أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الاستعدادات تجرى على قدم وساق في صفوف القوات الأوكرانية تأهبا لشن عملية عسكرية ضد القوات الروسية بهدف استعادة الأراضي التي بسطت موسكو سيطرتها عليها منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأوضح كاتب المقال الصحفي دان صباغ، أن القيادة الأوكرانية قامت بتشكيل ثمانية كتائب جديدة للمشاركة في الهجمات المتوقعة ضد الأهداف الروسية في ظل تكهنات متزايدة بشأن توقيت تلك الهجمات وما إذا كانت ستحرز النجاح المطلوب في تكبيد القوات الروسية هزيمة ساحقة.
وأضاف الكاتب أن وزارة الداخلية الأوكرانية أعلنت أمس الأول الاثنين أنها تمكنت من تشكيل "كتائب العاصفة" والتي تتألف من 40،000 جندي من قوات الشرطة والمتطوعين لمساندة قوات الجيش، مضيفة في نفس الوقت أن هؤلاء الجنود في حاجة إلى التدريب قبل المشاركة في العملية العسكرية المتوقعة.
ويسلط الكاتب الضوء في هذا السياق على تصريحات وزير الداخلية الأوكراني أهور كليمينكو التي يقول فيها إن قوات الكتائب الجديدة سوف تخضع لعملية تلقين للتعليمات وإعادة تسليح وأن تلك العملية سوف تستغرق ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى يتم تجهيزها على الوجه الأكمل للمشاركة في المعارك.
ويضيف الكاتب أن عملية تجنيد المزيد من الجنود كانت مثار تشكيك في ظل مخاوف الغالبية العظمى من الشعب الأوكراني بشأن تحقيق النصر على روسيا وعزوفهم عن المشاركة في المعارك بسبب طول مدة الحرب التي بدأت منذ ما يقرب من 15 شهرًا.
ولفت الكاتب إلى أن كل من الجانبين الروسي والأوكراني يقومون حاليا بحرب استنزاف للطرف الآخر حول مدينة باخموت الاستراتيجية حيث تتمسك أوكرانيا بالمقاومة دفاعا عن المدينة بينما تسعى القوات الروسية لاختراق الصفوف الأوكرانية من خلال شن هجمات مكثفة على المدينة منذ ما يقرب من عام.
ويستطرد الكاتب أن بعض الوثائق المسربة من وزارة الدفاع الأمريكية تشير إلى أن القوات الأوكرانية بحاجة إلى المزيد من الجنود وأن أوكرانيا تحتاج إضافة ما يقرب من 12 كتيبة جديدة حتي تتمكن من تحقيق أي اختراق للقوات الروسية.
ويشير الكاتب أنه من غير الواضح حتي الآن ما إذا كانت "قوات العاصفة" التابعة لوزارة الداخلية الأوكرانية والمكلفة بتعزيز قدرات قوات الجيش الأوكراني ستكون جزءًا من تلك الكتائب أم لا، لافتًا إلى أن تصريحات وزير الداخلية الأوكرانية التي يقول فيها إن تلك القوات سوف تكون خاضعة لقيادة وزارة الدفاع.
ويضيف الكاتب أن الاستعدادات على الجانب الروسي تجرى كذلك على قدم وساق تأهبا للمرحلة القادمة من المعارك حيث أن الجانب الروسي يحدوه الأمل أن يتمكن من منع القوات الأوكرانية من تحقيق أي تقدم في ساحة القتال حتي تتمكن القوات الروسية من الاحتفاظ بالأراضي التي بسطت سيطرتها عليها.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو التي يقول فيها أن التعليمات صدرت لمصانع إنتاج السلاح الروسية بزيادة معدلات إنتاجها ومضاعفة الكميات ولاسيما إنتاج الصواريخ عالية الدقة حيث إن النجاح في تحقيق النصر يعتمد على القدرة على استمرار تزويد القوات بما يلزمها من الأسلحة والذخيرة.
