رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

3 قصص دامية من الواقع الأليم.. معذبات على أسوار الكنائس ومواد القوانين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ليست حكايات للسمر، لكنها لحظات من الألم والمعاناة عاشتها نساء على نصل السيف أجسادهن معلقة على صلبان الكنائس ومواد القوانين، تموتن كل يوم دون أن يمد أحد لهن دافعا للحياة؟ ماذا جنينا حتى يمتن الف مرة.. حتى يعذبن ويصرخن ويبكين ويدهسهن القانون وتصدمهن المشورة ولا أحد يرفع عنهن الضرر والظلم؟ الهذه الحياة إعادة يستطعن فيها أن يعيشن مرة أخرى كما يرغبن؟.

من المسئول عن وضعهن في قفص مغلق من الحديد وإلقاء مفاتيحه في غياهب الجب.. سقنا لكم من دفتر الوجع بعض الحكايات علكم تنقذون ما تبقى من إنسانية قبل تحول النساء إلى رفات والجاني إما هارب أو مجنون أو القانون.

 

القصة الأولى

تزوجت لتعيش حياة هادئة وتنعم مع شريك حياتها، لكن هيهات فقد مرت الأيام ثقال وكأنها دهر، تسعة أشهر من المعاناة دون البوح، مما دفعها للذهاب إلى «المشورة»، قذفت ما في قلبها لعلها تجد حلا وكانت النصيحة بتأجيل الإنجاب لعله يكون حلا لمشكلتها، فذهبت إلى طبيب أخذا بالمشورة.

وكانت المفاجأة التي لا يتوقعها أحد أن الطبيب أخبرها أنها ما زالت عذراء وتحتاج إلى عملية حتى يحدث الحمل، حملت الصدمة في قلبها وذهبت بها إلى زوجها عساها تجد ربتة أو دعما نفسيا أو تفسيرا لهذا الكابوس الذي تعيشه، لكنها لم تجد غير عدم اهتمام وإجابة فاترة: اعمليها! 

كانت توقن أنه ليس ثمة حب بينهما، لكنها كانت تظن أنه ربما يكون هناك رحمة أو خوف أو لحظة صدق، لكن لا شىء.. لا شىء سوى لا مبالاة.

نصحتها خالتها بالحديث مع الأب الكاهن، الذي نصحها بفتح ملف الانفصال بالكنيسة ويكون لمدة عام تتمكن من خلاله عمل بطلان زواج، وتقدم دفوعها بما يتماشى مع حالتها وإنها ما زالت عذراء بعد 9 أشهر.

وبالفعل فتحت الملف وفي الكنيسة أخبروها بأنهم سيتأكدون بالفحوصات والكشف على حالتها، وفي الجلسة وبحضور خمسة آباء من الكهنة حضر الزوج وأطلعوه على شكوى الزوجة من تضررها من المعاملة وأنها ما زالت عذراء.

وكان القرار بتحويلها وزوجها لإجراء الفحوصات الطبية التي أكدت صدق قولها ومعاناتها وفي الجلسة الثانية تم إعلان الزوج بمرضه العضوي الذي يحول بينه وبين إقامة العلاقة الزوجية. 

حاول الزوج استرضاءها بأنه سوف يخضع للعلاج، لكن الكذب كان خنجرًا أدمى قلبها وفض بكارة روحها، فأصرت على الانفصال وقامت الكنيسة باتخاذ إجراءات البطلان، لكن إجراءات الطلاق المدني لم تتم وبقيت العذراء بين مطلقة ولا مطلقة.

وليس أمامها سوى تغيير ملة وستستمر الإجراءات لمدة عام ونصف العام، وتدفع في ذلك مبلغا ماليا كبيرا والقانون يتيح أن يكون البطلان خلال عام قضت منها 9 أشهر دون أن تعلم كذب زوجها ثم ضاع باقي المهلة في الإجراءات.

