السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فوضى فى تويتر بسبب علامات التوثيق.. شائعات من حسابات وهمية.. وخسائر بالملايين

إيلون ماسك
إيلون ماسك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ شراء الملياردير الكندى الأمريكى إيلون ماسك موقع «تويتر» فى صفقة بلغت قيمتها ٤٤ مليار دولار أمريكى، وهو يقوم بالعديد من الأشياء المثيرة للجدل على منصة التغريدات الأشهر فى العالم، فى البداية قام «ماسك» بتسريح العديد من الموظفين والمدراء التنفيذيين فى الشركة من بينهم رئيس تويتر السابق والمدية المالى والمسئولة القانونية.

ولكن أبرز ما فعله ماسك هو إعلانه أن علامة التوثيق الزرقاء فى الموقع سيتم بيعها مقابل الاشتراك فى خدمة «تويتر بلو» التى تمنح العلامة الزرقاء مقابل بعض المميزات الأخرى، مثل عدد كلمات أكبر فى التغريدات، وإمكانية تعديل التغريدات بعد نشرها مرة أخرى.

واجه ماسك العديد من الانتقادات من قبل العديد من الأشخاص والمنظمات ودخل فى العديد من الصدامات بسبب هذه الخطوة، وكان رد «ماسك» بأنه سيزيل العلامة الزرقاء من أى شخص أو أى مؤسسة تمتنع عن الاشتراك فى خدمة تويتر بلو.


ما هى علامة التوثيق الزرقاء فى تويتر؟

علامة التوثيق الزرقاء فى تويتر هى علامة توثق حساب المستخدم وتؤكد أن هذا الحساب يعود إلى شخص حقيقى أو كيان موثوق به. 
وتظهر هذه العلامة بشكل صغير بجانب اسم المستخدم فى حسابه على «تويتر»، وتتم عملية التوثيق بواسطة «تويتر» بعد التحقق من هوية المستخدم أو الكيان، وعادة ما تكون محصورة فى الشخصيات العامة والكيانات المعروفة فى المجتمع، مثل الشركات والمؤسسات الإعلامية والمشاهير والسياسيين والرياضيين، وتهدف هذه العلامة إلى تحسين مصداقية المستخدمين وتوفير بيئة أكثر أمانا وثقة على المنصة.
صدامات مع شركات بسبب العلامة الزرقاء
الصدام الأول لـ«تويتر» وإيلون ماسك كان مع شركة أبل التى هددت ماسك بأنها ستزيل تطبيق «تويتر» من متجر التطبيقات «أبل ستور» بسبب أن سياسة الشركة تقتضى تحصيل رسوم ٣٠٪ من أى عملية بيع وشراء تتم على أى تطبيق يوجد على المتجر وهو الأمر الذى كان يرفضه ماسك بشدة، ولكن بعد اجتماعه بتيم كوك، رئيس شركة أبل، تم تسوية هذا الأمر وزيادة سعر علامة التوثيق إلى ١٢ دولارا، إذا قام المستخدم بدفع الرسوم من تطبيق تويتر على الأيفون.
صدام آخر خاضه إيلون ماسك عندما أعلنت صحيفة نيويورك تايمز عدم الإنصياع لماسك وأنها لن تشترك فى خدمة تويتر بلو فقام أحد الأشخاص بسؤال ماسك عن رأيه فى الأمر، فرد عليه ماسك قائلا: «حسنا سأزيل علامة التوثيق منهم تماما!».
وعلى الرغم من أن ماسك مسح التغريدة بعد ذلك إلا أنه بالفعل أزال علامة التوثيق من الصحيفة قبل أن تعود مرة أخرى بعلامة باللون الذهبى كدليل على أنها منصة إعلامية موثوقة.


