأقصر، ويتم تقديمها طوال أيام العيد إلي جانب اللحوم، فلا تخلو أي مائدة منها خلال فترة الأعياد وكل ربة منزل تتفنن في عملها بطرق مختلفة.

والصخينة، عبارة عن صناعة الفطائر البلدية البيضاء المرشوشة بالصلصة، حيث يتجمع سيدات القرى والنجوع خاصة، للمشاركة في إنتاج كميات كبيرة من تلك المخبوزات ثم توزيعها على منازل المنطقة أو الشارع بالتساوي كهدية العيد.

 

وعن طريقة عمل الصخينة، قالت فوزية محمود، من أهالي قرية العشي بالأقصر، أننا نعشق لمة عيد الأضحى عندما تتجمع العائلة بأكملها لإفطار يوم وقفة عرفات، لتناول أشهر أكلات عيد الأضحى وهي طبق "السخينة " والذي يعد من أهم الأطباق التي تزين مائدة عيد الأضحى في منازل القرية، حيث نقوم بتجهيز الفطير الناشف "الرقاق الأبيض" قبل يوم وقفة عرفات بيوم، عن طريق إضافة كيلو من الدقيق عليه مقدار من المياه، حسب نوع الدقيق ويضاف عليه مقدار من الملح الأبيض، ثم يتم عجنهم ويترك قليلا، ثم يتم تجهيز "الطبلية" الطاولة وتكون على شكل دائرة ثم يتم فرد العجينة عليها عن طريق "النشابة " وهي عصا طويلة، حتى تصبح العجينة على شكل مستدير رقيق جدا ثم يوضع في الفرن حتى يصبح متماسكا.

وتابعت فوزية، بعد تحضير الفطير الناشف، يتم تحضير "الصخينة " وطريقة صنعها عبارة عن تقطيع بصلتين صغيرتين ووضعهما في إناء للطهي، وإضافة ملعقتين من السمن البلدي، وعند بدء تحمير البصل يتم وضع أربعة فصوص من الثوم حتى تتم تسويته، لتضيف إليها بعد ذلك قطع الطماطم ثم ترش التوابل من ملح وفلفل أسود وشطة، حتى يتم تسبيكها جيدًا ثم تضاف إلى هذه المكونات شوربة اللحم  الأضحية، ثم يتم تقطيع الفطير في الطبق الخاص به ثم توضع فوقه "الصخينة" ليصبح بذلك الطبق جاهزا للتقديم، مع قطع اللحم الصغيرة المحمرة ليتم تقديمها للأكل بعد إفطار يوم عرفة وبعد انتهاء أعمال ذبح الأضاحي، حيث تعد تلك الأكلة من أساسيات مائدة الإفطار عند أهل الصعيد في عيد الأضحى.

 

* رجال الأقصر يقبلون على بائعي السقط "يوم عرفة"

 

أما رجال محافظة الأقصر، فيقومون صباح يوم الوقفة بشراء لوازم إفطار الوقفة، سواء لحوم أو خضروات، حيث يختلف المشهد أمام محال الجزارة وتتراص العديد من شوادر ومحال بيع اللحوم وأحشائها، والتي يقبل على شرائها البسطاء من المصريين، ممن لا يقدرون على شراء اللحم أو ذبح الأضاحي، فيقبلون على شراء لحوم العيد بأسعار "مهاودة" عن أسعار محال الجزارة.

كما يقوم الرجال بالإقبال على بائعي "السقط"، الذي يقبل على شرائه المواطنون بشغف يوم الوقفة، حيث يعتبره البعض من أهم العادات في هذه الأيام ويقوموا بشراء "الكبدة والكلاوي والطحال" وغيرها من الوجبات التمهيدية في يوم وقفة العيد قبل تناول لحوم الأضاحي بعد ذبحها في صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك.

17358127201590289138
17358127201590289138
IMG-20220503-WA0004
IMG-20220503-WA0004
IMG-20220503-WA0006
IMG-20220503-WA0006
IMG-20220503-WA0008
IMG-20220503-WA0008
IMG-20220503-WA0010
IMG-20220503-WA0010
IMG-20220503-WA0014
IMG-20220503-WA0014
IMG-20220503-WA0024
IMG-20220503-WA0024
IMG-20220503-WA0025
IMG-20220503-WA0025
IMG-20220503-WA0026
IMG-20220503-WA0026
IMG-20220503-WA0029
IMG-20220503-WA0029
الفتة (1)
الفتة (1)
الفتة (2)
الفتة (2)
الفتة (3)
الفتة (3)
أهالي قرية الرزيقات أثناء الأعياد (1)
أهالي قرية الرزيقات أثناء الأعياد (1)
أهالي قرية الرزيقات أثناء الأعياد (2)
أهالي قرية الرزيقات أثناء الأعياد (2)
أهالي قرية الرزيقات أثناء الأعياد (3)
أهالي قرية الرزيقات أثناء الأعياد (3)
أهالي قرية الرزيقات أثناء الأعياد (4)
أهالي قرية الرزيقات أثناء الأعياد (4)