والسؤال: هل يمكن أن يلتئم جرح قلب هذه الفتاة؟ وتعود كأنها لم تمر بتلك التجربة التي كانت فيها زوجة مع إيقاف التنفيذ، وكانت ضحية لكذب زوجها ولقوانين بلا قلب لا ترحم ضعف امرأة ظنت أنها بزواجها سترى السعادة فرأت الشقاء وتبددت فرحتها وتلاشى حلمها.

ولا تعرف هل تواجه المجتمع أم تواجه نفسها؟ هل هي مطلقة يمكنها الزواج؟ أم أنها زوجة لوهم يطاردها ولا يعترف بأنها عذراء.. هي تطالب لها وللبنات من بعدها بإلزامية المشوار وإطالة مدة إجراءات البطلان وقبل كل ذلك تسأل تلك القوانين أن يكون لها قلب مع هؤلاء النساء اللاتي يحترقن على نصل سيف إجراءات الطلاق.

 

القصة الثانية

بعد شهر العسل ذهبت إلى المستشفى لزيارة والدها المصاب بالسرطان، عادت تجفف الدموع من على وجنتيها حتى لا تفسد على زوجها يومه، فكانت المفاجأة أنها وجدت رجلا مع زوجها في فراشها، تسمرت قدماها وخرجت الحروف من بين شفتيها هزيلة من وقع الصدمة، شاذ.. كيف؟.. لماذا؟

هرعت إلى الكنيسة لتفتح الملف؛ وبالفعل استدعت الكنيسة الزوج الشاذ لعرضه على الطب الشرعي، لكن لا وجود له اختفى بعدما باع كل شىء كما باع شرفه.

كان رد الآباء الكهنة لها أن هذا هو صليبك وتلك زيجتك، فلجأت إلى محام، لكن لا جدوى والمشكو في حقه غير موجود، مرت أيام المعاناة ثقيلة، 6 سنوات تبحث عن فك ذلك القيد الذي وصم بالعار، قيدها رجل بلا ضمير وهرب، بعد مرارات وعذابات حصلت على بطلان من الكنيسة في يناير الماضي، مع أنها حصلت على الطلاق مدنيا بعد عام.

5 سنوات معلقة تنتظر قرار الرحمة الذي جاء متأخرا وكانت قد غادرتها سنوات الربيع، ذبلت من خيانة الزوج التي صعقتها ثم من فقد والدها الذي كان السند، فباتت تمرض والدتها وتمرض روحها وتلقي أسئلة من نافذتها على المارة فترتد إليها دون إجابات.

هل يمكن أن أتزوج؟ وإذا تزوجت هل يمكنني الإنجاب وأنا قبل الأربعين بدرجات؟ من المسئول عن ضياع سني عمري؟ من قال إن هذا صليبي؟ أمن العدل أن أموت وأنا أبحث عن حقي.. أموت أنا وغيري كل ساعة أمام قطار أعمى اسمه القانون.

 

القصة الثالثة

تلك من الجائز أن ندركها ضمن المضحكات المبكيات، فالزواج كان على ما يرام وكان من ثماره أولاد وحياة مستقرة، حتى انتقل الزوج للعمل في مدينة سياحية فرأى صنوفا أخرى من النساء، فغضب على نصيبه وصب جام غضبه على زوجته رفيقة رحلته وتحول لشخص سادي يعذبها ويهينها حتى إنها ذات مرة قفزت من السيارة لتتخلص من جحيمها، أنقذها المارة وذهبت للكنيسة لفتح ملف بطلان لكن حالتها ليست من بين تلك الحالات التي تستدعي البطلان.

لا سبيل لها إذًا غير أن تواجه ذلك الوضع المهين لأي نفس بشرية، عذاب وانتقام حتى تلك العلاقة الحميمية يمارسها معها بإذلال وسادية، كل ما ترغب به أن يتم إدراج بند في قانون الأحوال الجديدة يسمح لمثل حالاتها بالانفصال فقط لتتمكن من تربية أبنائها بعيدا عن هذا الجحيم، هي لن تتزوج.. قطعا لن تغامر بروحها مرة أخرى فقط تبحث عن حل أو نافذة هواء لروحها المعذبة لترتاح ولو قليلا وهي على مشارف الخمسين من عمرها.