لقي ثلاثة مهاجرين حتفهم وفُقد اثنا عشر آخرون بعد غرق ثلاثة قوارب كانوا على متنها قبالة سواحل تونس، في حادثة جديدة تؤكد خطورة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.
وقال مسؤول قضائي في مدينة صفاقس في تصريحات صحفية إن خفر السواحل أنقذ 152 شخصًا من جنسيات إفريقية مختلفة، وأن البحث مستمر عن المفقودين.
وأضاف أن القوارب انطلقت من سواحل صفاقس ومدينة الزارزيس الساحلية، وكانت تستهدف الوصول إلى إيطاليا، التي تبعد نحو 300 كيلومتر عن تونس.
وتشهد تونس ارتفاعًا في عدد المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا، بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها البلاد.
وأعلنت المفوضية الأوروبية هذا الشهر عزمها تعزيز شراكتها مع تونس من خلال برنامج يشمل مساعدات مالية وإجراءات لمكافحة \"الأعمال المشينة\" للهجرة السرية.
ولكن هذه المبادرات لم تثنِ المهاجرين عن خوض رحلات الموت، التي تزداد خطورة بسبب استغلال المهربين وضعف الإمكانات الإغاثية والإشرافية.
أسباب غرق قوارب المهاجرين
لا يُعد غرق قارب المهاجرين قبالة تونس حادثًا فرديًا، بل هو جزء من سلسلة من الكوارث التي تصيب المئات من الأشخاص الذين يختارون هذه الطريقة للهروب من بلادهم بحثًا عن حياة أفضل.
ولكثير من المهاجرين، يُعد البحر المتوسط حلمًا وكابوسًا في نفس الوقت، فهو يفصل بينهم وبين أوروبا، التي تعد وجهتهم المنشودة، ولكنه أيضًا يشكل خطرًا مميتًا على حياتهم.
وتتعدد أسباب غرق قوارب المهاجرين، منها:
-سوء الأحوال الجوية والبحرية، التي تؤثر على مسار القوارب وثباتها، وتزيد من احتمالية انقلابها أو تسرب الماء إليها.
- استخدام قوارب غير آمنة أو متهالكة أو مزدحمة بعدد كبير من الركاب، مما يقلل من قدرتها على التحمل والمقاومة.
- نقص الإمكانات الإغاثية والإشرافية من قبل السلطات المختصة، التي تفشل في رصد حركة القوارب أو تقديم المساعدة اللازمة في حالات الطوارئ.
- استغلال المهربين لحالة اليأس والضعف التي يعاني منها المهاجرين، وفرض رسوم باهظة عليهم مقابل نقلهم بطرق غير شرعية أو غير إنسانية.
- تعرض القوارب للهجوم أو الاستيلاء عليها من قبل قراصنة أو عصابات مسلحة، التي تستولي على ممتلكات المهاجرين أو تخطفهم أو تقتلهم.
