الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

الإذاعية شيرين عبدالخالق فى حوار خاص مع «البوابة نيوز»: كتاب البابا تواضروس كشف حساب للسنوات الـ10 الأصعب فى تاريخ الكنيسة المصرية.. تقديم الرئيس واجب العزاء بنفسه فى شهداء ليبيا خفف أوجاع الأقباط

الإذاعية شيرين عبد
الإذاعية شيرين عبد الخالق ومحررة البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سنوات من المحبة لله والوطن.. كتاب جديد للبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يلخص فيه الأحداث التى واجهتها الكنيسة بعد تنصيبه؛ حيث انفرد الكتاب بتسجيل وقائع شهدتها الكنيسة المصرية فى أعقاب ثورة يناير 2011، ومخاوف الأقباط ومعاناتهم فى ظل هيمنة جماعة الإخوان الإرهابية على الشارع السياسى.
جاء الكتاب ليعكس الجهد الشاق الذى بذلته الإذاعية شيرين عبدالخالق صاحبة فكرة الكتاب ومحررته والتى أخرجته كأول وثيقة تدونها مذيعه مصريه مسلمة يمنحها البابا تواضروس الثانى ثقة كبيرة فى أول حوار اذاعى له.
يحمل الكتاب شهادات تاريخية ورؤية وطنية لقداسة بابا الكنيسة الأرثوذكسية والذى يحكى فيه جانبا من حياته حتى أصبح بابا للكنيسة، ويسجل فيه رؤيته للسنوات العشر الأصعب فى تاريخ مصر الحديث، منذ أن أصبح بابا للكنيسة حتى الآن.
الكتاب صادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع، فى 310 صفحات، وكتب مقدمته المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، وحررته الإعلامية شيرين عبدالخالق التى كشفت خلال الجزء الأول من حوارها لـ«البوابة نيوز»، أن الكتاب كان تجربة  ليست سهلة على الإطلاق؛ حيث استغرق ٣ سنوات ونصف من الجهد الشاق وتسجيل الأحداث.
مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالى:
■ فى البداية؛ هلا كشفتى لنا جانبًا من كواليس إعداد هذا الكتاب؟
- كنت أراجع ارشيف كل ما حدث على أرض مصر فى هذه الفترة الصعبة بدقة، سواء من الصحف أو من خلال اليوتيوب، وكثيرا ما لجأت للمركز الإعلامى للكنيسة نفسه فى احداث مهمه، وتمت مراجعة الكتاب من الكنيسه مرتين؛ الأولى: المتعارف عليها فى مراجعة الكتب، والثانية: مراجعة عقائدية، وكم أنا فخورة بأنه لم يتم حذف أى كلمة، فقط هناك كلمتان تم تعديلهما.
■ خلال فترة العمل الطويلة تلك، ما أبرز المصاعب التى واجهتك؟ 
- بذلت مجهودا كبيرا ليخرج الكتاب للنور، وواجهت صعوبات عديدة، منها أن الأسماء المسيحية ليست سهلة، والعقيده نفسها، وأنا مسلمة وده كله كان صعب، بالإضافة إلى أن شخصية البابا تواضروس الثانى شخصية لها ثقلها ووزنها واهميتها الكبيره فى العالم؛ فقداسته شخصية عالمية، وهو صاحب الكرسى الرسولي الوحيد فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، وكون أن هناك ٨ كراسى رسولية على مستوى العالم، منهم واحد فى مصر، جعل المسئولية كبيرة للغاية.
■ كيف تشكلت فكرة الكتاب لديك؟
- الأمل والإصرار كانا الحافز لى لتنفيذ فكرة الكتاب خاصة أن البابا تواضروس جاء بعد البابا شنودة، بعد ٤٠ سنة، والناس كانت متشوقة وتريد معرفة من  هو البابا الجديد، وما رؤيته للوطن؟، حيث جاء فى وقت غاية فى الصعوبة، وعملى كمذيعة بإذاعة الشرق الأوسط جعلنى أفكر فى استضافة البابا تواضروس ببرنامج اسمه ضيف على الإفطار، بسبب قيمته الإنسانية الكبيرة، فالبابا يهنئ المسلمين برمضان ويفطر معهم.
وبدأت أفكر وأسعى فى أن يكون ضيفا على مائدة إفطار رمضان وقررت مذاكرة ودراسة شخصية البابا تواضروس وجمعت كل مقالاته وحواراته وأعددت اسكريبت مكونا من ٢٥ ورقة، لكننى فشلت فى مقابلته، وكررت المحاولة بمساعدة أصدقائي، وبالفعل وصلت إليه، وأصبحت الـ٢٥ ورقة اسكريبت كلمة السر ومفتاح اللقاء وفاتحة الخير، فكل من قرأه أعجب به، وتحقق الحلم بلقاء البابا تواضروس الثاني، بعد محاولات، ليكن اللقاء الأول على الراديو للبابا تواضروس.


