الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

أنياك أسو تجري حوارًا مع بنديكت لوير المستشارة العلمية للمعرض المصرى فى باريس.. «رمسيس وذهب الفراعنة»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد سان فرانسيسكو، يستمر معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» لمدة ستة أشهر فى باريس فى القاعة الكبرى دى لا فيليت حيث تم افتتاحه وسط احتفالات كبيرة يوم الخميس 6 أبريل 2023، بحضور الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى مصر، وعالم الآثار الدكتور زاهى حواس، المنسق الدولى للمعرض، وكذلك علماء المصريات دومينيك فاروت، المنسق الفرنسى للمعرض، وبنديكت لوير، المستشارة العلمية للمعرض. وكان أعضاء الفريق المسؤول عن المعرض أيضًا ضيوفًا فى مؤتمر مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس CEMO وعقد هذا المؤتمر فى اليوم التالى لافتتاح المعرض وتم تنظيمه فى فندق دو كريون بباريس تحت رعاية الكاتب الصحفى عبد الرحيم على رئيس المركز ورئيس مجلس إدارة وتحرير «البوابة» وبحضور الوزير أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار فى مصر.. وتكشف لنا الدكتورة بنديكت لوير - أستاذة فى جامعة بول فاليرى مونبلييه 3 ومدرسة فى مدرسة اللوفر - عن العالم الكامل لرمسيس الثانى، الذى يعتبر واحدًا من أعظم ملوك فراعنة مصر.

لو ديالوج: هل يمكن أن تحدثينا عن دورك فى معرض رمسيس وذهب الفراعنة باعتبارك المستشارة العلمية له؟
بنديكت لوير: يعمل المعرض على جذب كل الفئات من الجماهير، بغض النظر عن المستوى والعمر، وذلك بالاستعانة بالعديد من العناصر والإمكانيات التعليمية والتربوية المتطورة للغاية. وفى الحقيقة، دورى يتمثل فى تكييف المعرض مع ذوق الجمهور الفرنسى خاصة أن أمين المعرض، دومينيك فاروت، قد سافر سابقًا إلى سان فرانسيسكو لمراقبة السينوجرافيا وطريقة العرض الأمريكية للمعرض عندما كان هناك. وبالنسبة للنسخة الباريسية، نحن دقيقون جدًا فى نقاط معينة من التاريخ وأردنا حقًا تقديم درجة إضافية مقارنة بالنسخة الأمريكية أو الناطقة باللغة الإنجليزية. وهذا يسمح لنا بالاستجابة بدقة للتوقعات المحددة للجماهير الفرنسية الذين غالبًا ما يكونون خبراء بارعين بمصر القديمة. وسيكتشف الزوار الذين لديهم معرفة دقيقة للغاية بعلم المصريات ظروف مراقبة مثالية هناك؛ فعلى سبيل المثال، عادة ما يتم عرض تابوت رمسيس الثانى فى نافذة متحف الحضارة، حيث يتم وضعه دائمًا بشكل عمودى وحضور رائع، ولا يمكن للمرء قراءة النقوش الموجودة على الرأس. وفى معرض رمسيس وذهب الفراعنة اخترنا تقديم التابوت بشكل أفقى خاصة أن علماء المصريات لم تتح لهم هذه الفرصة من قبل لرؤية تابوت رمسيس من هذه الزاوية القريبة جدا للأعين بحيث يكونون قادرين على فك رموز تلك النقوش.
