الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاوى رمضان.. المحتسب يعاقب بائعا غشاشا بخلع ملابسه والجلوس فوق صينية الكنافة الساخنة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ظهرت مهنة المحتسب تقريبا فى بدايات الدولة العباسية، بعد اتساع الدولة واتساع أسواقها، التى رأت أنه لا بد من وجود مراقبين لمراقبة سلع التجار بالأسواق وهى فى بداياتها كانت احتسابا بمعنى تطوعا.

والمحتسب هو الذى يقوم بالعمل الخيرى تطوعا بغير مقابل، وفى نهاية الدولة العباسية كان المحتسب فى أوج نموه حيث توسع من الأسواق إلى الأزقة والطرق وأصبح له أفراد وراتب، وأخذت تنمو تلك المهنة حتى دولة المماليك.

وازدهرت تلك المهنة خاصة فى العصر المملوكى فكان يمر من حين لآخر فى أسواق المدينة، ويتقدمه عامل يحمل الميزان والصنج، وخلفه الجلادون والخدم، وهو يمر على الدكاكين والأسواق واحدا بعد الآخر، يفحص الموازين والمكاييل ويستفسر عن ثمن المأكولات، ويتأكد من نظافتها، وإذا اكتشف مخالفة يعاقب مرتكبها على الفور.

وتذكر كتب التاريخ عقوبات غريبة أنزلها "المحتسب" على الغشاشين، وأشهرها الرجل الذى كان يبيع الكنافة ناقصة الوزن، فأمر المحتسب بجلوسه عارى المؤخرة فوق صينية الكنافة الساخنة، وأحيانا كان المحتسب يقطع جزءا من الأذن أو الأنف.

ويذكر الكاتب جمال الغيطانى فى كتابه ملامح القاهرة فى ألف سنة، كان هناك فى بداية القرن التاسع عشر محتسب اسمه مصطفى الكاشف مشهورا بقسوته، وفى مرة قابل رجلا مسنا يقود حمارا محملا بالبطيخ، فأشار إلى واحدة من أكبرها حجما وسأل عن ثمنها، فأمسك العجوز بشحمة أذنه قائلا: اقطعها يا سيدى، فأعاد عليه المحتسب السؤال مرة بعد مرة، وكان الجواب واحدا، فاغتاظ المحتسب، لكنه لم يتمالك أن ضحك وقال: هل أنت مجنون أم أصم؟ فقال العجوز: لست مجنونا ولا أصما لكننى أعرف أننى إن قلت ثمن البطيخة عشرة فضة فستقول، اقطع أذنه، وإذا قلت خمسة فضة أو فضة واحدة فستقول اقطع أذنه لذلك اختصر الأمر، ونجا الرجل لتهكمه.