■ فى نظرك، ما ملامح أهمية ذلك الكتاب فى وقتنا الحالي؟
- أحتفظ لنفسى بفخر أننى أول  مذيعة راديو يوافق البابا على إجراء حوار للإذاعة معها، وأول مذيعة مصرية مسلمه تسجل وتدون كتاب سنوات من المحبة لله والوطن، فهو كتاب غير مسبوق فى تاريخ الكنيسة، على امتداد تاريخها، والبابا تواضروس الثانى له ما يقرب من  ٣٠٠ كتاب فى العقيدة المسيحية.
لكن هذه أول مرة بسماحته يمنح هذه المساحة سواء الإنسانية أو المهنية على مستوى كونه بابا الكنيسة أنه يقدم ويضع كشف حساب للسنوات الـ١٠ الأصعب فى تاريخ الكنيسة المصرية، فضلا عن أن الكتاب يضم تفاصيل كثيرة منها فصل حكايتى مع البابا الذى يوضح فيه للشباب أنه ليس هناك مستحيل والسعى والاجتهاد نهايته النجاح بفضل الله.
■ وما الدافع الذى جعل البابا تواضروس الثانى يستجيب لفكرة الكتاب؟
- الدافع الذى جعل البابا تواضروس الثانى يستجيب لفكرة كتاب "سنوات من المحبة لله والوطن" هو شعوره بالمسئولية الوطنية، حيث استشعر أن الكتاب واجب وطني، لتوعية الحاضرين وغير الحاضرين بما حدث، كما أنه كان حريصا على أن يسجل الحقيقة وينقلها داخل مصر وخارجها أيضا، ولكنه اشترط السرية، حيث استغرق تسجيل الأحداث والكتاب ٣ سنوات ونصف، لدرجة أن ترددى على الكنيسة كان مثيرا، وكانوا يسألوننى هو البرنامج دا هيتذاع امته؟ كنت أضحك وأقول قريبا.


■ كيف تغلبت على إحساس الرهبة أثناء حوارك مع البابا؟
- إحساسى بالرهبة أثناء حوارى مع البابا تواضروس كان كبيرا وقداسته لاحظ ذلك علي، لكنه بابتسامته الهادئة وتواضعه حاول كسر هذه الرهبة، وقال لى: إنت منين؟ فقلت له من ميت غمر، فرد قائلا يعنى بلدياتي، ومن هنا راحت رهبتى.
■ ومن الذى اختار عنوان "سنوات من المحبة لله والوطن" اسما للكتاب؟
- البابا تواضروس هو من اختار اسم الكتاب، فكنت أريد وضع اسم رنان مثل البابا تواضروس سنوات على خط النار أو الراهب فى حب الوطن لكنه رأى أنها سنوات من المحبة لله والوطن، أما صورة الغلاف فكانت موفقة ومعبرة عن قداسته وتتناسب مع شخصيته.
■ وقت البابا ثمين ومعروف أنه مشغول جدا فكيف استطاع ان يوفر وقتا لتسجيل كل تلك الأحداث؟
- فكرة استقطاع وقت لتسجيل تلك المعلومات المهمة والكل يعلم بانشغال البابا كانت مشكلة لأنه كان مشغولا جدا وكان يستقطع وقتا من راحته أما باقى مهامه واجتماعاته وصلواته فلا يمكن المساس بها، بل كان يضحى براحته للإجابة على كافة الأسئلة لاستشعاره أن الكتاب واجب وطني، ورصد للحقيقة، كان يريد أن يقول للداخل والخارج: يا جماعة حسوا باللى حصل شوفوا الأرض الزراعية التى امتدت فالبابا تواضروس ليس مجرد شاهد عيان بل كان فاعلا فى ظل الأحداث الصعبة التى مرت بها مصر.


■ ما سر وجود صورة الرئيس المخلوع محمد مرسى فى مكتب البابا تواضروس؟
- صورة الرئيس المخلوع محمد مرسى التى شاهدتها فى مكتب البابا تواضروس الثانى لفتت نظرى وجعلتنى أسأله: لماذا يحتفظ بها؟، فعلق قائلا: "وجود الصورة يذكرنا بما حدث، ونشكر ربنا أننا نجحنا فى عبور هذه المرحلة، مشيرا إلى أنها فترة من التاريخ يجب رصدها سواء أكانت أحداثا حلوة أو سيئة.
والبابا تواضروس ذكر فى كتابه أن مرسى قال له أنت اختيار ربانى أثناء زيارة وفد من الكنيسة ليشكره على قرار موافقته على أحد القوانين الهامة فى تلك الفترة فجاء رد مرسى متخافش أنت اختيار ربانى، فعلق البابا قائلا: "ضحكت فى سرى وكانت تلك الفترة صعبة حيث شهدت رحيل البابا شنودة مع مخاوف من سيخلفه وهجرة العديد من المسيحيين.
لكن الكتاب أوضح أن البابا تواضروس كان دائما مطمئنا على مصر، وعلق على سفر وهجرة الأقباط بأن هناك مسلمين كثيرين قرروا السفر، قائلا فى الكتاب: من تركوا الوطن كانوا مصريين، فكل من ترك الوطن سواء مسلمين أو مسيحيين فهم مصريون. 


■ هل ذكر البابا خلال الكتاب أكثر حدث أحزنه؟
- بالفعل كان أول اعتداء على الكاتدرائية أكثر حدث أحزن البابا تواضروس، وكتب وقتها وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن.
■ بماذا وصف البابا تواضروس الثانى خلال كتابه لقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسى عندما كان فريق أول ووزير دفاع مصر؟
- وصفه بأنه امتلك حسًا وطنيا ودائما كان يفكر فى مصر عايزة إيه، وقال البابا تواضروس فى كتابه: لقائى بوزير دفاع مصر كان لقاءً دقيقا، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى مواقفه لها رمزية كبيرة للكنيسة، فذهابه بنفسه للتعزية فى شهداء ليبيا والثأر الفورى كان له دلالة قوية وخفف من آلام الكنيسة.