لو ديالوج: يعد تابوت رمسيس بالفعل أحد القطع المركزية والأكثر شهرة فى حين أن البعض الآخر من القطع الأثرية المعروضة يكاد يكون غير معروف لعامة الناس، فهل يمكن أن تحدثينا عنها؟
بنديكت لوير: عرض تابوت رمسيس حدث كبير بالفعل فهى قطعة لا يفترض نظريًا أن تخرج من مصر، واختيار القطع غنى جدا بطبيعة الحال؛ فهناك التمثال الأبيض الذى تم اختياره لملصق المعرض وهو تمثال عملاق يأتى من هيرموبوليس، مدينة هيرميس لتحوت (إله الكتابة)، ومكانه بالقرب من مدينة إخناتون، فى مصر الوسطى ولا تحظى هذه المنطقة التى يعرض فيها التمثال بالعديد من الجمهور المتابع للآثار الفرعونية. بالإضافة إلى ذلك، يتم عرض التمثال العملاق فى مدينة شرم الشيخ بمصر، وهى منتجع ساحلى يرتاده عشاق الشواطئ أكثر من هواة المتاحف. وأعتقد أن فكرة تسليط الضوء على كل هذه القطع الأثرية هنا وتقديمها بإضاءة جميلة للغاية فكرة رائعة وجذابة. وأيضا المومياوات الحيوانية المكتشفة من أبريل ٢٠١٨ هى أيضًا «جديدة» للجمهور خاصة أن الاختيار الذى اتخذته السلطات المصرية فى هذا الصدد كان حكيمًا للغاية حيث يمزج القطع الرمزية مع القطع الأخرى الأقل شهرة ولكنها مثيرة للاهتمام للغاية ولا تزال أخرى أكثر «حداثة» وأقرب إلى البحث.
لو ديالوج: هذا أمر نادر بالنظر إلى التأخيرات المعتادة بين البحث الأثرى وعرض النتائج على الجمهور، فعمظم القطع الأثرية تخضع لفترة طويلة من الدراسة قبل العرض للجمهور.. أليس كذلك؟
بنديكت لوير: نعم، عادةً ما تكون هناك فترة طويلة جدًا من الدراسة فى المختبر قبل عرض الأشياء وما نراه فى معرض رمسيس وذهب الفراعنة هو أيضًا صورة فوتوغرافية لجرد الحفريات والبحوث الأثرية الحالية، خاصةً على جانب سقارة كما تم تسليط الضوء على جميع الاتصالات الواردة من مصلحة الآثار لإظهار المقابر التى تم التنقيب فيها وأعمال الترميم. وفى المعرض، يعرض مقطع فيديو لعالم الآثار والأكاديمى زاهى حواس وزير السياحة والآثار المصرى الأسبق، عن تفاصيل جميع الأعمال التى يتم تنفيذها حاليًا داخل مقبرة رمسيس الثانى. وعلاوة على ذلك، يستخدم جزء من حصيلة التذاكر الخاص بالمعرض لتمويل هذا الترميم الذى يمثل تكلفة باهظة! 
لو ديالوج: إلى جانب توت عنخ آمون وكليوباترا، يعد رمسيس الثانى بلا شك أحد أشهر الشخصيات التاريخية فى مصر.. فى رأيك ماهو السر وراء كل هذا؟
بنديكت لوير: إنه شخصية رائعة لأنه لم يكن لملك آخر مثل هذا الحكم الطويل وأصبح أسطورة. كما يعتمد الاتجاه الإرشادى المستخدم فى المعرض على إظهار تعريف واضح لمنصب وشخصية الملك فى مصر القديمة ومن تلك الشخصية التى جسدت بالفعل فكرة الفرعون بكل ما فيها من سمات، لدرجة أننا اخترنا عدم وضع «الثانى» فى عنوان المعرض لأنه عندما نقول «رمسيس» يفكر الجميع بشكل عفوى فى «رمسيس الثاني».. لا يمكننا الهروب من رمسيس!.. له لوحات ورموز ونقوش فى جميع المواقع.. إنه غريب بعض الشيء ومثير للغاية فلقد ولد رمسيس حوالى عام ١٣٠٥ قبل الميلاد، وأصبح خلال حياته أسطورة فى تاريخ مصر القديمة واشتهر بمعركة قادش التى كانت بين الإمبراطورية المصرية وإمبراطورية الحيثيين بقيادة الملك مواتللى الثانى. وبعد وفاته، كان لرمسيس تأثير قوى على الملوك التاليين الذين كانوا يرتبطون بروابط بنوة معه لفترات متعاقبة.
