الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

شهادات مروعة لنساء تيجراي عن اغتصابهن من الجيش الإريتري.. الصراع انتهى بتوقيع اتفاق سلام في كينيا نوفمبر 2022 بعد عامين من الحرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعرض نساء إقليم تيجراي الإثيوبي لممارسات وانتهاكات مروعة من الجيش الإريتري الذي شن حربا على الإقليم، منذ عامين متحالفا مع الجيش الإثيوبي وميليشيات الأمهرة "فانو" فى محاولة للقضاء على جبهة تحرير تيجراى الشعبية.
وانتهى الصراع بين الطرفين بتوقيع اتفاق سلام فى كينيا فى مستهل نوفمبر من العام الماضى ٢٠٢٢، بعد ٢٤ شهرا من الحرب التى راح ضحيتها الآلاف، وشرد الملايين ودمرت البنية التحتية للإقليم الواقع شمال إثيوبيا، ورغم ذلك فإن جماعات الإغاثة والسكان المحليين أكدوا أن الهجمات على المدنيين - لا سيما الاعتداءات الجنسية على النساء - مستمرة.
وفى الوقت الذى ظهر طرفا اتفاق السلام أمام الكاميرات والابتسامات تعلو وجوههم، أمضت الفتاة "ليتاي" الليل مختبئة تحت جسر حيث سقطت قذائف الهاون وانفجرت فى كل مكان حولها، وكانت وحيدة فى جزء من شمال شرق تيجراى ونجت لتوها من اغتصابها على يد جندى إريتري.
وتقول ليتاى "وهو اسم غير حقيقي للفتاة" إنه بعد اغتصابها، كانت فاقدة للوعى لفترة طويلة قبل أن تستعيد وعيها، واضطررت إلى إخفاء نفسها حتى رحل جنود الجيش الإريتري، حسبما روت لشبكة "بى بى سي".
تقول ليتاى إنها تعرضت للاغتصاب من قبل، فى يناير ٢٠٢١، من قبل جنديين إريتريين، وكان هناك جندي ثالث رفض اغتصابها؛ لافتة إلى أن الاثنان فعلوا ما رغبوا فيه قبل أن يطلبوا من الثالث أن يفعل الشيء نفسه، إلا أنه قال "لا.. ماذا سأفعل بها؟ إنها بالفعل جثة ملقاة على الأرض".
وتابعت: "بعد المرة الأولى التى تعرضت فيها للاغتصاب، طلبت المساعدة الطبية والنفسية، وانضممت إلى مجموعة دعم النساء للناجيات، وفى يوم اتفاق السلام، هرعت لمساعدة فتاة صغيرة تعرضت أيضا للاغتصاب قبل الاعتداء عليها أيضا، ومن الصعب معرفة العدد الحقيقي للاعتداءات الجنسية التى ارتكبت خلال الحرب، وغالبا ما يخشى الضحايا التحدث علانية.
ووفقا لبيانات مكتب الصحة الرسمى فى تيجراي فى نوفمبر وديسمبر ٢٠٢٢ - بعد توقيع اتفاق السلام - تم الإبلاغ عن ٨٥٢ حالة فى المراكز التى تم إنشاؤها لمساعدة الناجين، كما واصل العاملون فى مجال حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة العاملة فى تيجراى توثيق حالات العنف الجنسي. 
وقالت أدياما، القادمة من بلدة زالامبيسا فى شمال شرق تيجراي، إنها تعرضت لاعتداء جنسي من قبل جندي إريتري في نهاية الشهر الماضي، وأضافت "كان هناك أربعة منهم ولكن اغتصبنى واحد فقط، حتى أنهم كانوا يخططون لقتلى لكنهم غادروا بعد أن تعرضت للاغتصاب".
وتقول سيدة أخرى من تيجراى تدعى هيلينا: "لم أتوقع قط أن أتعرض للاعتداء بعد اتفاق السلام"، وكانت أم لثلاثة أطفال قد فرت بالفعل من منزلها فى حميرة إلى بلدة شيراو حيث عملت بائعة متجولة لبيع الذرة.
وأوضحت أنه فى ١٦ نوفمبر الماضي، تأخرت فى العودة إلى المنزل عندما أوقفني جنديان إريتريان لخرقها حظر التجول، وأخبرتهما أنى لا أمتلك بطاقة هوية، ولكنهما نقلوني إلى منزل فارغ.
وتؤكد هيلينا إنها استطاعت أن تدرك من مظهر الرجال واللهجة التى يتحدثون بها أنهم من إريتريا، وواصلت "أخذونى إلى منزل فارغ، وأخرجوا مسدسا وقالوا: إذا التزمت الصمت، فلن نؤذيك لذلك، أخبرتهم أن بإمكانهم فعل ما يريدون ولكن توسلت إليهم ألا يقتلونى ".
وتابعت "تعرضت للاغتصاب طوال الليل قبل أن يطلقوا سراحي فى الصباح، وأجريت منذ ذلك الحين عملية إجهاض، قائلة إنها تفضل الموت على أن تلد طفلًا من جراء الاغتصاب.
وتشترك إريتريا فى حدود مع تيجراي ولديها صراع طويل الأمد مع جبهة تحرير تجراي الشعبية الحاكمة فى المنطقة - وهو أحد أسباب انضمامها إلى الحرب الأهلية لدعم الحكومة الإثيوبية.
ومثل ليتاي، تقول إمرأة تدعى "شاشو" إنها تعرضت للاغتصاب مرتين فى هذه الحرب قبل وبعد اتفاق السلام، وتؤكدا أن الرجال اعتدوا عليها بشدة فى نوفمبر الماضى لدرجة أنها لا تستطيع الآن التحكم فى بولها وبرازها.
وأضافت "شاشو": "اثنان أو ثلاثة أشخاص على إنسان واحد، لقد أصبت بصدمة شديدة، يبدو الأمر كما لو لم يعد هناك شيء جيد فى جسدى بعد الآن".
وفى الأسبوع الماضي، ظهر الرئيس الإريتري المنعزل أسياس أفورقى علنا عندما زار كينيا، وظهر غاضبا ومحبطا بشكل واضح عندما سأله الصحفيين حول المزاعم بشأن الانتهاكات التى ارتكبها الجيش الإريترى ضد المدنيين فى إقليم تيجراي. وقال أفورقي: "كل من يتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل القوات الإريترية، والاغتصاب، والنهب، هذا وهم فى أذهان أصحاب هذا المصنع، الذى أسميه مصنعا لتلفيق المعلومات الخاطئة".
أحدثت اتفاقية نوفمبر تغييرًا إيجابيًا فى تيجراي، لا يوجد قتال نشط وتصل المساعدات، وخاصة الغذاء والدواء، إلى المزيد من البلدات والمدن، بينما استؤنفت الخدمات المصرفية والاتصالات، وتم لم شمل بعض العائلات وتحدث البعض الآخر مع بعضهم البعض لأول مرة منذ أكثر من عام، ولكن وفقا للمادة الرابعة من الاتفاقية: "على الأطراف، على وجه الخصوص، إدانة أى عمل من أعمال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي".