الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

باحث آثري: أقدم حضارة مصرية قديمة تعود لـ55 ألف سنة في منطقة "الترامسة" بقنا

منطقة “الترامسة”
منطقة “الترامسة”
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من الأكاذيب والمفاهيم الخاطئة اللي أُلصقت بالحضارة المصرية القديمة أكذوبة إن عمرها يُقدر بـ7000 سنة، وساعد في انتشار تلك المعلومة وسائل الإعلام والسينما والدراما والمقالات الصحفية، حتى أصبحت حقيقة ثابتة في أذهان الناس وسط غفلة وتقصير من المتخصصين، وبدون قصد أغفلنا ولغينا من عمر حضارتنا آلاف السنين وفرطنا في حقنا الشرعي كأول وأقدم حضارة عرفها التاريخ، وبتفريطنا ذلك سمحنا لشعوب أخرى تنافسنا وتدعي أسبقيتها دون وجه حق.

والحقيقة أن عمر حضارتنا أقدم من ذلك بكثير، وما ذكرهو الفصل الأخير في تشكيل الحضارة المصرية لأنه  الفصل الأهم والأجمل والذي استطاع فيه المصري القديم أن يبهر العالم بفنونه المختلفة سواء على جانب المعمار وتشيد المدن والمتاحف والمقابر أو بعلوم الفلك والطب وسر التحنيط ناهيك عن النقوش والرسم واستخدام الألوان والجداريات في توثيق معالم الحضارة الفرعونية.

لكن كان هناك أسلاف وأجداد بذروا البذور، ونحتوا الصخور، وشكلوا الأحجار، واصطادوا الحيوانات والأسماك والطيور، وسكنوا الكهوف والأشجار، فلا نستطيع أن ننكر وجودهم ـ حضارتهم التي أسست للانطلاقة العظيمة في العصور التاريخية المسجلة.
يقول الباحث الأثري أحمد فتحي، مؤسس صفحة المؤرخون المصريون، أن من أقدم الإشارت التاريخية التي وصلتنا من أسلافنا الأوائل المؤسسين مجموعة من الأدوات الحجرية المُشكلة والتي يُقدر عمرها بنحو 2 مليون و300 ألف سنة، لكن وعلى الرغم من الوصول لتلك الأدوات إلا أنه لم يتم اكتشاف هياكلهم العظمية أوبقاياها، لكن ولحسن الحظ تمكنت بعثة "بلچيكية" من العثور على هيكل عظمي لطفل عمره 8 سنوات مدفون في حفرة مكورة، وهو يستند إلى حجر كبير بمنطقة الترامسة بالقرب من معبد دندرة بمحافظة قنا، وبدراسته وفحصه تم تقدير عمره بنحو "55 ألف سنة" والبعض يرجح إلى إن عمره يزيد  لـ70 ألف سنة.

ويعتبر هذا الكشف من أهم الاكتشافات الأثرية اللي تمت في أرض مصر، لأن من خلاله استطعنا معرفة أقدم حضارة مصرية، وصلنا منها على بقايا إنسان وأدواته ألا وهي "الترامسة" والتي سكنها المصري القديم وشكل فيها أدواته من "الظران والحصى" وعمل على "الصيد والقنص" وعلى الأرجح كان المصري القديم وقتها لديه عقيدة معينة يتبعها وعرف ذلك من طريقة الدفن الغريبة، والتي كان الطفل جالسا وساند ظهره ورأسه على حجر وينظر جهة الشرق وبجواره بعض الأدوات الحجرية.

ويعتقد بعض العلماء إن الطفل توفى نتيجة سقوطه من تل مرتفع بمنطقة "الترامسة" أدى لإصابته إصابات بالغة منها كسر كبير في الجمجمة وربما كان ذلك أثناء عمله مع أسرته في أحد محاجر "الظران أو الزلط".
والهيكل حاليًا محفوظ بمخازن المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ولم يتم عرضه لأنه في حالة سيئة جدًا ويحتاج ترميم بشكل كبير لأن عظامه تكلست أو نقدر نقول بتعبير بسيط إنها باشت وتحولت لتراب ونأمل إنه يترمم ويتم عرضه ونقدر نشوفه في يوم من الأيام.

الباحث أحمد فتحي