الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

وول ستريت جورنال: تدريبات عسكرية صينية ردًا على زيارة وفد الكونجرس الأمريكى إلى تايوان

الجيش الصيني
الجيش الصيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رصدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الموقف الصينى فى أعقاب زيارة وفد من الكونجرس الأمريكى إلى تايوان، مشيرة إلى أن بكين أنهت الأسبوع الماضى سبعة أيام من التدريبات العسكرية غير المسبوقة حول تايوان، وهى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتى التى تعتبرها الصين ملكا لها.

ووصفت الصحيفة الزيارة التى قام بها مجموعة من النواب الأمريكيين إلى تايوان للقاء الرئيسة التايوانية تساى إنج وين، بأنها أحدث تطور يثير تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة فيما يتعلق بعلاقة الجزيرة مع الصين.

وقالت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى، إن الهدوء لم يدم طويلا، حيث أطلق الجيش الصينى، مجموعة جديدة من التدريبات، وذلك ردا على وصول وفد من الكونجرس الأمريكى إلى تايوان بقيادة السيناتور إد ماركى (الديمقراطى من ولاية ماساتشوستس).

وذكرت الصحيفة أنه من المرجح أن تجدد الزيارة من التوترات، بعدما قامت الصين بتطويق الجزيرة بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى فى وقت سابق من هذا الشهر.

غير أن المناورات الجديدة كانت تفتقر إلى القوة النارية للرد على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى إلى تايوان فى وقت سابق من هذا الشهر، عندما طوقت بكين الغاضبة جزيرة تايوان الرئيسية بالصواريخ الباليستية، وأجرت مناورات حاكت هجمات بضربات أرضية وأكدت من جديد استعدادها لاستخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها.

وقال الجيش التايوانى إن جيش التحرير الشعبى أرسل ٣٠ طائرة حربية وخمس سفن حربية بالقرب من المياه التايوانية يوم الاثنين، بينما كان وفد ماركى يغادر تايبيه.

وكان هذا أقل من نصف عدد الطائرات والسفن التى أرسلها جيش التحرير الشعبى الصينى إلى المنطقة ذاتها فى ٧ أغسطس الجارى فى خضم التدريبات التى أطلقتها بكين ردا منها على زيارة بيلوسى.

ورأت الصحيفة أن نشر عدد أقل من السفن والطائرات ردا على وفد ماركى يشير إلى أن زيارة بيلوسى كانت استثناء للقاعدة، نظرا لأقدميتها فى الحكومة الأمريكية وتحديها للتحذيرات الصينية المتكررة بشأن المضى فى الزيارة.

وفى المقابل، لم تكن زيارة ماركى معلنة مسبقا، بينما يبدو أن وضعه الأدنى على عكس بيلوسى فهو ليس فى خط الخلافة الرئاسي- قد أكسبه استجابة عسكرية أكثر هدوءا إلى جانب كلمات الإدانة المعتادة.

فعلى مدى العامين الماضيين، سافر ٣٣ عضوا من أعضاء الكونجرس الأمريكى إلى تايوان -وفقا لتايبيه- ولم يولد ذلك أى رد فعل من نوعيه ذلك الذى أثارته زيارة بيلوسى.

وأشارت الصحيفة إلى أن ردود الفعل المتباينة على زيارتى هذا الشهر جاءت فى الوقت الذى تسعى فيه بكين إلى ضبط استعراضها للقوة بما يتماشى مع خطورة الإساءات التى تراها، بينما تهدف إلى تجنب الصراع العسكرى المباشر، وذلك فقا لأشخاص مطلعين على الفكر الصينى.

وأوضحت وول ستريت جورنال أنه فى ظل غياب الإجراءات الأمريكية التى تعتبرها الصين بأنها تتسبب فى مزيد من التآكل للبنية التحتية للوضع الراهن، يقول بعض خبراء الدفاع والسياسة إن بكين قد تبحث عن فرص لتهدئة الوضع المتعلق بتايوان فى الأشهر القليلة المقبلة، وذلك حتى فى الوقت الذى تسعى فيه إلى تأسيس «وضع طبيعى جديد،» والذى قال جيش التحرير الشعبى الصينى إنه سيشمل المزيد من التدريبات المتكررة التى يتم إجراؤها بالقرب من الجزيرة.

ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى وين تى سونج، وهو عالم سياسة فى الجامعة الوطنية الأسترالية والذى يدرس العلاقات بين واشنطن وبكين و تايبيه قوله «تدرك بكين أن سيناريو إعادة التوحيد القسرية باهظ التكلفة بشكل غير ملائم ويقود إلى زعزعة الاستقرار تجاه أمن الصين».

وخلال الزيارة التى قادها النائب ماركى، قال المتحدث العسكرى التايوانى الميجور جنرال سون لي-فانج إن تايوان لم ترفع مستوى استعدادها القتالى، فى غياب أى مؤشرات على تعبئة أوسع لجيش التحرير الشعبى.

من جانبه قال أليسيو باتالانو، أستاذ الحرب والاستراتيجية فى شرق آسيا فى كينجز كوليدج لندن، إن التدريبات التى أعقبت زيارة بيلوسى كانت «أكثر تتعلق بتوجيه إشارات سياسية محسوبة وليست ضرورة عملية».

وأضاف أن مثل هذه المناورات يمكن أن ترهق الجيش التايوانى، الذى يجب أن ينشط دفاعاته فى كل مرة يحدث مثل هذا الخرق.