ماسك ينفذ تهديداته

لم تكن صحيفة نيويورك تايمز الوحيدة التى نال منها تهديد إيلون ماسك، حيث تفاجأ العديد من المشاهير حول العالم من أصحاب الحسابات الموثقة وحسابات أخرى لشخصيات عامة فى الوطن العربى والعالم بإزالة العلامة الزرقاء من حساباتهم بسبب عدم اشتراكهم فى الخدمة، إلا أن هذا الأمر سبب إحراجا كبيرا لإيلون ماسك وفقدان الثقة فى المنصة مما جعله يعيد العلامة إلى الحسابات التى يتخطى عدد متابعيها مليون متابع دون اشتراكات أو شروط.
وقد تم إزالة العلامة الزرقاء من حسابات بعض الشخصيات الشهيرة مثل جاستن بيبر وكريستيانو رونالدو وليونيل ميسى وبيل جيتس. وتم الكشف عن أن ثلاثة مشاهير آخرين لم يفقدوا العلامة الزرقاء على تويتر، حتى بعد رفضهم دفع رسوم خدمة تويتر بلو، وهم الممثل الكندى ويليام شاتنر، ونجم كرة السلة ليبرون جيمس، والكاتب الأمريكى ستيفن كينج، وأعلن إيلون ماسك أنه يدفع لهؤلاء الاشتراكات بنفسه.
وقوبل هذا الإجراء فى مصر بالسخرية من قبل المشاهير، بينما عادت العلامة الزرقاء مرفقة بحسابات بعض المشاهير مثل الفنان محمد هنيدى والكاتب ستيفن كينج وبطل الدورى الأمريكى للمحترفين فى كرة السلة ليبرون جيمس والرئيس السابق دونالد ترامب، دون اتخاذهم أى إجراء لاستعادتها.
وأكد العديد من المستخدمين الذين وثقت حساباتهم رغما عنهم أنهم لم يشتركوا فى خدمة «تويتر بلو»، بعدما أصبحت العلامة الزرقاء رمزا لدعم إيلون ماسك وهجوم النشطاء على كل من يستجيب لقراراته، ومن بين هؤلاء الفنان محمد هنيدى الذى عاد وكتب مجددا بعد إعلانه عدم الدفع يبدو أن إيلون ماسك دفع لى الاشتراك بنفسه.
علامات التوثيق المدفوعة وخسائر بالملايين 
بالرغم من أن ماسك وضع شروطا أخرى للحصول على علامة التوثيق المدفوعة مثل أن يكون الشخص أو الشركة شخصا حقيقيا ويقدم ما يثبت ذلك إلا أن بعض الحسابات الوهمية استطاعت بطريقة ما الاشتراك فى الخدمة والحصول على علامة التوثيق الزرقاء وهذا سبب أزمات عديدة.
ونشر بعض الحسابات الوهمية تصريحات وهمية تخص مشاهير مما سبب لهم الإحراج، بل تخطى الأمر ذلك، وتسبب بعض الشائعات التى نشرت على تويتر فى اهتزاز أسهم بعض الشركات وفقدها ملايين الدولارات، وعلى رأس هذه الشركات شركة إيلى ليلى للأدوية وشركة لوكهيد للأسلحة.
وأعلن حساب مزيف باسم شركة «إيلى ليلى» عن نية الشركة توفير الأنسولين مجانا، وانتشرت التغريدة بشكل واسع وشاركها الآلاف احتفالا بالخبر، ولكن سرعان ما تبين أن الحساب مزيف، ومع ذلك حصل على شارة التوثيق المدفوعة.
وقدمت الشركة اعتذارا عن هذه الشائعة عبر حسابها الرسمى، وأكدت أنها لم تصرح بأى شيء فى هذا الصدد، وأنها لا تملك سوى حساب واحد على المنصة.
وأعادت هذه الشائعة إلى الواجهة جدل السعر العادل للأنسولين، وهو جدل قديم فى الأوساط الأمريكية، حيث يرى الكثيرون أن السعر الذى تفرضه الشركة مرتفع وينبغى تخفيضه.
وتحولت التغريدة نفسها إلى حملة انتقادات واسعة لسياسة الشركة فى تسعير الأنسولين، الذى يعتبر علاجا رئيسيا لا يمكن الاستغناء عنه.
قد تكررت حادثة مشابهة مع شركة الصناعات العسكرية "لوكهيد مارتن"، حيث أنشأ حسابا مزيفا باسم الشركة وادعى أنها ستوقف بيع الأسلحة للولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، وذلك بسبب انتهاكات حقوق الإنسان فى تلك الدول. وأثارت التغريدة المزيفة جدلا واسعا قبل أن يتم اكتشاف الحساب المزيف وحذفه من قبل تويتر. ولاحظ المغردون تقلبات فى سوق الأسهم وخسائر بنسبة ٥٪ فى قيمة أسهم الشركة خلال التداولات.
اقتراحات لحلول من قبل تويتر وعلامات ملونة جديدة
قدمت تويتر حلولا جديدة من أجل تنفيذ مخططها فى إجبار المستخدمين على استخدام الخدمة الجديدة بأنها وضعت علامات توثيق بألوان مختلفة من أجل تمييز الحسابات الرسمية بالفعل من الحسابات المشتركة فى خدمة تويتر بلو.
ووضعت المنصة ٣ علامات بثلاثة ألوان مختلفة علامة ذهبية، أو علامة زرقاء، أو علامة رمادية، أو بدون علامة على الإطلاق، حيث تعد العلامة الزرقاء الآن جزءا من خدمة تويتر بلو التى يتم التحصل عليها بمبلغ شهرى، وأيضا المستخدمين الذين تخطى عدد متابعيهم لمليون مشترك منهم المشاهير وغيرهم من الحسابات الرسمية للشخصيات، أما الحسابات الخاصة بالأعمال والمنصات الإعلامية والشركات فقد تم تمييز هذه الحسابات بعلامة ذهبية.
وبالنسبة للحسابات الحكومية الرسمية والهيئات الحكومية فقد تم تمييز هذه الحسابات بعلامة توثيق رمادية اللون، ولكن بالرغم من هذا فإن هذا الأمر يبدو محير للمستخدمين العاديين ولا يمنع انتشار الحسابات الوهمية بل بالعكس قد يساعد على انتشارها بكثرة وانتشار الإشاعات.
فبعض المستخدميين العاديين لن يكون لديهم القدرة على التفرقة بين علامات التوثيق المختلفة، فالبعض إذا رأى أن حساب معين لديه علامة توثيق أيا كان لونها سيثق بها ويمكن أن يقع ضحية شائعة معينة أو قد يصل الأمر إلى التعرض للنصب والسرقة.


