الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فضل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة والأعمال المستحبة

فضل العشر الاوائل
فضل العشر الاوائل من ذي الحجة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 تعد العشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام  المباركة للمسلمين وحث رسول الله صل الله عليه وسلم على الأعمال  الصالحة فيها .

وقال الله تعالى في سورة الفجر (وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْر) وقد اختلف أهل العلم في معرفة الليالي العشر فقيل هي العشر الأواخر من رمضان، كما في رواية ابن عباس، وقيل العشر الأول من المحرم كما في رواية أخرى عنه، وقيل هي العشر الأول من شهر ذي الحجة، وهو القول الراجح.
وذكر القرطبي حديثًا عن جابر أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ذلك. فما هو فضل العشر الأوائل من ذي الحجة؟ ورد في فضل العشر الأوائل من ذي الحجة حديث رواه البخاري يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام»، يعني العشر الأوائل من ذي الحجة.
قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشىء».

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة 

 أيام عشر ذي الحجة ولياليها أيام خير وبركة يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة .
فضل العشر الأوائل من ذى الحجة صيد الفوائد
على الإنسان المسلم صيد الفوائد من الأيام المباركة، ومن فضل الله تعالى أن هيأ للمسلمين المواسمَ العظيمة، لتكون مغنمًا للطائعين. ومن أعظم هذه المواسمِ وأجلّها ما شهد النبيُ صلى الله عليه وسلم بأنها أفضلُ أيام الدنيا ألا وهي أيامُ عشر ذي الحجة، في هذه الأيام تتضاعف الحسنات إلى ثواب يزيد على ثواب المجاهدين، وروى ابن عباس- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُ إلى الله عز وجل من هذه الأيام- يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشىء» رواه البخاري.
أفضل ما يقال في العشر الأوائل من ذى الحجة؟

وكان رسول صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: «الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر»، في العشر الأوائل من ذي الحجة، كما قيل أنه يكثر من لفظ «لا إله إلا الله»، وخاصة في يوم عرفة.
قصص من فضل العشر الأوائل من ذى الحجة
علل بعض أهل العلم الحكمة في كون عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا بأن أمهات الأعمال الصالحة والعبادات تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها، وفيها الصدقة لمن حال عليه الحول فيها، وفيها الصوم لمن أراد التطوع أو لم يجد الهدي، وفيها الحج إلى البيت الحرام ولا يكون في غيرها، وفيها الذكر والتلبية والدعاء الذي يدل على التوحيد، واجتماع العبادات فيها شرف لها لا يضاهيها فيه غيرها.

فضل العشر الأوائل في القرآن الكريم
وردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة في بعض آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج: الآيتان 27 -28 ) .
كما جاء قول الحق تبارك وتعالى: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( سورة الفجر: الآيتان 1 – 2 ). وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله: «وقوله (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، هي ليالي عشر ذي الحجة، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه» ( الطبري، 1415هـ، ج 7، ص 514 ) .
وأكد ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله: «والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف» (ابن كثير، 1414هـ، ج 4، ص 535 ) .

وهنا يُمكن القول: إن فضل الأيام العشر من شهر ذي الحجة قد جاء صريحًا في القرآن الكريم الذي سماها بالأيام المعلومات لعظيم فضلها وشريف منزلتها.


فضل صيام يوم عرفة
صيام اليوم التاسع من ذي الحجّة، وهو يوم عرفة، مشروع لغير الحاج، وقال النبيّ، عليه الصلاة والسلام: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ) .



فضل العشر من ذي الحجة
 

من مواسم الطاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة، التي فضلها الله تعالى على سائر أيام العام؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ، قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ رواه البخاري (969)، وأبو داود (2438) – واللفظ له –، والترمذي (757)، وابن ماجة (1727).
وعنه أيضا، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى. قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء  رواه الدارمي 1/357 وإسناده حسن كما في الإرواء 3/398.
فهذه النصوص وغيرها تدلّ على أنّ هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها، حتى العشر الأواخر من رمضان. ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، لاشتمالها على ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر. 

ما يستحب من الأعمال في العشر من ذي الحجة

فينبغي على المسلم أن يستفتح هذه العشر بتوبة نصوح إلى الله، عز وجل، ثم يستكثر من الأعمال الصالحة، عموما، ثم تتأكد عنايته بالأعمال التالية:
1- الصيام
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة. لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، والصيام من أفضل الأعمال. وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي: "قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به." أخرجه البخاري 1805.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين " أخرجه النسائي 4/205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/462.
2- الإكثار من التحميد والتهليل والتكبير
فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر. والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى.
ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة. 
قال الله تعالى:  ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام  الحج/28. والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: (الأيام المعلومات: أيام العشر)
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد  أخرجه احمد 7/224 وصحّح إسناده أحمد شاكر.
وصفة التكبير: الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، وهناك صفات أخرى.
والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولاسيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع.
إن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:  من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً  أخرجه الترمذي 7/443 وهو حديث حسن لشواهده.
3- أداء الحج والعمرة
إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرام، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:  الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .
 

4- الأضحية
ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى فلنبادر باغتنام تلك الأيام الفاضلة.