أكدت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية ضرورة تغيير الغرب لسياسته إزاء قارة أفريقيا؛ حيث تتسم بالتقصير والافتقار لسياسة الهجرة المتماسكة.
ورأت الصحيفة البريطانية أن أوروبا والولايات المتحدة يجب عليهما دعم المجتمعات المحلية في أفريقيا وتشجيع تحول القارة إلى التصنيع بدلا من الاعتماد على السلع المستوردة غير المصنعة محليا من أجل مواجهة نفوذ روسيا في القارة السمراء.
وقالت: "بينما لا تزال العملية العسكرية الروسية مستمرة في أوكرانيا، ظهرت على بعد آلاف الأميال ساحة أخرى للمواجهة بين روسيا والغرب، أطلقت عليها تقارير إعلامية غربية ما سمته بـ(حرب باردة ثانية)، لبسط النفوذ على القارة السمراء، حيث تسعى روسيا إلى ترسيخ أقدامها في أفريقيا من خلال مبيعاتها المدنية والعسكرية وتقديم الدعم التقني واللوجستي".
وبحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن قيام الصين بخطوات دبلوماسية وتجارية واستراتيجية ضخمة في إفريقيا ليس بالخبر الجديد، ولكن نجاح موسكو في بناء حضور هائل في العديد من دول القارة البالغ عددها 54 دولة بوتيرة متسارعة على مدى العقد الماضي كان له تأثيره المقلق بشكل كبير؛ وتخطى رؤية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعودة للمناطق التي اعتادت أن تكون فيها موسكو جهة فاعلة أساسية إلى استعادة صورة روسيا كقوة عظمى مما ترتب عنه جملة من الأمور الأخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن حملة التغلغل الروسية في أفريقيا بدأت منذ أكثر من عقد من الزمن عندما استخدمت موسكو العلاقات التي أقامها الاتحاد السوفييتي السابق مع العديد من الدول الأفريقية لإعادة تنشيط العلاقات مع عدد من الدول الأفريقية مثل أنجولا وموزمبيق وجنوب إفريقيا.
وترى "فاينانشيال تايمز" أن دبلوماسية موسكو تتميز بتحقيق مكاسب سريعة بتكلفة قليلة عبر مبيعاتها بأسعار تفضيلية ودعمها اللوجستي في العديد من المجالات حيث توفر الأسلحة وأنظمة المراقبة بكافة أنواعها.