فوضي علامة التوثيق تفقد المستخدمين الثقة في  تويتر 

بسبب الفوضى الكبيرة التى أحدثتها سياسة إيلون ماسك الجديدة فقد العديد من المستخدمين الثقة فى المنصة بسبب استغلال بعض الحسابات للتوثيق الجديد ونشر معلومات كاذبة وخداع وتضليل العديد من المستخدمين، مما جعل المنصة التى كانت تعد مصدر جيد للمعلومات بؤرة للشائعات والمعلومات المزيفة.
وهذا جعل العديد من مستخدمى المنصة ينتقدوها بشدة بسبب أنه إلى الآن لا يوجد ضابط معين أو واضح يمنع المستخدمين الوهميين من الاشتراك فى خدمة تويتر بلو أو استخدام هذه الحسابات للترويج للمنتجات الضارة أو النصب والاحتيال.
لذلك، يجب على مستخدمى تويتر الحذر عند التعامل مع الحسابات التى تحمل العلامة الزرقاء، وعدم الاعتماد فقط على هذه العلامة لتحديد مدى موثوقية الحساب، يجب أن يتم التحقق من تاريخ الحساب ونشاطه والتحقق من صحة المعلومات المنشورة قبل اتخاذ أى إجراءات أو اتخاذ أى قرارات أو الاعتماد على المعلومات والأخبار التى تنشر عبر هذه الحسابات.