 


لو ديالوج: كيف يمكن أن نتخيل الولع بالإنشاءات والمبانى الجديدة فى عصر رمسيس؟
بنديكت لوير: فى الكرنك الكبيرة التى صممها رمسيس الثانى، قام المركز الفرنسى المصرى لدراسة معبد الكرنك (CNRS) بإنشاء لوحات رائعة لإظهار حجم البناء وكأننا نرى عملًا كبيرًا بحجم كنيسة نوتردام فى باريس! وكل ذلك حقًا يمنح الجمهور مقياسًا لحجم الإنشارات الذى كان يقوم به أيضا والده سيتى الأول.. ولكن فى عهد الإبن، تميزت منشآت رمسيس بالفعل بحجم الانشاءات وتباين الوسائل وهنا نستطيع أن نرى ذلك فى أبو سمبل والأقصر ومعبده فى أبو سمبل. ومع ذلك، فقد اختفى الكثير من المعابد إلا أن هناك العديد من الأشياء التى يجرى استكشافها عن تلك الفترة ونعتقد أيضًا أنه لا تزال هناك أعمال كثيرة لرمسيس الثانى سنكتشفها فى المستقبل.
لو ديالوج: اختفى كنز رمسيس لكن المعرض يعرض إعادة بناء لما قد يحتويه قبر رمسيس الثانى.. كيف ترين ذلك؟
بنديكت لوير: قصة رمسيس تشبه قصة توت عنخ آمون. توت عنخ آمون هو ملك تم العثور على كنزه الجنائزى بالكامل أما رمسيس الأسطورة فهو من أشهر الملوك إلا أن كنزه اختفى! على الرغم من كل شيء، يمكن إعادة بنائه بفضل السلالة التالية التى تم العثور على كنوزها. وفى الحقيقة، عاش نسله الروحى فى تانيس وسط الكنوز والقصور والتمثال العملاق الذى بناه رمسيس. بفضل كل ذلك، يمكننا أن ندعك تتخيل حجم كنوز قبره. لقد أصبح رمسيس الثانى الوحيد الذى يتحدى الموت والزمن لأننا نتذكر اسمه حتى بعد آلاف السنين ولدينا مومياءه أيضًا!
لو ديالوج: كيف صمدت مومياءه أمام اختبار الزمن؟
بنديكت لوير: فى ١٩٧٦-١٩٧٧، تم علاج مومياء رمسيس الثانى فى باريس بعد أن تعرضت لهجوم شرس من الفطريات فى مصر.. وآنذاك حشدت فرنسا أدواتها باستخدام ترسانتها من المعامل لإنقاذ مومياء رمسيس.. واليوم ترسل مصر، بامتنان إلى باريس، التابوت الحجرى الذى عثر فيه على رفاته عام ١٨٨١. وفى الوقت نفسه، تظل المومياء غير قادرة على القيام بهذه الرحلة والسفر من أجل العرض فى مكان خارجى.. إنها أيضًا مسألة احترام وأخلاق: نحن لا ننقل رفات شخص ما، ولا حتى بقايا مثل هذا الملك الأيقوني!
لو ديالوج: يدشن المعرض تجربة فريدة من نوعها فى الواقع الافتراضى.. كيف تم تصميمه؟
بنديكت لوير: إنها وسيلة للسفر مباشرة إلى مصر وتتيح لك هذه لتجربة الجديدة الاقتراب من المعالم الأثرية الأكثر إثارة للإعجاب كما لو كنت هناك حيث يجعل الواقع الافتراضى من الممكن الوصول إلى جمهور أصغر سنًا وحتى كبار السن المفتونون بتلك الحضارة.. فهاهى نفرتارى التى تدخلنا فى معابد أبو سمبل حيث نستطيع ملامسة الجدران ونشاهدها عن قرب بفضل هذه التقنية الافتراضية. ومن الناحية التربوية، هذا رائع! وهنا نتحدث عن المعلومات المثيرة التى تكون فى أفلام المغامرة والتشويق لجذب الناس إلى علم المصريات.. إنها بالفعل مغامرة مثيرة!.