الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الغلاء يجدد جدل التضحية بالطيور في العيد.. سعد الدين الهلالي: جائز بدلا من الاستدانة.. وأتحدى القول ببطلان هذا الرأي.. أحمد كريمة: كلام يصادم القرآن ويميع الدين.. والنحر يكون للأنعام وليس الدجاج والبط

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأضحية من السنن المؤكَّدة، وشرعت شكرًا لله تعالى، وإحياءً لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وفيها تعظيمًا لشعائر الله سبحانه، قال تعالى {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، وقال {لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى}.
وقالت دار الإفتاء المصرية، في فتوى لها، إن للأضحية ثواب عظيم عند الله تعالى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله أصحابه عن الأضاحي «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ. قَالُوا مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالصُّوفُ؟ قَالَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ».

وأوضحت الفتوى أن للأضحية شروط يجب أن تتوفر فيها، بعضها يرجع إلى الأضحية ذاتها، وبعضها يرجع إلى الـمُضَحِّي، فمن شروط الأضحية ذاتها أن تكون من الأنعام، أي الإبل والبقر والجواميس والغنم، سواء كانت الغنم ضأنًا أو ماعزًا، فلا يجزئ غير ذلك من الدواب والطيور؛ لقوله تعالى {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.

ومع غلاء الأسعار، واتجاه البعض لشراء الأضحية بالتقسيط أو بقرض من البنك، علق الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فيما يخص تقسيط ثمن الأضحية، قائلًا إن أصل الاقتراض مشروع لكن الأمر متعلق بالرشد، لأنه في حكم الأضحية مختلف فيه، مشيرا إلى أن الأضحية سنة تبعا لرؤية بعض المذاهب والبعض الآخر يرى أنها ليست فريضة ولكنها واجبة.

ودعا في تصريحاته إلى التضحية بالطيور بدلًا من الاستدانة، قائلا: "هذا رأي فقهي موجود لبلال بن رباح وابن حزم الظاهري، وأتحدى أي شخص يقول إن اتباع هذا الرأي باطل".
 

الدكتور أحمد كريمة

في هذا السياق قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ"، وتشمل بهيمة الأنعام الإبل والبقر والجاموس والضأن والماعز فقط، فالأنعام هي الذبائح التي تذبح في قروبات عبادية من الأضحية والعقيقة والهدي في الحج وتؤكل كلحوم في العادات المعروفة عند المسلمين.

وأكمل: أما القول بذبح الطيور هو أمر يصادم القرآن الكريم لأن التعبير بهيمة الأنعام هو أمر الورود والدلالة لذلك قول الله تعالة: "صلي لربك وانحر"، إذ النحر من البداهة لا يكون للدجاج والأوز والبط، وإنما يكون للبقر والإبل، والنحر يكون للأنعام وليس للطيور، يضاف لذلك إجماع الأمة في كل زمان ومكان على أن الأضحية والعقيقة والهدي يكون من الأنعام فقط، أما مسألة الأضحية بالطيور هذا تمييع للدين ونشر أقوال شاذة تضعف الوازع الديني وكذلك تتناول أمورا غربية على المجتمع المسلم وتثير بلبلة وتلصق اتهامات للأزهر الشريف في غنى عنها.

وتابع: تقدم الذبائح "الأضحية" بعد صلاة عيد الأضحى، نصحا بإراقة الدماء في المجازر الطبية المعتمدة لأن بها طب بيطري بدلا من ذبحها من الطرقات والشوارع، حيث وفرت المحليات والطب البيطري مجازر ثابتة ومتنقلة.

ابراهيم الظافر

من جانبه قال إبراهيم الظافر من علماء الأزهر الشريف: "لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ"، والأضحية تكون من بهيمة الأنعام هذا ما قرره القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، إذا ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أكرمين ومعلوم أن بهيمة الأنعام لا تكون ولا يصدق هذا إلا على الإبل والبقر والغنم.

وتابع: أما الطيور هي ليست من بهيمة الأنعام على أي حال من الأحوال لا لغة ولا شرعا ولا عرفا ولا اصطلاحا، لذلك التضحية بالطيور دون بهيمة الأنعام لا تجوز أضحية باتفاق الفقهاء، وسنة الرسول في الأضاحي في بهيمة الأنعام "البقر والكباش والإبل والغنم"، كما أن العبرة في الأضحية ليس إهراق الدماء ولكن لابد أن تكون حلالا ويذكر اسم الله عليها.