الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وزارة القوى العاملة المصرية ومسؤولية المناخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فمنذ هبوط أبو البشر آدم عليه السلام إلى الأرض وحتى يومنا هذا مرت البشرية بقفزات متلاحقة في جميع مناحي الحياة، إهتمت فيها البشرية بتطوير الجانب الصناعي، ولا شك أن الثورة الصناعة كان لها إسهاما بارزا في ما نراه اليوم من مظاهر حضارة، ورفاهية عالية تنعم بها البشرية والتي تقودنا إلى الكمال المنشود. ولأن الكمال لله وحده  سبحانه وتعالى، كان هُنَاكَ جانب سيء لهذه التطورات المتلاحقة التي أنجزتها البشرية. أحدى أهم عيوب هذه الثورة الصناعية التي عاشتها الأرض هُوُ ما نعانيه الآن من تغيرات مناخية سلبية. 
كان لإكتشاف الوقود الأحفوري المتمثل في الفحم والبترول والغاز أثر بالغ في تطور الحياة على الأرض وإحلال الألة كبديل للقوى الحية. ولكن نتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات الغازات الدفيئة التي تعمل كغطاء يلتف حول الكرة الأرضية، ويتسبب في احتباس حرارتها ورفع درجات الحرارة الكوكب.
يعتقد الكثير من الناس أن تغير المناخ يعني أساسًا ارتفاع درجات الحرارة فقط، ولكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة، وذلك لأن الأرض عبارة عن نظام واحد متصل وعليه فإن التغييرات في منطقة ما على سطح الأرض قد تؤدي بدورها إلى تغييرات تشمل الكوكب برمته، الأمر الذي يلقي بظلاله السيئة على المناخ مسببًا الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الشديدة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي، وازدياد ثقب الأوزون، والعديد من العوامل التي تنغص الحياة على كوكب الأرض وتهدد بقائنا على ظهره.
إن العمل على تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وطاقة المد والجذر. سوف تؤدي إلى تقليل الانبعاثات المسببة لتغير المناخ. 
ومن هُنَا يبرز دور الطاقة المتجددة كبديل أساسي يحافظ على البيئة ويساهم في حل مشكلة التغيرات المناخية السلبية.
ولعلي أُضيف إلى جديد إذا ما أخبرتكم أن أول استغلال للطاقة الشمسية كبديل عن طاقة الفحم والغاز والطاقة الحية، وكان بمصرنا الحبيب وذلك عام 1911م حيث قام العالم الأمريكي فرانك شومان بتشييد اول محطة للطاقة شمسية في العالم وكان ذلك بحي المعادي وكانت تستغل في رفع المياه. وكانت بقدرة 100 حصان وقادرة على ضخ 6000 جالون من المياه في الدقيقة.
تلعب وزارة القوى العاملة المصرية من خلال مراكز التدريب المهنية المنتشرة خلال ربوع الجمهورية دورا بارزا في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها والتي تتمثل في المحافظة على البيئة، ومنع التغيرات السلبية للمناخ. حيث تقوم مراكز التدريب المهنية بالآتي:-
اولًا: عقد دورات للتدريب على كيفية استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح  كبدل للوقود الاحفوري المسبب لهذه التغيرات المناخية. وتساهم هذه الدورات في خلق جيل واع قادر للتعامل مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتوسع الأفقي والرأسي بهما. من خلال ورش مجهزة بكفاءة عالية ومدربين أكفاء.
ثانيًا: كذلك عقد دورات تدريبية لصيانة أجهزة التبريد والتكييف باستخدام غازات صديقة للبيئة وتحد من تصاعد الغازات الدفيئة مثل استخدام الفريون صديق البيئة من عائلة (فريون R417).
ثالثًا: عقد دورات تدريبية للتدريب على مهنة الزراعة الأمر الذي من شأنه التشجيع على زيادة الرقعة الخضراء التي تدعم استقرار المناخ.
رابعًا: تبنت وزارة القوى العاملة مبادرة "المناخ مسؤوليتي" بجميع مديرياتها المنتشرة خلال ربوع محافظات مصر والتي كانت تهدف إلى القاء الضوء على أهمية المحافظة على المناخ ومحاولة الوقوف على  الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى تدهور المناخ واحداث حالة من العصف الذهني المجتمعي لتقديم حلول تقليدية ومبتكرة من شأنها أن تؤدي إلى منع التدهور المناخ.
أيضا هُنَاكَ دورًا بارزًا آخر لا يقل أهمية عن الدور الأول الذي تلعبه وزارة القوى العاملة متمثل في دورها الرقابي الذي يقوم به جهاز السلامة والصحة المهنية والذي بدوره يحافظ على العامل والبيئة المحيطة به. والذي يراعي شروط السلامة والصحة المهنية أثناء استصدار تراخيص المنشآت. والتي وضعتها الدولة بعناية لتحافظ على عدم تلوث المناخ. وكذلك التفتيش الدوري الذي يراعي ضمان استمرار هذه المحافظة. 
وكذلك الدور التوعوي الذي يقوم به جهاز السلامة والصحة المهنية والمعني بالاهتمام بالمنشآت والعاملين فيها ورفع درجة وعي الأفراد لتحمل مسؤولياتهم تجاه مقاومة التغيرات المناخية السلبية.
من هذا وذاك يتبين ضخامة العبء الموجود على كاهل وزارة القوى العاملة المصرية وبالأخص كاهل مراكز التدريب وجهاز السلامة والصحة المهنية وباقي أجهزة الوزارة في التصدي للتغيرات المناخية السلبية الأمر الذي يجعل قضية المناخ مسؤوليتي رسالة نتحملها نحن ونحاول إيصالها إلى كل أفراد المجتمع الذي يحيط بنا.